تتفاقم الأزمات في
مصر يوما بعد آخر، ويواجه المصريون أوضاعا تزداد صعوبة منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح
السيسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، إلا أن جريدة "أوبزيرفر" البريطانية لفتت في تقرير لها الأحد، الى أن المواطن المصري أصبح عالقا بين فكي كماشة في بلاده، الأول يتمثل في العنف الذي يمارسه مقاتلو تنظيم الدولة، أما الثاني فيتمثل في العنف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية التابعة للسيسي.
وتلفت الصحيفة في التقرير الذي اطلعت عليه "
عربي21" الى أن سكان مدينة القاهرة الذين يعانون أصلا من القمع الذي يمارسه نظام السيسي والعنف ضدهم، استيقظوا يوم الخميس الماضي على صوت انفجار ضخم سرعان ما تبين أنه سيارة مفخخة تستهدف مبنى الأمن الوطني في منطقة "شبرا الخيمة"، وهي منطقة يسكنها أبناء الطبقة العاملة والكادحة من محدودي ومتوسطي الدخل.
ويقول التقرير إن انفجار السيارة المفخخة تسبب بتكسير زجاج النوافذ لعدد من المنازل المحيطة بالمبنى المستهدف، حيث شوهد الزجاج يتطاير في الهواء ويهوي على الأرض في الشارع الذي حصل فيه الانفجار.
وتضيف الصحيفة: "مثل هذا الانفجار أصبح شيئا روتينيا في القاهرة، حيث دخلت الدولة في معركة متصاعدة ومتسارعة مع المتمردين"، في إشارة الى مقاتلي تنظيم الدولة الذين نقلوا عملياتهم على ما يبدو إلى القاهرة.
وتربط الصحيفة البريطانية بين التفجير الذي هز القاهرة الخميس الماضي، وبين قانون مكافحة
الإرهاب الذي قام السيسي بتمريره، مشيرة إلى أنه "قانون بالغ القسوة والتشدد"، حيث أنه يؤسس لمحاكم خاصة في مصر ويفرض العقوبات على الصحفيين الذين ينشرون روايات عن أي هجوم تخالف الرواية الحكومية.
ويقول مناهضو القانون الجديد إن من شأنه أن يضع السلطة بشكل أكبر في يد الرئيس، كما أنه من المتوقع أن يؤدي إلى اتساع رقعة المعارضين للحكومة المصرية ولنظام السيسي.
وتتابع الصحيفة: "يجد المواطنون المصريون العاديون أنفسهم على الحافة بين العنف الذي يمارسه المتمردون من تنظيم الدولة الاسلامية، وبين القبضة الأمنية التي تقوم بها الدولة".
ونقلت "أوبزيرفر" عن الصحفي المصري وائل اسكندر قوله: "أود الاشارة إلى أن قانون الإرهاب لا يناهض في الحقيقة الإرهاب، وإنما هو عملية شرعنة لإرهاب الدولة". وأضاف: "إنه بديل لقانون الطوارئ، إنه يمثل طغيانا على الدستور وعلى حقوق الناس، وخاصة الحق في التعبير والحق في التعبير، ويمنح الشرعية للشرطة التي تمارس أصلا أعمالا وحشية".
وتلفت الصحيفة البريطانية الى أنه يوجد في السجون المصرية حاليا أكثر من 40 ألف معتقل سياسي، فضلا عن أن النظام قتل أكثر من ألف شخص في يوم واحد خلال شهر آب/ أغسطس من العام 2013 عندما قامت قوات مصرية بفض اعتصامي "رابعة" و"النهضة".