كشف رئيس تحرير جريدة "
الأهرام" السابق،
عبد الناصر سلامة، النقاب عن أن نجل "جمال
مبارك"، المولود حديثا في بريطانيا، ممنوع من الدخول إلى
مصر، بتعليمات من وزارة الخارجية المصرية، "وربما جهات أكبر من الخارجية"، حسبما ذكر، منسوبا لأحد موظفي السفارة المصرية بلندن، في مقاله بجريدة "المصري اليوم"، الأحد، تحت عنوان: "رضيع يهدد الأمن القومي".
وبأسلوب التورية، قال سلامة: "مولود جديد في لندن لم يتجاوز عمره السبعة أيام.. ذهبت الأم ووالدها، الذي رافقها طوال فترة العلاج، التي استمرت شهرا إلى سفارة الدولة المعنية، (مصر)، لاستخراج الأوراق المطلوبة، (للعودة إليها).. قال أحد الدبلوماسيين في السفارة: "التعليمات الرسمية عدم منحه تأشيرة دخول إلى البلاد".
وأضاف سلامة: "تقدم الجد إليه، وسأله: يا صاح، ماذا يمكن أن نفعل حتى نحصل على حقنا في هذا الشأن، حتى يعود هذا المولود إلى وطنه، الذي خرج منه، وهو في بطن أمه، وهناك وثائق تثبت، وتؤكد ذلك؟ كما أن أمه بالتأكيد لن تعود دونه، وبالتالي هي أيضا مستمرة هنا دون ذنب اقترفته هي الأخرى"؟.
وتابع سلامة: "رد صاحبنا قائلا: أيها الجد، عليك بالقضاء، لابد من إذن النيابة بذلك".. فقال الجد: تعليمات مَنْ هذه؟ قال الدبلوماسي: "هي تعليمات وزارتنا، الخارجية، وربما تكون أكبر من الخارجية، نحن هنا ننفذ التعليمات، وفقط".
وبحسب سلامة: "خرج الجد والأم من السفارة يعتصران ألما، وتوجه الجد إلى مطار هيثرو عائدا إلى بلاده، تاركا ابنته، وابنها في رعاية الله".
وفي ختام مقاله كشف الكاتب عن شخصية الطفل الرضيع، فقال: "هذه كانت حكاية الطفل المولود الرضيع، ابن الأيام السبعة، نجل جمال محمد حسني مبارك.. حفيد محمد حسني مبارك".
وتابع: "المهم أن المشكلة لازالت قائمة، ولازال حفيد الرئيس لا يستطيع العودة إلى وطنه، في الوقت الذي أصبحت فيه الأم تعاني حالة نفسية سيئة، والأب داخل السجن قد يكون لسبب، وقد يكون دون سبب، هي قصة مطروحة أمام
القضاء الآن"، على حد تعبيره.
و"سلامة" معروف في الأوساط الصحفية والسياسية المصرية بأنه أحد أكبر داعمي الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكذلك رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وقد تعاون مع هذا الأخير في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وقدم إليه خدمة عظيمة، بتسخير مانشيتات جريدة الأهرام، للتمهيد للانقلاب، في الأيام الأخيرة لحكم مرسي، وأبرزها مانشيت الأهرام الشهير: "إقالة أم استقالة"، كما أنه أحد أشد كارهي ثورة 25 يناير 2011.
ومن جهتها، أكدت صفحة "آسف يا ريس"، بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، القريبة من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، صحة رواية سلامة.
وذكرت أن السفارة المصرية في بريطانيا ترفض اتخاذ أي إجراءات من أجل استخراج شهادة ميلاد لنجل جمال مبارك المولود قبل قرابة أسبوع في لندن، ويعد الحفيد الثاني لمبارك من جمال بعد حفيدته الأولى "فريدة".
وقال مؤسس الصفحة كريم حسين - في بيان نشره على الصفحة، واطلع "
عربي21" عليه - إن الإجراءات المتبعة بالنسبة للقانون البريطاني تتجلى في حضور الأب أو الجد (جمال أو مبارك)، إلى السفارة لاستخراج شهادة الميلاد، لكنْ كلاهما ممنوع من السفر، واصفا "المولود" بأنه، في نظر السفارة المصرية، "لا توجد له أي أوراق رسمية".
واتهم السفارة المصرية بلندن بأنها تمارس تعنتا غير مبرر في استخراج شهادة ميلاد لحفيد مبارك باسم أمه، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية المصرية طلبت من الأسرة ضرورة استخراج إذن من النيابة العامة المصرية من أجل استخراج شهادة الميلاد، وهو ما اعتبر تعنتا تجاه الطفل؛ خاصة أن والده لايزال تحت المحاكمة، ولم تصدر بحقه أحكام إدانة، وفق وصفه.
وأكد حسين أن السلطات البريطانية ربما تقوم بإجراء خلال أيام، يتم بمقتضاه ترحيل حفيد مبارك، لأنه في نظر القانون البريطاني "بلا أوراق رسمية"، حسبما قال.
ومن جانبهم، سخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مما حدث، واعتبر بعضهم "أن الله يسلط الظالمين بعضهم على بعض"، فيما رأى آخرون فيما يحدث "آية من آيات الله"، واتهم فريق ثالث السيسي بأنه يخاف من جمال مبارك، ولا يأمن جانبه!.
وكانت تقارير صحفية ذكرت أن زوجة جمال مبارك، خديجة الجمال، سافرت إلى لندن لوضع مولودها الجديد، في المستشفى نفسه الذي وضعت فيه ابنتها الأولى "فريدة" قبل أعوام، وبقيت عائلة الزوجة، التي كانت برفقتها، حتى إنجاب المولود.
وكان نجلا مبارك - جمال وعلاء - خرجا بكفالة يوم 22 كانون الثاني/ يناير الماضي، على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بقضية "القصور الرئاسية"، لمدة شهرين، وحضرا عزاء والدة الصحفي مصطفى بكري، بمسجد عمر مكرم، مما أثار علامات الاستفهام، وذلك قبل أن يعودا للسجن مرة أخرى، ليستمرا فيه حتى الآن.
و"خديجة الجمال" هي ابنة رجل الأعمال محمود الجمال، وقد تزوجها جمال منذ 28 نيسان/ أبريل2007.
وفي 23 آذار/ مارس 2010، رزقا بابنتهما الأولى "فريدة"، وهي أول حفيدة للرئيس الأسبق حسني مبارك.
وخرج جمال من السجن في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، نظرا لانتهاء مدة حبسه الاحتياطي في قضية "القصور الرئاسية"، وقضى قرابة الشهرين خارج السجن قبل أن يتم الحكم عليه، وأخيه في القضية نفسها، بالسجن أربع سنوات، ولمبارك بالسجن ثلاث سنوات.
وكانت محكمة جنايات شمال القاهرة، أجلت السبت، نظر الاستشكال المقدم من جمال وعلاء مبارك، على انقضاء مدة عقوبتيهما في القضية إلى 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وجاء التأجيل بسبب طلب الدفاع التقدم بمذكرات، وتقديم النيابة مذكرة حول مدة حبس المتهمين والغرامة، مع استمرار حبسهما.
وظهر جمال وعلاء داخل القفص الزجاجي، وهما يرتديان ملابس السجن الزرقاء، وتبادلا أطراف الحديث قبل بدء الجلسة، واستمعا إلى مرافعة المحامي فريد الديب، بصفته المحامي الموكل عنهما.
وقال الديب للمحكمة إنه تقدم بشهادتين رسميتين عن نيابتي شرق ووسط القاهرة، بخصوص تفاصيل مدة الحبس بحقهما، ومنطوق الحكم الذي صدر عليهما في قضيتي "قتل المتظاهرين"، و"القصور الرئاسية"، مشيرا إلى أن كلا المتهمين تجاوز مدة الحبس الاحتياطي، التي نص عليها قانون الإجراءات الجنائية.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، في مايو/ أيار الماضي، بمعاقبة حسني مبارك ونجليه، بالسجن المشدد ثلاث سنوات لكل منهم، وتغريمهم 125 مليونا و979 ألف جنيه، وإلزامهم متضامنين برد مبلغ قدره 21 مليونا و169 ألفا، ومصادرة المحررات المزورة المضبوطة.