سياسة عربية

أنباء متضاربة حول خسارة تنظيم الدولة لتل أبيض الإستراتيجية

تنظيم الدولة في استعراض له بالرقة عام 2014 - أرشيفية
تنظيم الدولة في استعراض له بالرقة عام 2014 - أرشيفية
وصلت القوات الكردية السورية الأحد إلى مشارف بلدة تل أبيض الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة على الحدود مع تركيا، التي وافقت أخيرا على السماح لآلاف اللاجئين بدخول أراضيها.

ويريد الأكراد استعادة هذه المدينة العربية والكردية من أيدي تنظيم الدولة لحرمانه من نقطة مهمة لنقل أسلحته، وعبور مقاتلين جهاديين.

وتحدثت أنباء عن سيطرت القوات المشتركة (وحدات حماية الشعب الكردية والجيش السوري الحر) مدعومة بطائرات التحالف الدولي، على بلدة "سلوك" الواقعة شمال مدينة الرقة، والتي تعتبر أحد أهم معاقل تنظيم في سوريا.

وجاءت السيطرة على البلدة بعد ثلاثة أيام من المعارك مع التنظيم، تمكنت خلالها القوات المشتركة من السيطرة على عدد من القرى في شمال وشمال شرق سلوك.

وكان القيادي في لواء التحرير بالجيش الحر مصطفى السفراني، أفاد في وقت سابق، الأحد، للأناضول، أن "القوات المشتركة تقدمت في قرى رزاكي ورفح وقلاج ودردو ورنيم ودارا قنيطرة وخويتلة شرق تل أبيض، وأصبحت على بعد أقل من خمسة كيلومترات منها، كما وصلت لأطراف بلدة سلوك الشمالية والشرقية"، مشيرا إلى أن "معظم عناصر التنظيم انسحبوا من بلدة سلوك، بعد تفخيخ عدد من المنازل فيها، وهو ما جعل القوات المشتركة تتروى في اقتحامها".

من جهته قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأكراد "وصلوا إلى مدخل المدينة من الطرف الجنوبي الشرقي، ولكن لم يدخلوا المدينة حتى اللحظة. ولا يوجد تقدم من الجهة الجنوبية الغربية".

وبحسب القائد الكردي فإن تنظيم الدولة "فجر جسرين على بعد 300-400 متر من تل أبيض".

كما أن عبد الرحمن قال إن تنظيم الدولة "فجر جسر الجلاب جنوب شرق تل أبيض، لكن المياه لم تكن عميقة، فالأكراد عبروها سيرا على الأقدام".

وذكر خوجر بأن الحملة "هي بالتنسيق مع لواء التحرير وفصائل من الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب من مدينة كوباني".

وتحظى عملية القوات الكردية أيضا بإسناد جوي عبر غارات التحالف الدولي ضد الجهاديين.

وبعد أن أبقت حدودها مغلقة هذا الأسبوع لتجنب تدفق لاجئين سوريين، بدأت تركيا باستقبالهم الأحد كما أفاد مصور وكالة فرانس برس في المكان.

ودخل بالفعل ألاف اللاجئين السوريين إلى تركيا بعدما فتحت السلطات التركية حدودها المقفلة منذ أيام.

ودخل السوريون، حاملين أكياسا وأطفالا صغارا عبر نقطة أقجه قلعة الحدودية.

وشهد هذا المعبر قبل ذلك حالة من الفوضى بعد أن عبر عدد من اللاجئين الحدود بطريقة غير شرعية من خلال ثغرات في الأسوار، ما دفع الجيش التركي إلى التدخل واستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لإعادة فرض الأمن.

وكانت تركيا منعت على مدى أيام دخول لاجئين سوريين إلى أراضيها قائلة أنها لن تسمح بذلك إلا في حال حصول مأساة إنسانية.

لكن مسؤولين محليين في أقجه قلعة قالوا في وقت سابق إنهم تلقوا إذنا من أنقرة بالسماح للاجئين بدخول تركيا.

وجاء القرار متزامنا مع تقدم القوات الكردية على مشارف مدينة تل أبيض ما أجبر سكان هذه المدينة على الفرار.

وقال التلفزيون التركي إنه من المرتقب أن يعبر حوالى 3 آلاف شخص إلى تركيا فيما أشار مراسل وكالة فرانس برس في المكان إلى أن الأعداد تبدو أعلى بكثير.

وتستقبل تركيا 1,8 مليون لاجىء سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011.

وكان لاجئون من تل أبيض قضوا ليلتهم عالقين بين المعارك والسياج الشائك دون ماوى. وكان يمكن سماع أصواتهم من الطرف التركي، وهم يطلبون المساعدة وبعضهم يحمل زجاجات الماء الفارغة طلبا للماء فيما وصلت درجة الحرارة أثناء النهار إلى نحو 35 درجة مئوية.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد أن بلاده استقبلت حوالى 15 ألفا منهم الأسبوع الماضي قبل إغلاق الحدود.

وقال أردوغان إنه يتم استهداف عرب وتركمان خلال تقدم القوات الكردية.

وتعتبر تركيا مع حلفائها الغربيين حزب العمال الكردستاني "إرهابيا". كذلك تتهم أنقرة حزب الاتحاد الديموقراطي بأنه الجناح السوري التابع لحزب العمال الكردستاني.

وعلى الجهة الغربية الشمالية من المنطقة الحدودية، نصبت نحو 35 خيمة لايواء العائلات النازحة بالقرب من مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) والتي طرد منها التنظيم في كانون الثاني/يناير، بحسب الناشط الكردي مصطفى عبدي.

وبقي قسم من السكان في مدينة تل أبيض التي لا يزال فيها نحو 150 جهاديا من التنظيم الذين هددوا بالانسحاب ما لم يتلقوا تعزيزات من الرقة "عاصمة" الخلافة التي نصب التنظيم نفسه وليا عليها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفرض التنظيم نفسه منذ ظهوره في عام 2013 بشكل أساسي في الحرب الدائرة في سوريا، واستفاد من الفوضى فيها للسيطرة على 50% من مساحتها وفقا للمرصد.

ويشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضربات جوية منذ عشرة أشهر استهدفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا، ما سمح للأكراد باستعادة كوباني وعدة بلدات دون أن يتمكن من تخفيف التهديد الجهادي بشكل فعلي.

من جانب آخر رفضت القوات الكردية الاتهامات التركية بخصوص ارتكاب تجاوزات بحق العرب والتركمان.

وقالت وحدات حماية الشعب الكردي في بيان "يبدو بأن هذه الانتصارات الكبيرة والمتلاحقة تغيظ بعض الأطراف، ولا يروق لها خسارة تنظيم الدولة واندحاره".

وأضافت "لذلك تحاول هذه الأطراف جاهدة وبكل الوسائل غير الأخلاقية تشويه انتصارات وحداتنا".

من جهته قال رامي عبد الرحمن "لقد حصلت بعض الحوادث المعزولة، مثل إحراق منازل عرب لكن لا يمكن الحديث على الإطلاق عن أعمال عنف منهجية".
التعليقات (0)