كشف وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي الأسبق أوري سافير النقاب عن أن زعيم
الانقلاب في مصر عبد الفتاح
السيسي معني بأن يخلف أحد قادة الأجهزة الأمنية في
السلطة الفلسطينية محمود
عباس بعد أن يغادر الحياة السياسية.
وفي تحقيق أعده ونشره في موقع "يسرائيل بلاس" مساء أمس، أشار سافير الذي يعد من أبرز مهندسي اتفاقية "أوسلو" ويحتفظ بعلاقات وثيقة مع كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية السياسيين والأمنيين، إلى أن مسؤولا بارزا في الدائرة المقربة جدا من عباس أبلغه أن السيسي معني بنقل التجربة المصرية إلى السلطة الفلسطينية، بحيث لا يتم اختيار الرئيس الجديد بشكل ديمقراطي.
وأضاف سافير أن المسؤول في السلطة الفلسطينية قال إن السيسي يرى أن قادة الأجهزة الأمنية فقط يمكنهم أن يمثلوا ثقلا موازيا لحركة حماس ويمنعوا وقوع الضفة الغربية تحت سيطرة الحركة.
وأشار سافير إلى أن السيسي لا يمانع أن يتوافق قادة الأجهزة الأمنية في السلطة على تسمية "رئيس" لخلافة عباس، بشرط أن يكون "مجرد دمية، وأن يكونوا هم أصحاب القول الفصل في النهاية"، على حد تعبيره.
واستدرك سافير قائلا إن فرص نجاح مخطط السيسي تؤول إلى الصفر بسبب ما أسماه "التطرف" الكبير الذي طرأ على المجتمع الفلسطيني واتجاه الشباب الفلسطيني لما أسماه بـ"التشدد الديني والقومي".
وشدد سافير أن الفلسطينيين، تحديدا في ظل تواصل انتفاضة القدس، لا يمكنهم أن يقبلوا إلا بـ"
خليفة متشدد" بعد عباس.
واعتبر سافير أن التطرف الذي بات يمتاز به المجتمع الفلسطيني، سيما الشباب، يمثل " أخبارا سيئة" لإسرائيل؛ لأنه يعني أن تتوفر بيئة سياسية واجتماعية فلسطينية تضمن تواصل الانتفاضة.
ويذكر أن القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية ينص على تولي رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة بعد موت أو غياب الرئيس بشكل طارئ، على أن تجرى انتخابات عامة في غضون 60 يوما بعد موته أو استقالته.
وفي السياق ذاته، قال "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يديره وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد إن عباس يمر في أصعب أوقاته، وإن إحساسا يسود في المجتمع الفلسطيني بأنه فشل في كل شيء.
وفي تقدير موقف نشره مساء أمس، واطلعت عليه "عربي21"، أشار المركز إلى إن الشباب الفلسطيني بات يرى في عباس "شخصا غير ذي صلة"، منوها إلى أن كل المناورات السياسية التي قام بها عباس ثبت فشلها.
وأوضح المركز أن عباس اضطر لتكثيف التعاون الأمني مع إسرائيل بعد أن تبين له أن تواصل العمليات والانتفاضة يمكن أن يغير قواعد المواجهة بشكل لا يتناسب مع مصالحه.
وخلص المركز إلى القول إن انطباعا عاما بات متجذرا في إسرائيل بأن كل ما يعني عباس هو مصلحته الشخصية، وألا يتحمل المسؤولية أمام إسرائيل عما يجري.
يذكر أن تسجيلا صوتيا نسب لكبير المفاوضين في السلطة صائب عريقات قبل عامين اتهم فيه عريقات عباس بأن كل ما يعنيه هو ألا ينتهي مصيره إلى مصير الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي حاصرته إسرائيل في مقر إقامته حتى أصابه المرض الذي أدى إلى وفاته، مع أن قناعة الفلسطينيين، وشواهد عديدة لا زالت تؤكد أن إسرائيل هي من اغتالته بدس السم له عبر أحد المقربين منه.