صحافة دولية

ميديا بارت: الإعلام الأمريكي يساهم بصنع ظاهرة ترامب

رغم زلاته ومعلوماته المغلوطة إلا أنه يحظى بتغطية إعلامية واسعة - عربي21
رغم زلاته ومعلوماته المغلوطة إلا أنه يحظى بتغطية إعلامية واسعة - عربي21
نشرت صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية تقريرا حول تصدر دونالد ترمب، الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، استطلاعات آراء الناخبين الجمهوريين، وقالت إنه لم يكتف باحتلال المساحة الأكبر من اهتمام وسائل الإعلام، بل زادت شعبيته بعد تصريحاته النارية التي جعلت منه ظاهرة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أبرز القنوات الأمريكية كرّست 234 دقيقة من وقت البرامج المسائية لدونالد ترامب، في الفترة بين شهري كانون الثاني/ يناير وتشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2015، أي ما يفوق إجمالي الوقت الذي منح لباقي المرشحين مجتمعين.

وأضافت الصحيفة أن القنوات الثلاث، "إي بي سي" و"سي بي أس"و"إن بي سي"، شاركت في رسم المشهد الإعلامي السياسي للانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بمجموع 857 دقيقة من البث خلال الأحد عشر شهرا الماضية.

وقالت إن الحزب الجمهوري هو المستفيد الأول من هذا الحجم من ساعات البث، وخاصة المرشح دونالد ترامب، المرشح الأبرز من بين أربعة عشر مرشحا يتسابقون لتمثيل الجمهوريين، في مقابل ثلاثة مرشحين من الديمقراطيين، وبالتالي فإن للإعلام دورا كبيرا في صناعة ظاهرة ترامب.

وذكرت الصحيفة أن دونالد ترامب، المعروف من قبل بتصريحاته النارية وبنرجسيته، بدأ مسيرته سنة 1980، وجمع ثروة ضخمة من مجال العقارات والمباني الفاخرة، ومن استثماراته في الفنادق والكازينوهات وملاعب الغولف.

وقالت الصحيفة إنه عبر تلك الثروة التي جمعها، أصبح ترامب من المشاهير، خاصة في مجال السياسة، وزادت شهرته بعد دعمه للجمهوري رونالد ريغن، في الانتخابات الرئاسية لعام 2000.

ثم بدأ دونالد مشواره السياسي، فكان هو من أثار ضجة التشكيك في جنسية باراك أوباما في انتخابات 2008، وذلك بهدف التشكيك في أهليته لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد استثمر دونالد ترامب هذ الضجة، فظهر في حزيران/ يونيو 2015 ليعلن ترشحه لانتخابات عن الحزب الجمهوري تحت شعار "استعادة أمريكا العظمى".

وبدأ يكيل الاتهامات في جميع الاتجاهات، فأبدى معارضة للنظام القائم، ودعا لثورة مضادة، وأبدى معارضة للنخبة السياسية في واشنطن؛ التي ترسم سياسات البلاد، خاصة أنه صاحب ثروة كبيرة ولن يعتمد على أموال الممولين، وقد أبدى معارضة للسياسة الاقتصادية لأمريكا، وموقفا عدائيا تجاه الوافدين على أمريكا، خاصة من المسلمين.

وقد بلغ ترامب أقصى درجات التطرف ورفض الأجانب، حين دعا في حزيران/ يونيو لبناء جدار على طول الحدود المكسيكية، ودعا بعد ذلك لمنع المسلمين من دخول أمريكا، ووقف خدمة الإنترنت في العالم كحل لمحاربة الإسلام المتطرف.

وأفادت الصحيفة بأن الكثير من المراقبين توقعوا فشل دونالد ترامب لكثرة أخطائه السياسية، على غرار زلته الأخيرة حين سخر من صحفي يعاني من إعاقة جسدية، واعتباره أن جميع المكسيكيين ليسوا إلا تجار مخدرات.

ولكن على عكس التوقعات، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أنه منذ شهر تموز/ يوليو، زادت شعبية دونالد ترامب واحتل المرتبة الأولى من بين جميع المرشحين الجمهوريين.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي روبرت رايخ، في محاولته تفسير هذه الظاهرة، قوله إنه "يتم إجراء استطلاع للرأي حول كل المرشحين الجمهوريين في مرة واحدة، فنجد أن 23 في المئة من الناخبين يساندون الحزب الجمهوري، و32 في المئة يساندون الحزب الديمقراطي، والباقون يساندون المرشحين المستقلين".

وأضاف قائلا: "بالتالي فإن دونالد ترامب لديه نسبة 38 في المئة من بين المرشحين الجمهوريين، وهذا يعني أن 6.7 في المئة من الأمريكيين يساندونه".

ونقلت عن المحلل السياسي جون سايدس أن "دونالد ترامب يحظى بشعبية حقيقية في أمريكا، حيث أن استطلاعات الرأي أظهرت أن دونالد ترامب في الصدارة بين باقي المرشحين، والسبب واضح وهو الاهتمام الإعلامي الذي يلقاه منذ أن أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية".

واعتبرت الصحيفة أن السبب وراء الاهتمام غير المتكافئ من وسائل الإعلام، يعود لسيطرة دونالد ترامب على الشبكات الاجتماعية مثل الأنستغرام وتويتر، وقد نجح بذلك في تحصيل عدد كبير من المتابعين، ولذلك وجدت وسائل الإعلام التقليدية نفسها مجبرة على تتبع أخباره.

وقالت الصحيفة إن ما قام به ترامب لم يكن نتيجة مجهودات بسيطة، ذلك أنه منذ سنة 2011 وهو محاط بمجموعة من الشباب المختصين في التسويق الرقمي، أبرزهم جوستين مكونيي، الذي اقترح عليه العمل على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد استثمر دونالد ترامب وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أنها مجال واسع لحرية التعبير وإبلاغ الأفكار دون حدود ودون رقابة رسمية، ومن الأمثلة على ذلك ما نشره من ادعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول أن 81 في المئة من الذين قتلوا من البيض قتلوا على يد أشخاص من أصول إفريقية". وهو ادعاء باطل، بحسب الصحيفة، حيث إن الرقم الحقيقي لم يتجاوز 15 في المئة، ورغم ذلك تلقفت وسائل الإعلام التقليدية التصريح.
التعليقات (0)