قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن
إيران دولة راعية للإرهاب ومنخرطة في تصرفات خطيرة ومزعزعة لاستقرار دول مختلفة في المنطقة.
وقال أوباما إن إيران تدعم نظام بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان، وتساعد المتمردين
الحوثيين في اليمن، وإن دول المنطقة على حق في قلقها العميق من أنشطة إيران ودعمها لعملاء بالوكالة لارتكاب عنف داخل حدود دول أخرى.
وأشار إلى أن أمريكا "ستبقى يقظة ضد تصرفات إيران المتهورة الأخرى، وقد حافظنا على وجودنا العسكري القوي في المنطقة، وواصلنا مساعدة دول مجلس التعاون
الخليجي على بناء قدراتها للدفاع والردع ضد كل أنواع العدوان الخارجي، وواصلنا أيضا تطبيق العقوبات ضد إيران لدعمها الإرهاب وعملها على برنامجها للصواريخ الباليستية – وسنطبق هذه العقوبات في المستقبل حتى وإن توصلنا إلى اتفاق نووي مع إيران".
ولفت إلى أن لدى أمريكا مصالح جذرية في الشرق الأوسط بما في ذلك "مواجهة العدوان الخارجي، وضمان المرور الحر للطاقة والتجارة، وحرية الملاحة في المياه الدولية. وهذه تشمل المرور في مضيقي هرمز وباب المندب".
وشدد على أن أمريكا "مستعدة لاستخدام كل عناصر القوة المتاحة لنا من أجل تأمين هذه المصالح".
وأبدى أوباما أمله في لقاء مع صحيفة "الشرق الأوسط"
السعودية أمله بأن يعمق اجتماع كامب ديفيد التعاون مع العديد من المجالات وأن "يحسن تنسيقنا الأمني ومساعدة شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي في تقوية قدراتهم الدفاعية، مع زيادة تكاملها في عدد من المجالات مثل الدفاع الصاروخي والأمن البحري وأمن الشبكات الإلكترونية وأمن الحدود".
ولفت أوباما إلى أن التعهدات تجاه دول الخليج مستندة إلى سجل قوي من الأفعال الحقيقية "وعبر ستة عقود، عملت الولايات المتحدة مع دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تقدم أهدافنا المشتركة".
وأضاف أن الأمريكيين "خدموا في المنطقة وضحوا بحياتهم من أجل أمننا المشترك، ويخدم الآلاف من الأفراد العسكريين الأمريكيين في منطقة الخليج حاليا من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي. ويجري تدريب قواتنا المسلحة معا في مناورات وتدريبات عسكرية كبيرة ومتعددة سنويا. ولذلك فإنه يجب ألا يكون هنالك أي شك حول التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة والتزامنا بشركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي".
ولفت إلى أن الاجتماع في كامب ديفيد سيكون "فرصة لكي أطلع كبار المسؤولين الخليجيين على آخر تطورات مفاوضاتنا نحو تسوية شاملة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وهو ما أعتقد بقوة أنه الوسيلة المثلى لتعزيز أمن المنطقة".
وعلى صعيد الملف السوري، فإن أوباما لم يأت بجديد خاصة أنه أعاد التأكيد على أن "نظام الأسد المستبد يستمر في ذبح شعبه، كما وسياسة الولايات المتحدة واضحة. الأسد فقد كل شرعيته منذ فترة طويلة. ولعدم وجود حل عسكري للتحديات في سوريا، فإنه لا بد في النهاية أن يكون هناك انتقال سياسي نحو سوريا تتم فيها حماية الحقوق العامة، ومنها حقوق المرأة وحقوق الأقليات الدينية والعرقية".
وقال إن أمريكا تواصل دعم المعارضة السورية المعتدلة، إلا أنه لفت إلى مواصلة "حملتنا الصارمة من أجل تقليص المناطق الآمنة التي تحتمي بها داعش داخل سوريا ضمن حملتنا الأوسع لتدمير داعش".
وحول الملف الداخلي الإيراني قال أوباما: "لا يمكنني التكهن بديناميكية الأحداث الداخلية في إيران. فداخل إيران، هناك قادة ومجموعات عرّفت نفسها لعقود على أنها تعارض الولايات المتحدة وشركاءنا الإقليميين".
ونفى أوباما اعتماده على الاتفاق النووي لتغيير السياسة في إيران، إلا أنه قال إن بدء إيران في تلقي موارد جراء تخفيف بعض العقوبات النووية، فإن ذلك قد يؤدي إلى استثمارات إضافية في الاقتصاد الإيراني وفرص أكبر للشعب الإيراني، وهذا قد يقوي القادة الأكثر اعتدالا داخل إيران.
ولفت إلى أن هناك طريقين أمام إيران؛ أحدهما هو استمرار المواجهة، لكن الطريق الأفضل هو التوجه الأكثر إيجابية نحو المنطقة الذي سيسمح لإيران بأن تكون أكثر اندماجا في المجتمع الدولي. ولكن حتى إذا لم تتغير الديناميكية السياسية داخل إيران، فإن الاتفاق النووي يصبح ضرورة أكبر لأنه يمنع نظاما معاديا لنا من الحصول على سلاح نووي.