ملفات وتقارير

حجاج يكشفون تفاصيل الحياة بالموصل في ظل تنظيم الدولة

روج التنظيم لعملته الجديدة لكنه لم يستخدمها بعد - أرشيفية
روج التنظيم لعملته الجديدة لكنه لم يستخدمها بعد - أرشيفية
نقل عدد من الحجاج العراقيين العائدين إلى الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، تجربتهم التي عاشوها في المدينة بين مؤيد ومعارض، حيث رآها البعض جحيما، فيما رآها آخرون جنة على الأرض.

ونقلت شبكة "رووداو" الكردية عن عدد من أهالي المدينة المقيمين في كركوك بعد عودتهم من الحج، ويبلغ عددهم أكثر من 600 حاج وحاجة، أنهم عالقون في المدينة منذ أسبوع، بسبب تواجد قوات الحشد الشعبي على الطريق، والذين اتهمهم الحجاج بتعذيبهم.

لا مؤسسات أمنية.. وكهرباء بالمجان

وفي مقابلة معه، قال الحاج حسين خلف، إن الحياة في ظل التنظيم "مُرّة"، والأيام هناك متشابهة والشيء الوحيد المتجدد هناك هو قصف طائرات التحالف الذي يسقط ضحيته أبرياء أحيانا.

وأضاف أن التنظيم يمنع التجول في بعض المناطق التي تحوي مقاره الأمنية، والمقرات العسكرية السابقة، وبعض قصور الرئيس الراحل صدام حسين.

وعن الخدمات، قال خلف إن مياه الشرب شحيحة جدا، لكن الكهرباء متوفرة على الدوام، ويوجد باصات تنقل المواطنين مجانا، لكن المواد التموينية صعبة المنال، حيث إن المال المرسل من بغداد لبطاقته الذكية لا يفيد لأن تنظيم الدولة لا يعتمدها.

ورغم رخص أسعار المواد التموينية واللحوم، فإن سكان الموصل لا يستطيعون شراءها لأنهم ببساطة لا يملكون المال، بحسب خلف الذي قال إن مادة البنزين هي الأغلى في الموصل حيث يبلغ سعر اللتر الواحد منها 1800 دينار عراقي.

التدخين ممنوع.. والصلوات في المساجد

ويفرض عناصر "الحسبة" في المدينة على سكانها الصلاة في المسجد خمس مرات في اليوم، ويقوم العناصر بحسب الشهادات بالتجوال في الشوارع والأسواق والأماكن العامة باستمرار لتطبيق قوانين التنظيم.

ويمنع التنظيم سكان الموصل من تدخين السجائر أو الأراجيل، وتمنح الزكاة للتنظيم مباشرة في المدينة.

التنظيم المنقذ من الحكومة الشيعية

أما الحاج أبو محسن، فرأى في التنظيم منقذا من الحكومة الشيعية التي لم تبق عملا سيئا إلا مارسته ضد سكان الموصل، مرحبا بالتنظيم الذي أنهى وجود الحكومة هناك.

واعترف أبو محسن بأن ابنه يعمل جنديا في "دولة الخلافة"، مشيرا إلى أن الدولة لا تعاقب أحدا دون سبب.

الحاجة صبرية التي كانت تحاول سحب المال من حسابها المصرفي في كركوك، قالت إن الحياة في الموصل مزرية، لا مال ولا عمل، وكثير من الأمور ممنوعة.

وأوضحت الحاجة أن التنظيم "يتعامل بالليرة السورية، ويتعامل بالدينار العراقي أيضا باستثناء فئة الخمسمائة دينار".

وتوجه الحجاج الـ600 عبر الأنبار إلى بغداد، ومنها سافروا إلى السعودية لأداء مناسك الحج، لكنهم الآن يرفضون سلوك الطريق الذي فيه تواجدٌ للحشد الشعبي، واتهموا مسلحيه بتعذيبهم.

وقال مدير الوقف السني في كركوك، أحمد جميل إن "الحشد الشعبي إنهال ضربا بالركلات والصفعات على الشبان الذين كانوا مرافقين للحجاج، وضرب الكثير من الرجال، وأخاف النساء بالسكاكين وإطلاقات النار، لذا فإن الحجاج لا يرغبون في العودة عبر ذلك الطريق".

وأضاف جميل لـ"رووداو" أنه "لا يوجد في حدود كركوك أي طريق يؤدي إلى الموصل، لذا فقد علق هؤلاء الحجاج هنا، وهم حاليا يبحثون عن طريق آخر للعودة إلى مدينتهم".
التعليقات (1)
عمر
الثلاثاء، 17-11-2015 08:26 م
لعنة الله علي الدواعش الوحوش و ائمتهم و مدافعيهم