نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا تحدّثت فيه عن المؤتمر العاشر لحركة النهضة الذي سيقوده زعيم الحركة الشيخ راشد
الغنوشي، والذي سيكشف فيه الحزب عن الخط السياسي الجديد الذي سيعتمده خلال السنوات القادمة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن سنة 2017 ستكون سنة انتخابية بامتياز حيث ستُجرى فيها
الانتخابات البلدية، وبالتالي ستكون 2016 سنة المؤتمرات للأحزاب الرئيسية، التي ستتنافس على تشكيل مستقبل
تونس والسيطرة على البلديات، فضلا عن محاولة تطبيق جملة من الإصلاحات لعلّ أبرزها تعزيز اللامركزية.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من الاختلافات التي كانت بين كل من حزب
حركة النهضة وحزب نداء تونس، إلا أنه خلال سنة 2014 تحالف الغنوشي مع الرئيس التونسي الحالي، الباجي قائد السبسي، وذلك بهدف ضمان الاستقرار السياسي في البلاد، في وقت اجتاحت فيه التهديدات الأمنية والأزمات الاجتماعية البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة النهضة تطمح إلى تولّي مقاليد الحكم عبر طرح برنامج اقتصادي شبيه بالنموذج التركي، حيث إن الحركة لم تتوان عن إبداء إعجابها بالتجربة التركية منذ تولي رجب طيب أردوغان الحكم في تركيا.
كما أبدى الغنوشي تضامنه مع السبسي وحكومة الحبيب الصيد، وتأييده لقانون المصالحة الاقتصادية، حيث اعتبر أن فرض غرامة مالية على كلّ من ثبت تورّطه في قضايا فساد في عهد بن علي هو أمر "أساسي وعاجل ومفيد".
وأفادت الصحيفة أنه إذا ما فازت حركة النهضة خلال الانتخابات القادمة، فإنه سيكون عليها القيام بمراجعة نقدية علنية للسنوات التي قضتها في الحكم، خاصة أن فترة حكم الترويكا، التي جمعت بين كلّ من حركة النهضة، والتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والمؤتمر من أجل الجمهورية، بعد الانتخابات الماضية، شهدت العديد من المشكلات الاقتصادية والسياسية، منها ارتفاع معدلات البطالة، والتضخم، وضعف الإصلاحات السياسية، واغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
لكن الصحيفة قالت إن حركة النهضة، مثلها مثل باقي الحركات الإسلامية الأخرى، تقوم بحلّ الخلافات التي تنشب داخل أروقة الحزب خلال جلسات مغلقة.
وذكرت الصحيفة أن المؤتمر العاشر لحزب حركة النهضة يهدف إلى تسويق الصورة الحقيقية لحزب متّحد، تحت راية راشد الغنوشي، يطرح فيه أهدافه خلال الانتخابات المقبلة.
فخلال شهر آذار/ مارس 2017، ستعقد الانتخابات البلدية التي تُعدّ أول انتخابات كبرى تلي كلا من الانتخابات التشريعية والرئاسية، التي جرت سنة 2014، حيث ستتمكّن البلديات التونسية من اختيار ممثليها.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من تحالف حركة النهضة وحزب نداء تونس داخل مجلس نوّاب الشعب، إلا أنهما فنّدا كافة الإشاعات عبر تقديم قوائم منفصلة خلال الانتخابات القادمة.
وذكرت أن من أهم المعارضين والمنافسين للتحالف الذي جمع بين الأحزاب الرئيسية في البلاد، هم الأعضاء الذي انشقوا منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عن حزب نداء تونس، بقيادة الأمين العام السابق للحزب، محسن مرزوق، حيث يعتبرون أنه باستطاعتهم الوقوف في وجه حركة النهضة.
وفي الختام، بيّنت الصحيفة أن هناك بعض الانقسامات في صفوف حركة النهضة، خاصة بين الشباب الذين عارضوا تحالف الحركة مع نداء تونس، وشنّوا حملة عنيفة ضدّ الحزبين، مدّعين أن هذا التقارب لن يخدم مصلحة البلاد. في المقابل، ما زال التونسيون يترقّبون ويتوّقعون المزيد من الحلول السياسية التي من شأنها النهوض بالبلاد.