كتاب عربي 21

معركة الإعلام

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
قال لي: أنتِ من تقولين هذا؟ لم أكن أعتقد أنك مثلهم! 
كررت ما قلته: لستُ مع الانتخابات المبكرة ويجب أن يكمل الرئيس مرسي مدته.

نظر إلي بذهول وارتفع حاجباه، وشاركه ذهوله واستنكاره باقي السيدات والسادة الذين شاركتهم تلك الجلسة في نيويورك قبيل الانقلاب في أحد المطاعم.

حاول إثنائي عن رأيي وظل صامتاً ثم بدا أنه وجد ما يرد به أخيراً, فقال يريد الإخوان إقامة الخلافة والاحتكام إلى الشريعة ويريدون أن ترتدي جميع النساء الحجاب.
فقلت وما المانع! 

كان هذا الحوار مع أحد الممثلين السابقين في أحد المطاعم بنيويورك قبل الانقلاب. 

قد تستغرب ويصيبك الذهول إذا استمعت للممثل نفسه يحدث أمريكياً عن الانتخابات والصندوق وحق الشعوب في اختيار حكامها وربما ظننت أن لغتك الإنجليزية ليست على ما يُرام. 

العلمانيون يريدون عالماً مثل ذلك الذي يرونه في أوروبا. يريدون انتخابات بدون إسلاميين, يريدون مشاركة حقيقية وطوابير أمام لجان الاقتراع ولكن دون مرشحين ملتحين, يريدون نقل النموذج الأوروبي حرفياً إلى بلادنا, وفي النموذج الأوربي لا يوجد إسلام. 

السوفتوير القادم من الغرب لا يحتوي على الإسلام. هذه هي إحدى المشاكل ببساطة. 

الجانب الآخر للمشكلة هو العلمانية القسرية التي تم ضخ مفاهيمها في عقول ونفوس البعض حتى ارتفع بنيانها وتحولت إلى هيكل يحتل مساحة في نفوسهم دون أن يدركوا أنهم بقناعاتهم هذه أصبحوا علمانيين يفصلون الدين عن الدولة. 

الببغاء الذي يردد كلمات كالإرهاب والتطرف دون أن يدرك معناها ودون أن يمنح عقله فرصة لتحليلها والرد عليها, ذلك الذي سمح لعقله أن يكون ملجأ للأكاذيب والخزعبلات. 

المواطن الذي لم ير أي غضاضة في التظاهر ضد الرئيس المنتخب لمطالبته بانتخابات مبكرة. بل النخبة مشوهة العقل التي مازال بعضها حتى الآن يكرر حديثه الماسخ عن ضرورة عدم المطالبة بعودة الرئيس مرسي. 

كل هذه التشوهات كانت بحاجة لمنظومة إعلامية أمينة تعمل وفق قواعد جديدة. منظومة تعمل كمشرط جراح يعالج تشوهات أحدثتها عقود من الأكاذيب. منظومة قادرة على توفير الحماية للتجربة الجديدة بعد انتخاب الرئيس مرسي. الإعلام بشقيه المرئي والمكتوب كان الخنجر الذي طعن الثورة وتجربة الرئيس مرسي.

في كتاب (لعبة أمريكا الكبرى) رصد الكاتب من خلال الدراسات التي أجرتها المخابرات الأمريكية تأثير إذاعة صوت العرب التي أنشئت في عهد عبد الناصر, التغيرات التي تصيب عقول المستمعين. 

الإعلام بكل بساطة هو دجال العصر الحديث, مسيلمة الكذاب. عندما تشتري نسختك اليومية من جريدتك المفضلة أو تقتني تليفزيوناً فأنت بكل بساطة تشتري طوقاً تحيط به عقلك. 

في مظاهرة 30 سونيا, أخرج أحدهم رأسه من ميكروباص ما وعلى وجهه تعبير اشمئزاز شديد وهو يحمل لافتة متكوب عليها (شرعية إيه.. البيضة بجنيه).

ربما كان مدفوعاً ككثير ممن شاركوا في تلك المهزلة وربما كان من المخدوعين, ولكن المؤكد أن الكثيرين وقتها كانوا يعتقدون أن مصر في سبيلها للانهيار. 

قارن حال ذلك المواطن المشمئز بحال المواطن المستكين الذي تحيط به السكاكين الآن من كل جانب, سد النهضة والتهديد المحقق بالمجاعة وبناء مانع جديد بطول 35 كيلومتراً موازِ لقناة السويس, وانهيار سعر الجنيه وتوحش الأسعار, بل وانهيار ثوابت دولة العسكر وخيانات الجيش في سيناء وتعاونه الواضح مع العدو الصهيوني والطائرات الصهيونية التي تحلق يومياً في سيناء ليشارك الطيارون الصهاينة نظراءهم المصريين قصف منازل، وستدرك أن المعركة الأولى التي يجب على معسكرنا الرافض للانقلاب هي معركة الإعلام. 

معركة يجب علينا أن نغير قواعدها وأن نخرج خصمنا من ملعبه التقليدي لنفرض عليه نحن قواعد اللعبة, معركة متجددة يومية لا تحتمل حلولا وسطا, معركة لها ما بعدها.
التعليقات (5)
كلام الحق
الأربعاء، 01-06-2016 03:43 م
لايمكن ان تعود مصر للمصريين مابقي السيسي الانقلابي يحكم المصريين بالاستبداد -- الا بثوره شعبيه عنوانها الكرامه - اي العرض والارض نموت وتحيا مصر -- من يفرط بمياه النيل وبالجزر ويدمر سيناء بالتعاون مع الصهاينه ويركع لنتنياهو ويريد تجويع المصريين هذا يستحق ثوره --- من يعتقل الشباب وشياب والنساء والاطفال والتي يزيد عددهم عن 70 الف يستحق ثوره--- اجندة السيسي معروفه خراب مصر خدمه للكيان الصهيوني ليحكم من الفرات للنيل ولانهاء ماتبقى من فلسطين للاسرائليين ولتوطين الفلسطنيين في سيناء وطن بديل عن فلسطين والقدس ---- من يستمع لكل خطابات السيسي يدرك مدى جهله وحتى لايحسن الحديث لابالسياسه ولا بطريقة حديثه الغير مترابط مما نحلل بان السيسي لايستحق ان يقود دوله كمصر - بل لو صنفت له وظيفه لكان مايستحق مديرا للبريد وعلي الاكثر مساعد محافظ رغم حجمها كبير عليه - الثوره قادمه لامحال من شعب طيب يبحث عن العيش والحريه
احمد علوي
السبت، 21-05-2016 04:19 ص
اكد اصاب بالاكتئاب ولااستطيع مواصلة رؤية اي قناة مصريه تبث من مدينة العهر الاعلامي لمدة دقيقة واحده وما يحزنني ان كثير من المصريين يتابعون هذه القنوات ويصدقونها
د.جمعه شعبان وافي
الجمعة، 20-05-2016 11:17 م
ميدان السباق (أو الصراع) بين الإعلام الصديق والإعلام المعادي لا يتجاوز أركان العملية الإعلامية : المصدر مقدم المعلومة ،، وموضوع الرسالة ،، ومقصد المرسل (قائد الرأي) من الرسالة ،، وأسلوب الخطاب وظرفه ! فتعطي دورات في هذا الصدد ! 1- ميولات مقدم المعلومة وتوجهاته ،، بقصد تغييرها لتكون إسلامية وطنية ! ويكون هو إعلامي إسلامي عالم واعي ! 2- موضوع الرسالة : ليكون معززا للثوابت الوطنية ودافعا للشبهات ولكل معطيات الغزو الفكري وأساليبه مدعما بالدليل الشرعي والواقعي ! 3- تحديد أهداف الاتصال المخدومة ، عن خطة مدروسة إجمالا وتفصيلا ! 4- الوقوف في مجال الأخبار والتوجيه على الأسلوب الإرشادي والتدريج والتكريرللتوضيح دون الإملال ! 5- تطوير أساليب الاتصال الفردي والتواصل الجمعي حتى تتميز قنوات التواصل الجماهيريالمضمونة المأمونة .
أبو أحمد
السبت، 07-05-2016 12:34 م
الأستاذة القديرة وضعت يدها على الجرح ببراعة كما هو دأبها دوما... لن يصطلح الحال حتى تتفتح عقول النخبة الضالة من الثوريين ويفهموا أن لا انتصار على الظلم إلا بالاتفاق على مفهوم وجوب عودة الرئيس الشرعي الصامد في سجنه، وأن يفهم ذلك بالأخص من خرجوا بوصف "وزير سابق" في عهد مرسي وهم يرفضون عودته..... وقبل ذلك القضاء على "مسيلمة الإعلام (الكذّاب) " في مصر.
ghadasabah
الجمعة، 06-05-2016 10:11 م
لاكن الان لا اظن ان الاعلام اصبح له تأثير قوى لان حتى مؤيدين السيسى يعلمون جيدآ انهم خطآ ده طبعآ فيه منهم لاكن اللى بيبقوا كل حاجه وراك يا ريس دول عمتآ بيبقوا عمرهم ما فوق ال70 الان التآثير اصبح الاكبر على الرشاوى عايز مظاهرات تدعمك خد كام مليون اديهم للشعب الغلبان اللى نفسه ياكل واضرب على اللى بيتظاهر ضدى نفس مايفعله كثيير من الانظمه الديكتتاتوريه ك بشار يقصف على اماكن والامكان التى تسمى بها هدنه يموتهم جوعآ ولاكن منتظرييين ما الجديد ؟؟! انا مكنتش من مءيدى مرسى ولا حتى السيسى لاكن لو حسم الامر سيكون السيسى مستبعد تمامآ فما مقارنتا بالسما للارض