نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا لنائب محرر الإعلام الاجتماعي أساوين سوبساينغ، حول عزم إدارة
أوباما اللجوء إلى شركة "إتش بي أو"، التي تملك شبكة "كابل"، لبث البرامج في أمريكا ولموقع التواصل "سنابتشات"، والاستعانة بكاتب سيناريو مثير للجدل وحائز على "الأوسكار"، في حربها الدعائية ضد
تنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى أنه في أوائل العام الجاري قامت وزارة الخارجية بعقد اجتماع لمجموعة من الأصدقاء في صناعة الأفلام والإعلام الاجتماعي وتلفزيون الكابل، وذلك للتفكير بطريقة لهزيمة
دعاية الجهاديين.
ويبين الكاتب أنه في شهر حزيران/ يونيو اتجه مسؤولو وزارة الخارجية ومستشارو مكافحة الإرهاب إلى سانيلاندز في كاليفورنيا، لعقد قمة للتباحث في كيفية خوض معركة دعائية وإعلامية ضد الشبكات المتطرفة في الخارج. فتنظيم الدولة مثلا أصبح بارعا في سرقة أساليب
هوليوود لعمل أفلام دعاية وتجنيد، ولديه جيشه الخاص على "تويتر". مشيرا إلى أن مؤتمر حزيران/ يونيو كان تكملة للقاء الذي تم في البيت الأبيض، الذي استغرق ثلاثة أيام في شباط/ فبراير، وبحث أساليب التصدي للتطرف والعنف من خلال إستراتيجيات مجتمعية.
وعلم موقع "ديلي بيست" بأن الحضور تضمن مارك بول، "الحائز على الأوسكار، والذي كتب (ذي هيرت لوكر) و(زيرو دارك ثيرتي)" ومديرين تنفيذيين في شركة "إتش بي أو" للكابل، ومندوبين عن شركة "سنابتشات" وعن شركة "إم بي سي" العربية.
ويلفت التقرير إلى أن مشاركة بول تبدو مناسبة جدا، فهو كاتب "زيرو دارك ثيرتي"، الذي أنتج فيلما عام 2012، وكانت أحداثه تدور حول البحث عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث كتبه بمساعدة من المكتب الإعلامي في وكالة الاستخبارات المركزية، ويقول البعض إنه تلقى الكثير من المساعدة في كتابة السيناريو، حيث امتلأ الفيلم بالتلفيق الذي يطرح رواية وكالة الاستخبارات بأن التعذيب كان هو الطريق للوصول إلى بن لادن. كما أن بول ومخرجة الفيلم "كاثرين بيغيلو" أغدقا على ضباط الوكالة بالهدايا، مثل مشروب التاكيلا واللؤلؤ، مقابل اطلاعهما على تفاصيل العملية ضد بن لادن، وقالت الضابطة التي بنيت عليها شخصية بطلة الفيلم بشكل جزئي إنها "كونت صداقة" مع الكاتب والمخرجة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية للموقع: "التقى صانعو أفلام أمريكيون وعاملون في الإعلام الاجتماعي مع ثلة من صانعي الأفلام والإذاعيين العالميين والإقليميين، وحضر أناس يحتلون القمة في مجالاتهم، وكانت الفكرة هي استكمال الحوار الذي بدأ بقمة (البيت الأبيض)".
ويذكر "سوبساينغ" أن المهمة في "سانيلاندز" كانت هي تجميع المواهب، ودعوة وزارة الخارجية للمشاركة، وكان أحد الأهداف هو ربط منتجي الأفلام من الشرق الأوسط مع شخصيات فاعلة في هوليوود؛ للبدء بالتخطيط لـ "كيف يمكن إشراك وتمكين كتاب القصة لخلق رواية بديلة وإيجابية، وكيف يكتبون عن تمكين الشباب"، بحسب ما ذكره المسؤول عن هذه المبادرات.
ويورد الموقع أن صناع الأفلام ناقشوا مثلا إنتاج مواد تروج لقصص شباب يعيشون في المنطقة "العربية"، يرفضون إرهاب "الإسلاميين"، ويعملون على تحسين أوضاع مجتمعاتهم، من خلال تنطيم مشاريع، أو أعمال تجارية صغيرة، أو إقامة جمعيات غير حكومية، أو الانخراط بعمل تطوعي وما شابه ذلك.
ويقول المسؤول للموقع: "هذه هي أفضل وسيلة لتقديم رواية بديلة لتلك التي يقدمها المتطرفون"، وأضاف أن مثل هذا الإعلام الإيجابي في الشرق الأوسط وغيره قد يساعد على دحض ضجيج الجهاديين، ويؤثر على قدرتهم على تجنيد الشباب.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن مخضرمين في مجال مكافحة الإرهاب يشكون في فعالية مثل هذا التعاون، فيقول المستشار السابق لدى الخارجية في شؤون الإرهاب ويل ماكانتس: "اللجوء إلى هوليوود معقول من حيث المبدأ، ولكن مثل هذا الترتيب عادة ما ينتهي بمسؤولين تنفيذيين من الحكومة وهوليوود يهنئون بعضهم، ويتبادلون بعض الأفكار الغريبة. ولكن ما نحتاجه في الحقيقة هو أن يأتي الشخص الممثل للحكومة من الخنادق، ويتحدث مع صانع الأفلام، وبهذا نكون أقرب للمنطق الذي يستخدمه تنظيم الدولة".
ويلفت الكاتب إلى أن ماكانتس ذكر أنه خلال عمله مع الحكومة، حاولت شركة إقناعه بإرسال كتّاب من هوليوود إلى كابول لأسبوع على الأقل؛ للمساعدة في صناعة رواية وطنية إيجابية للأفغان، وكان ثمن ذلك العرض أربعة ملايين دولار.
ويذكر الموقع أن هناك أمثلة على هذه المحاولات الكثيرة لمدة سنوات، دون وجود أثر حقيقي لها، فقد حاولت الخارجية تصيد الإرهابيين بواسطة مواقعها على "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" والمنتديات دون نتائج تذكر. وقد توصلت دراسة نشرت في "ميدل إيست جورنال"، إلى أن كثيرا من تلك المبادرات الإلكترونية لم تقلل من مشاعر الكراهية تجاه أمريكا في الشرق الأوسط.
ويفيد التقرير بأن الحال كما وصفه المنسق في مركز مكافحة الاتصالات الإرهابية "ألبيرتو فيرنانديز" لصحيفة "أتلانتيك" بقوله: "رسالة (داعش) هي أن المسلمين يقتلون وأنهم هم الحل، ونحن ليست لدينا رواية مضادة، وما لدينا هو نصف رسالة، وهي (لا تفعل هذا)، وليس لدينا (افعل هذا بدلا من ذلك)، وهذا غير مشجع؛ لأن الرواية الإيجابية أقوى، خاصة إن كانت تعني ارتداء زي أسود مثل مقاتل ياباني، وأن يكون لديك علم جميل وتظهر على التلفزيون، وتقاتل لأجل شعبك".
وينوه سوبساينغ إلى أن وزارة الخارجية تتبنى برنامج تبادل تابعا لمكتب الثقافة والعلوم، ويهدف إلى استخدام السينما لنشر التفاهم الثقافي. وهو ما دعته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون "دبلوماسية القوة الذكية"، ويتضمن البرنامج أفلاما وثائقية وأفلاما روائية.
وينقل الموقع عن المتحدثة باسم مكتب الثقافة والعلوم سوزان بتمان، قولها: "سيرسل المكتب خلال عامي 2015- 2016، وبالتعاون مع كلية الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا 50 فيلما و70 مخرجا وخبيرا سينمائيا إلى حوالي 40 دولة في أنحاء العالم، كما سأقوم باستضافة ورشات عمل في لوس أنجلوس لصانعي الأفلام الناشئين".
ويشير التقرير إلى أن أحد برامج المبادرة سيكون ورشة عمل في جامعة جنوب كاليفورنيا، بالتعاون مع ممثل التجمعات الإسلامية في الوزارة. وسيدرب البرنامج منتجين للدراما التلفزيونية من عدة بلدان طرق "تحسين أساليب الرواية، وإدخال الأسباب الاجتماعية في برامجهم".
ويكشف الكاتب أن تعاون وزارة الخارجية مع هوليوود ليس جديدا، ففي بداية الخمسينيات من القرن الماضي تم التعاون مع عشرات منتجي الأفلام في هوليوود، وتم إنتاج حوالي 400 فيلم مفصل وقصير حول رقي المجتمع المدني الأمريكي، واستهدفت الأفلام المشاهد الأوروبي والآسيوي، ووصف المشروع بأنه "أعظم مشروع دعاية سينمائي يتم في بلاد أجنبية".
ويجد الموقع أنه بسبب استمرار فشل حرب إدارة أوباما الإلكترونية ضد تنظيم الدولة، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيستضيف مؤتمرا آخر لمكافحة التطرف والعنف يوم الثلاثاء، أثناء وجوده في نيويورك لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن مستشارة الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو، تقول: "سأشارك في مؤتمر قمة الشباب العالمي، الذي ستشارك فيه عشرات المنظمات والشباب من عشرات الدول، الذين يجتمعون وقد بنوا مبادرات (بدأوا بها في مؤتمر القمة في شهر شباط/ فبراير السابق).. هناك عدد من المواضيع سنناقشها يوم الثلاثاء، وذلك للتعامل مع مراحل العنف الإرهابي كلها".