نظام مصر يزعم كشف أنفاق حديدية على حدود غزة وحماس تسخر

 زعمت مصادر أمنية مصرية أن حرس الحدود المصري اكتشف لأول مرة "منظومة أنفاق حديدية جديدة" تمتد من الأراضي الفلسطيني من مدينة رفح الحدودية في باطن الأرض وتعبر الحدود إلى داخل الأراض المصرية.

وأوضحت المصادر، أن هذا الإعلان جاء بعد اكتشاف "أول نفق مشيد بالحديد على عمق 10 أمتار بمنطقة شمالي معبر منفذ رفح البري"، حيث أوضحت المصادر أن قوات حرس الحدود وأثناء ضخها مياه البحر عبر القناة التي يتم تشييدها لهدم الأنفاق في المنطقة الحدودية، لاحظت أن التربة لا تمتص المياه ما دفعها لحفر الأرض لتكتشف وجود "نفق حديدي" كما قالت.

وتابعت: "بعد فحص النفق تبين أن جميع جوانبه مصنوعة من الحديد الصلب، وسمك جداره قرابة 40 سم، وامتداده داخل الأراضي المصرية حوالي 200 متر ولا زال تحت الإنشاء في الجانب المصري، وتكلفة إنجازه عالية جدا ويصل امتداده داخل الأراضي الفلسطينية 70 مترا".

وادعت المصادر المصرية أنه ووفقا للمعلومات الواردة لأجهزة الاستخبارات المصرية، فإن منظومة أنفاق حديدية كبيرة يجري تشييدها من الجانب الفلسطيني بإجمالي 17 نفقا حديديا مخصصة للمقاومة ومواجهة المشروع المصري الجديد بتدمير الأنفاق بين مصر وقطاع غزة باستخدام ضخ مياه البحر".

تبرير لفشل النظام المصري

من جانبه وتعقيبا على هذا الحديث، أكد القيادي حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عاطف عدوان، أن حديث السلطات المصرية عن اكتشاف "منظومة أنفاق حديدية جديدة لحماس"، ما هو إلا "خبل إعلامي مصري وتبرير للفشل المتكرر للنظام المصري الحالي على جميع الصعد ".

وقال عدوان في تصريح خاص لـ"عربي21": "هذا أمر غير منطقي وغير معقول"، موضحا أن قطاع غزة "أصلا لا يوجد فيه حديد بكميات كافية بحال من الأحوال، ولا توجد به إمكانيات لتشييد مثل هذا النفق الذي تتحدث عنه السلطات المصرية".

وأضاف: "الحديث عن نفق من الحديد بسمك 40 سم يدعو للضحك؛ فالولايات المتحدة الأمريكية لو رغبت في عمل نفق لا تقوم بعمل نفق بهذا السمك"، حيث يمنع الاحتلال دخول العديد من المواد الأساسية منذ تسع سنوات، وذلك بسبب الحصار المشدد الذي يفرضه على قطاع غزة؛ والحديد من ضمن تلك المواد الممنوعة؛ لأنه يعتقد أن المقاومة الفلسطينية تستخدمها في تطوير أدواتها القتالية.

وبين القيادي في "حماس"، أن ما تم الحديث عنه لا يعدو أن يكون "محاولة من النظام المصري كي يفتح معركة جانبية لإلهاء الشعب المصري بقضايا جانبية لا قيمة لها، ويشتت تركيزه عن المشاكل والأزمات الداخلية والخارجية المصرية"، مؤكدا أن ما ورد في الإعلام المصري حول تشييد "حماس" منظومة أنفاق حديدة ما هو إلا "خرفات لا قيمة لها ولا تستند إلى أي منطق".

وحول إصرار السلطات المصرية على "توتير" الأجواء بينها وبين حركة "حماس" التي أكدت في أكثر من مرة على حرصها الشديد على الأمن القومي المصري، قال عدوان: "النظام المصري يرى في "حماس" الطرف الأضعف الذي يمكن من خلال الضغط عليه استرضاء الاحتلال وأمريكا وحلفائها"، منوها إلى أن السلطات المصرية "تحاول إيجاد المبررات لممارسة سياساتها غير المنطقية ضد شعبنا الفلسطيني".

وأضاف: "لا يوجد هناك منطق في حصار مصر للشعب الفلسطيني، وإغراق حدوده بمياه البحر، وإغلاق معبر رفح البري"، مؤكدا أن السلوك الرسمي المصري هو "ضد مبادئ القانون الإنساني الدولي".

وأشار إلى أنه من الواضح أن السلطات المصرية ترغب "بمكانة مفضلة لدى خصوم حماس؛ سواء كانت أمريكية أو إسرائيلية".

وفي محاولة من "عربي21" للوقوف أكثر على ما حدث، أوضح مصدر محلي فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه، ويقيم في مدينة رفح بالقرب من حدود قطاع غزة مع مصر، أن ما جرى الحديث عنه من قبل السلطات المصرية لا يعدو أن يكون "نفقا قديما مهجورا، لدى السلطات المصرية علم سابق به ".

وجدير بالذكر أن ما تم الحديث عنه من قبل السلطات المصرية،  يطرح سؤالا كبيرا ومهما؛ وهو: ما هي طبيعة وحجم تلك الآلات التي استخدمت في تشييد نفق يبلغ "سمك جداره 40 سم من الحديد الصلب ويصل عمقه 10 أمتار".