دشن الآلاف من نشطاء التواصل الاجتماعي حول العالم، حملة لمساندة حق السجناء
المصريين في التنفس بحرية، بعد أن وصلت درجة الحرارة إلى أعلى مستوياتها في مصر.
وأطلق النشطاء العديد من الوسوم للتضامن مع
المعتقلين في
السجون، والتعريف بما يعانونه داخل الزنازين التي تشهد ترديا حادا في أوضاع الاحتجاز، وخصوصا في ظل الأجواء الحارة جدا.
وتخطت درجة الحرارة في مصر الـ45 درجة، فيما قالت مواقع الطقس العالمية إن هذه أعلى درجة حرارة على الكوكب هذه الأيام.
وفي الحملة التي أطلق عليها "عايز اتنفس" طالب النشطاء بأبسط
حقوق البشر في الحصول على الهواء، مطالبين بالإفراج عنهم، أو التخفيف من أوضاع احتجازهم، وتحسنيها بما يتناسب مع ارتفاع درجات الحرارة، مشيرين إلى ما حدث العام الماضي مع المعتقلين في نفس الظروف، حيث توفى ما يزيد عن 15 معتقلا بسبب الحرارة داخل السجون وأماكن الاحتجاز.
وعبر"فيسبوك" و"تويتر" تداول النشطاء صورا تضامنية مع المعتقلين تحت عدة وسوم؛ أبرزها "
عايز أتنفس" و"
مسجون مخنوق"، بالإضافة إلى صور نشطاء ومعتقلين مفرج عنهم وهم يضعون أكياسا بلاستيكية على رؤوسهم، في إشارة إلى حال المعتقلين في الزنازين المكدسة، وكيف أنهم يعانون الاختناق بسبب الحر والازدحام.
وبالعربية والانجليزية والفرنسية والألمانية؛ قال مدشنو الحملة إن "الحر يلقي بناره على من هم في سجون الدولة المصرية، حيث يتكدسون كأكوام من اللحم في زنازينهم الضيقة".
وأضافت الحملة: "يقول المعتقلون الذين تم الإفراج عنهم، إن نظام سجون الدولة المصرية يكدس المعتقلين في الزنازين -كنوع من تأديب سجناء الرأي خاصة- فالزنزانة التي تتسع لـ20 شخصا؛ يوضع فيها ضعف هذا الرقم، حتى يصبح التنفس أمرا شبه مستحيل".
وأوضحت أنه "في بعض الزنازين؛ لا توجد أية تهوية، سوى شباك صغير في سطح الزنزانة؛ لا يرحم المعتقلين الذين يأخذون دورهم في النوم أو الوقوف بسبب التكدس"، مشيرين إلى أن "قلة التهوية تتسبب في أزمات صدرية لأغلبهم".
ونقلت عن معتقل سابق قوله إن "
الحر الشديد كان يدفع المعتقلين لأخذ دور في الحمام للاستحمام لمدة خمس دقائق"، مضيفا أن كثيرا من المعتقلين "يضطرون إلى البقاء شبه عرايا، في محاولة لتجنب الحر".
وأكدت الحملة أن العديد من المنظمات "حاولت المساعدة بجلب المرواح للزنازين، إلا أن إدارة السجن لا تسمح بدخولها بانتظام، وإنما بحسب هواها".
وعن معاناة الأهالي؛ قالت: "أما الأهالي فيعانون الأمرين في محاولات دخولهم السجن لرؤية ذويهم، ما بين السير في الحرارة الشديدة، في محاولة للوصول لمبنى السجن، وبقائهم منتظرين بالساعات خارجه، وفي أحيان كثيرة تتغير مواعيد الزيارات بحسب هوى مصلحة السجون، التي لا تسمح لهم دائما بإدخال الأدوية والطعام والشراب والملابس للمعتقلين".
وعبر صفحته في "فيسبوك" قال الإعلامي عبدالله الشامي الذي أفرج عنه مؤخرا: "في 18 أغسطس 2013، 37 معتقلا ماتوا من الحرارة الشديدة أمام سجن أبو زعبل العسكري بين الساعة 10 و12 صباحا.. مساحة عربية الترحيلات اللي ماتوا فيها لا تزيد عن 5 متر مربع".
وأردف: "هي دي نفس مساحة أغلب زنازين السجون المنتشرة في بر مصر، الناس بتبقى فوق بعضها حرفيا، ميبقاش في مجال حتى للتنفس، أنا شفت ده في قسم شرطة الشروق، ليمان 2 أبو زعبل".
وأضاف عبدالله نبيل: "حرّان مش كده؟ تخيل نفسك محبوس في غرفة فيها 40 بني آدم، 4 متر في 4 متر، ودرجة الحرارة 40.. إحساسك إيه دلوقتي؟ مع العلم مفيش تكييف، ولا مروحة، ولا شباك".
ونشر الصحفي عمرو جمال المفرج عنه حديثا، صورة لإحدى الزنازين وقد تكدس فيها المعتقلون فوق بعضهم البعض، وقال: "دا كان نفس حال زنزانتنا في الحر".
وعلق الطالب المفرج عنه محمد ناجي: "لما كنت ببقى خلاص هموت من الحر، كنت بقف قدام باب الحمام، وأدخل كل شوية استحمَّى، وأخرج تاني.. وكنا بنبقى قاعدين بالملابس الداخلية".
وغردت الناشطة أسماء الغزالي عبر "تويتر": "أنا من حقي أن أتنفس حرية.. من حق المعتقلين أن يخرجوا ويعيشوا بحرية فى بلدهم.. وصلنا لمرحلة من العبودية حتى نطلب تحسين الاعتقال!".
وعبر موقع آفاز العالمي لتقديم العرائض؛ أطلق النشطاء الأحد، حملة بخمس لغات؛ لجمع التوقيعات المطالبة بإيقاف تعذيب المعتقلين في السجون، وإنقاذهم من الموت جراء الحر الشديد، ومطالبة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالتدخل لوقف الانتهاكات بحقهم.