سياسة عربية

مركز دراسات بالأردن لتغيير صورة إسرائيل في العالم العربي

مدير المركز عبد الله صوالحة - "التايمز الإسرائيلي"
مدير المركز عبد الله صوالحة - "التايمز الإسرائيلي"
يرى العديد من المتتبعين أن "مركز الدراسات الإسرائيلية" الذي افتتح أشغاله خلال أذار/ مارس الماضي بالأردن، إنما يسعى إلى تجميل صورة الكيان الإسرائيلي في العالم العربي، عبر تسويق الكيان أنه دولة ديمقراطية، ونموذج للتسامح، والمساواة بين المواطنين العرب واليهود، ونفي كونها قوة احتلال ما تزال تتحكم بحياة ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وهو الأمر الذي لم ينفه مدير المركز عبد الله صوالحة؛ حيث صرح لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أنه لا توجد لدى المركز أي مشكلة مبدئية مع التطبيع، وقال: "لا يوجد لدينا أي مشكلة مع التطبيع مبدئيا، ولكن علينا تحديد هذا التطبيع، وهذا لا يعني قبول كل شيء من إسرائيل، وعلى إسرائيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعلينا تحقيق السلام عن طريق منحهم حقوقهم".

وأبدى المتحدث حسب المصدر ذاته، أن مركزه مستعد لتلقي منحا مالية من مجموعات "إسرائيلية"، كما أعلن نيته في توسيع فكرة المركز خارج الأردن في دول عربية أخرى.

ويسعى المركز، حسب تصريح صوالحة للموقع "الإسرائيلي"، ليكون للجمهور العربي أدوات ليتواصل بها مع الكيان الإسرائيلي، ويتعامل ويتفاوض معه، وكذا لتقديم الكيان "كدولة ديمقراطية ونموذج للتسامح". معتبرا "كون إسرائيل قوة احتلال ما تزال تتحكم بحياة ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية، أمر بعيد كل البعد عن حقيقة الدولة اليهودية".

واعتبر المتحدث في تصريحه، أن الكيان الإسرائيلي يتوفر على كل المعايير الديمقراطية من قبيل فصل السلط، واستقلال القضاء، وكذا طريقة تدبير العلاقة بين الشعب والحكومة، مستدركا في الوقت ذاته، أنه يتحدث فقط عن "إسرائيل داخل حدود 1967، وليس إسرائيل كما يراها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية".

وبخصوص علاقة الأردن بالكيان الإسرائيلي، يسعى المركز للتأثير على الحكومة الأردنية لتتقرب أكثر من الكيان، عبر تحليلات استراتيجية وتوصيات يرفعها المركز للحكومة.

وسبق لصوالحة مؤسس "مركز الدراسات الإسرائيلية"، حسب ما نقله موقع جريدة "تايمز أوف إسرائيل"، أن زار الكيان الإسرائيلي عدة مرات، والتقى بالرئيس السابق شيمون بيريز، وقاضي المحكمة العليا العربي سليم جبران.

وأبدى صوالحة في التصريح ذاته، إعجابه بشيمون بيريز، وقال: "العديد ينتقدون بيريس وينظرون إليه كحالم وغير واقعي، ولكنه يعجبني".

واعتبر المتحدث حسب المصدر ذاته، أن "دول الخليج، مثل السعودية، الكويت، وقطر مستعدة للاتفاق مع الكيان الإسرائيلي، وتشاركها بعض المصالح في ظل التهديد الإيراني، ولكن تبقى القضية الفلسطينية مسألة شائكة، ولا يمكن فصل علاقة إسرائيل بالعالم العربي عن القضية الفلسطينية".

وأضاف أن الأوضاع الحالية ليست تطبيع، وإنما هي أقرب إلى"التعامل مع إسرائيل"، مشددا "إن كنت ترى إسرائيل عدوا إذا عليك دراستها والتعامل معها، وإن كنت تراها صديقا، إذا عليك أن تدرسها وتتعامل معها".

وأفاد صوالحة حسب المصدر ذاته، أنه لقي دعما من سياسيين أردنيين، رغم المعارضة التي لقيها من آخرين في البداية بسبب التحفظ على كل ما يضم اسم "إسرائيل"، وذلك قبل أن ترخص له الحكومة الأردنية، وقال "شجعني السياسيون الأردنيون، ويعتقدون أن فهم إسرائيل فكرة جيدة، ولكن في البداية كانت هناك مخاوف لدى البعض، لذا أرادوا أن يعلموا ما هذا المركز، ومن يقف ورائه".

ويوظف المركز عشرة مترجمين يعملون طوال ساعات النهار، على تدقيق ما تنشره وكالات الأخبار العبرية، وقنوات التلفزيون والصحف "الإسرائيلية"، بالإضافة إلى تقارير الحكومة "الإسرائيلية".

وتتم ترجمة المضامين إلى اللغة العربية، ونشرها بإصدارات صحفية وتحليلات على موقع المركز، الذي يتضمن موادا متجددة حول الشؤون الداخلية، والأمور العسكرية، والإحصائيات، والمعطيات، والسياسات الحكومية "الإسرائيلية".
التعليقات (1)
كأس المنسف
الإثنين، 11-05-2015 10:55 ص
ياه! كل هذه التبرئة والمديح، رغم أن "مركز الدراسات" لم يمض على إعلانه عن نشاطه سوى بضعة أسابيع؟ فماذا سيكون الحال بعد قليل من "الدراسة"؟ . يبدو أن التسمية المبدعة للمركز والحملة الدعائية تشي بمشروع ابداعي لتبادل المعلومات والخبرات، أتوقع أنه يتعلق بتزويد طياريهم الحربين بكاسات زجاجية تشبه كاسات الويسكي، ولكن فيها منسف. حتى يتناول المنسف أثناء الطلعات الجوية وتنفيذ المهام. ولا بد أن نخبرهم أن أصل هذه الفكرة المبدعة هي لجلالة سيدنا.