تعيش مخيمات
النزوح في
السودان منذ اندلاع الحرب الأهلية، ظروفاً إنسانية مأساوية تفاقمت بشكل
كبير في الآونة الأخيرة، حيث يعد مخيم "زمزم" في شمال دارفور أحد أبرز
الأمثلة على هذه المعاناة.
ومع تفاقم
الأوضاع الأمنية، أعلنت منظمة "
أطباء بلا حدود" عن تعليق أنشطتها في
المخيم، في خطوة تعكس حجم الخطر الذي يواجهه النازحون هناك.
وأعلن فرع
"أطباء بلا حدود" في السودان عن تعليق كامل لأنشطتها في
مخيم زمزم،
بعدما شهدت المنطقة تصاعدًا غير مسبوق في الهجمات والاشتباكات بين قوات الجيش
السوداني وقوات "الدعم السريع".
اظهار أخبار متعلقة
وكشفت المنظمة
أن القرار جاء نتيجة لتزايد المخاطر الأمنية داخل المخيم ومحيطه، واستحالة ضمان
سلامة موظفي المنظمة، إضافة إلى صعوبة توفير الإمدادات الإنسانية الأساسية.
وأوضح بيان
المنظمة أنه قبل تصاعد العنف واستحالة الاستمرار في تقديم الخدمة استقبل مستشفى
"أطباء بلا حدود" في المخيم 139 مريضاً هذا الشهر، يعانون من إصابات
بطلقات نارية وشظايا بسبب الاشتباكات العنيفة.
ورغم المجاعة
التي تهدد حياة مئات الآلاف في المنطقة، قالت المنظمة إنه لا يوجد أمامها خيار آخر
سوى تعليق أنشطتها في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني الذي يقدم الرعاية
الصحية في منطقة أصبحت شبه معزولة عن العالم.
ويؤوي مخيم زمزم
نحو نصف مليون نازح، معظمهم من ضحايا الحرب الأهلية في السودان التي طال أمدها
لأكثر من 22 شهراً، إلا أن الأزمة الإنسانية في المخيم تتفاقم بشكل سريع؛ إذ يعاني
السكان من مجاعة حادة ونقص في المواد الغذائية الأساسية.
اظهار أخبار متعلقة
ووفقا لتصريحات
رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" يحيى كليلة، فلا تبدو هناك أي خيارات متاحة
للمنظمة للاستمرار في تقديم الدعم في ظل تزايد المخاطر. وقال كليلة: "نحن
نواجه صعوبات كبيرة في إرسال الإمدادات، في ظل محيطٍ مليء بالعنف وعدم القدرة على
توفير الحماية لموظفينا. الأمر لم يعد يتعلق فقط بمساعدات طبية، بل يتعلق بسلامة
الجميع في ظل القتال المستمر".
وأضاف كليلة أن
المنظمة لا تستطيع إرسال خبراء في المجال الطبي إلى المنطقة بسبب الخطر المحيط
بالمخيم، ما يضع حياة المدنيين تحت تهديد حقيقي.