حقوق وحريات

تضامن حقوقي وسياسي مع إضراب معتقلي سجن العقرب بمصر

تضامنت شخصيات سياسية وحقوقية مع معتقلي سجن العقرب- أرشيفية
تضامنت شخصيات سياسية وحقوقية مع معتقلي سجن العقرب- أرشيفية
أعلنت كيانات وشخصيات سياسية وحقوقية تضامنها مع الإضراب الشامل عن الطعام الذي بدأ، السبت، من قبل 14 قياديا إسلاميا، ومسؤولين مصريين سابقين، معتقلين في سجن "العقرب" المصري، احتجاجا على "التضييق على المحتجزين وذويهم".

وقال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، طلعت فهمي: "أيها الصامدون الثابتون خلف قضبان الظلم والجبروت في سجن العقرب، يا من تواصلون اليوم بإضرابكم عن الطعام ملحمة الدفاع عن ثورة وحرية الشعب المصري الأبي، يا من تكابدون كل ألوان التعذيب الوحشي والحرمان من الغذاء والدواء، بل والهواء على يد جلادي النظام الانقلابي الفاجر".

ووجه – في بيان له السبت- رسالة إلى القيادات التي أعلنت إضرابها، قائلا: "أنتم شرف الأمة وعنوان تحررها. صمودكم وأنتم تواجهون الموت يلهب صمود الثوار في الميادين والأحرار في كل مكان، وحجة على القاعدين واليائسين والمتخاذلين. صمودكم وثباتكم يفضح دعاة حقوق الإنسان المتواطئين حول العالم".

واختتم "فهمي" بقوله: "نحن معكم ولن ننساكم لحظة. حفظكم الله وزادكم قوة وثباتا ونصر بكم ثورة الشعب المصري نصرا مؤزرا".

من جهتها، عبّرت المتحدثة الرسمية باسم التحالف الثوري لنساء مصر، هدى عبد المنعم، عن تضامنها الكامل مع إضراب قيادات معتقلي "العقرب" الذي بدأ السبت، قائلة: "بالتأكيد نحن نتضامن مع المعتقلين المضربين وكل المظلومين من مختلف الاتجاهات"، لافتة إلى أن العدالة في مصر الآن لا وجود لها على الإطلاق تحت حكم العسكر، خاصة بعد سحق كل الحقوق الإنسانية والاجتماعية والسياسية، وحتى أبسط الحقوق أصبحت منعدمة.

وفي تصريح لـ "عربي 21"، أشارت "عبد المنعم" إلى أن المعتقلين في حالة إضراب بشكل أو بآخر منذ بداية دخولهم سجن العقرب بالتحديد، سواء كان ذلك بشكل إرادي أو لا إرادي في ظل الانتهاكات اليومية التي وصفتها بالبشعة، والتي تشهدها سجون مصر لأول مرة في التاريخ.

وأضافت "عبد المنعم" التي شغلت سابقا منصب عضو بالمجلس القومي لحقوق الإنسان: "لكن ما جد في الأمر هي الانتهاكات الجسيمة التي تحدث بحق ذويهم وأسرهم، خاصة أثناء زياراتهم، وما يتعرضون له من مبيت لساعات طويلة، وإهانات مستمرة، ومعاملة غير آدمية، ولذلك اضطر المعتقلون للدخول في إضراب شامل عن الطعام، لتتفاقم معاناتهم وأوضاعهم سوءا فوق سوء".

بدوره، أعرب المجلس الثوري المصري عن تضامنه الكامل مع الإجراءات التصعيدية التي يقوم بها قيادات الثورة المصرية في سجن العقرب لإجبار سلطات السجن على تنفيذ مطالبهم ووقف عمليات القتل الممنهج والمتعمد تجاههم.

وتتمثل مطالب المحتجزين بسجن العقرب وذويهم في: "إدخال الأطعمة والأدوية، ومستلزمات المعتقلين الشخصية، وخروجهم للتريض (التجول) يوميا لمدة تفوق الساعة، والسماح بدخول الملابس والمنظفات للمعتقلين، وإزالة الحائل أثناء الزيارة ومدها إلى ساعة، وعدم التنصت على حديث الأهالي في الزيارة، ونقل المرضى إلى مستشفى سجن طرة لتلقيهم العلاج اللازم، ومعاقبة المسؤولين عن وفاة ستة من معتقلي سجن العقرب".

وأشار المجلس– في بيان له- إلى أن الإجراءات التصعيدية تأتي ردا على ما وصفه بالانتهاكات غير المسبوقة بحق المعتقلين وحق ذويهم من جانب سلطات السجن، وللمطالبة بمساواة سجن "العقرب" مع بقية السجون الأخرى.

وتعهد المجلس الثوري "بالعمل بكل ما أوتي من قوة، ومن خلال كافة لجانه ومكاتبه لتوصيل رسالة المعتقلين إلى العالم الخارجي وإلى الرأي العام المحلي والدولي، لفضح الانتهاكات البشعة التي تقوم بها سلطات الانقلاب ضدهم خلافا لكافة المواثيق والأعراف الدولية".

كما شجبت منظمة "هيومان رايتس مونيتور"، الانتهاك المُستمر من قبل السلطات لحقوق المواطنين جميعا على السواء، خاصة المُعتقلين على خلفية أحداث سياسية، معبرة عن قلقها المُفرط إزاء تصاعد العنف غير المبرر ضد معتقلي "العقرب".

وأعلنت – في بيان لها السبت- تضامنها مع إضراب "العقرب"، مدينة "كافة أنواع التعامل القاسي والوحشي الذي يلاقيه المعتقلون وذووهم، والممتهن للكرامة الإنسانية، والمخالف لكافة المواثيق الدولية والمحلية، والذي يرقى لجريمة قتل بطيء بدم بارد من قبل الجهات المعنية بالسلطة في مصر".

وتابعت: "نؤيد مطالب المعتقلين المضربين والمعتزمين على الإضراب كمساومة وضغط على السلطات الحاكمة للتحصل على حقوقهم المشروعة التي يُقرها القانون وتعترف بها كافة الدساتير في العالم، وهو حق المحبوس عنه حريته في معاملة آدمية وسوية تُرضيه"، مطالبة السلطات المصرية بالتوقف عن الانتهاكات المستمرة في حق المعتقلين وذويهم.

وحملت "مونيتور"، السلطات المصرية مسؤولية سلامة كافة المعتقلين النفسية والبدنية وسلامة صحتهم العقلية، داعية المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة بالتدخل السريع لإنقاذ كافة المعتقلين من قبضة السلطة الدامية، وإجبارها على احترام حقوق الإنسان.

وتأتي هذه الخطوة، بالتزامن مع إضراب عن الطعام يخوضه عشرات المحتجزين بالسجن ذاته، منذ السبت الماضي، احتجاجا على ما أسماه ذووهم "سوء المعاملة والانتهاكات النفسية والجسدية".

وقالت مصادر مقربة من أسر المحتجزين بـ"العقرب"، إن "ما يزيد عن 150 سجينا بدؤوا إضرابا عن الطعام منذ السبت الماضي، احتجاجا على سوء المعاملة التي يلاقونها هم وذووهم أثناء الزيارات، فيما يزال الإضراب مستمرا".

وذكرت صفحة "ضمير الإخوان" على موقع "فيسبوك"، (المحسوبة على قيادات عليا بالجماعة)، نقلا عن ذوي المحتجزين، قولهم إن "عنبر (H2)، في سجن العقرب سيشهد إجراءات تصعيدية بداية من اليوم السبت، ردا على التضييق على المحتجزين وذويهم، تبدأ بإضراب شامل عن الطعام، تحت شعار (أنا إنسان.. كرامة إنسانية.. سلامة بدنية)".

وأكدت أن أبرز وسائل التضييق التي يعانون منها تتمثل في: "عدم دخول الأغذية والأدوية، الإهمال الطبي، عدم التريض والتعرض للشمس ما تسبب في إصابة عدد من النزلاء بانهيار الجهاز العصبي، وضعف الإبصار، وهشاشة العظام، والضعف العام، وفقدان أكثر من نصف الوزن".

وأبرز القيادات الإسلامية المشاركة في الإضراب: "خيرت الشاطر (نائب المرشد العام للجماعة)، ومحمد البلتاجي (قيادي إخواني وعضو بالهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة)، وعصام العريان (قيادي إخواني ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة)، ومحمد وهدان (عضو مكتب الإرشاد بالجماعة)، ومحمد علي بشر (وزير التنمية المحلية الأسبق)، وصفوت حجازي (داعية إسلامي)، وعصام سلطان (نائب رئيس حزب الوسط)، وأسامة ياسين (وزير الشباب الأسبق)، وعصام الحداد (مساعد رئيس الجمهورية السابق)، وأحمد عارف (المتحدث باسم الجماعة)، وجهاد الحداد (المتحدث باسم الجماعة)، وعبد الرحمن البر (مفتي الجماعة)، وأحمد عبد العاطي (مدير مكتب الرئيس المصري السابق محمد مرسي)".

وتأسس سجن العقرب عام 1993 في عهد الرئيس الأسبق، حسني مبارك (أطاحت به ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011)، وتكون الزيارة فيه عبر المحادثة بالهاتف من خلف حاجز زجاجي، ويقبع فيه رموز سياسية معارضة.

وفي سياق متصل، كشف مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، عن أن إدارة سجن بورسعيد تنتهج التعذيب النفسي في حق بنات دمياط المعتقلات.

وقال – في بيان السبت- إن "التعذيب النفسي بداية خطيرة، حيث تتعرض البنات منذ الأسبوع الماضي للتعذيب النفسي الشديد من قبل السجانات والاستفزاز المستمر باتهامهن بالإرهابيات وقاتلات الضباط"، لافتا إلى أن إدارة السجن تحرض الجنائيات عليهن منذ الخميس الماضي اللاتي أصبحن ينادين على البنات بالإرهابيات.

وأضاف "بيومي" أن تلك الاستفزازات أثر في البنات عرض بعضهن للانهيار العصبي كما امتنع بعضهن عن حضور الزيارة، السبت، كما قامت إدارة السجن بمنع خروج أية رسائل من البنات لأهاليهن خوفا من فضح ممارسات السجن والانتهاكات بحق البنات.

اقرأ أيضا: "البنات لازم تخرج" حملة فيسبوكية تدعو للإفراج عن فتيات دمياط
التعليقات (0)