ملفات وتقارير

الإعلام الداعم لإسرائيل تسبب بخسارة "العمال" في بريطانيا

زعيم حزب العمال إيد ميليباند كان هدفا لوسائل الإعلام طيلة شهور - عربي21
زعيم حزب العمال إيد ميليباند كان هدفا لوسائل الإعلام طيلة شهور - عربي21
مني حزب العمال البريطاني بأسوأ خسارة انتخابية منذ أكثر من ربع قرن، ليعاود حزب المحافظين الحاكم للتربع على عرش الحكومة في لندن لخمس سنوات مقبلة، بعد أن حصد نحو نصف مقاعد البرلمان البريطاني، وفقاً للنتائج الأولية التي ظهرت صباح الجمعة، والتي تبين منها أن العمال فقد عدداً كبيراً من المقاعد التي كانت بحوزته، فضلاً عن أنه لم يحصل على أغلبية تؤهله لتشكيل الحكومة.

واستحوذ حزب المحافظين (يمين) على 326 مقعداً في مجلس العموم البريطاني من أصل 650 مقعداً، أي أنه تمكن من شغل نصف مقاعد البرلمان، بما يمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة دون الحاجة إلى التحالف مع أي من الأحزاب، وهو ما يعني أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سيستمر في منصبه لخمس سنوات مقبلة.

وحصل حزب العمال على 230 مقعداً –بحسب النتائج الأولية- ليفقد بذلك 25 مقعداً كانت بحوزته خلال السنوات الخمس الماضية، فيما سجل حزب الديمقراطيين الأحرار انهياراً شبه كامل في الانتخابات بعد أن فقد 47 مقعداً وفاز بثمانية فقط.

وبهذه الخسارة التاريخية لحزب العمال يظهر جليا كيف نجحت وسائل الإعلام المنحازة في دفع الناخبين البريطانيين نحو التصويت للمحافظين، وكيف تمكنت من تجييش الشارع في بريطانيا وتحريض الناخب ضد حزب العمال، حيث استنفرت غالبية الصحف ومحطات التلفزة البريطانية تقريباً طوال الشهور الماضية من أجل الترويج للمحافظين، وتحسين صورة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.

وأظهرت دراسة انفردت بنشرها جريدة "الغارديان" قبل يومين فقط من الانتخابات أن 95% من صحافة التابلويد في بريطانيا، كانت طوال الفترة الماضية معادية لحزب العمال، وهي الصحافة التي تعتبر مؤثرة في الشارع وواسعة الانتشار، ومن بينها جريدة "الصن" التي تعتبر الأوسع انتشاراً في بريطانيا على الإطلاق، إضافة إلى جريدة "ديلي ميل" التي توزع يومياً أكثر من 1.6 مليون نسخة.

وبحسب الدراسة التي اطلعت عليها "عربي21" فإن الصحافة البريطانية انشغلت طوال الفترة الماضية بــ"ذم وتشويه زعيم حزب العمال إد ميليباند".

ووجدت الدراسة أن صحف التابلويد شنت خلال الفترة الماضية أوسع حملة مضادة لحزب العمال منذ العام 1992، وهو ما يفسر تماماً لماذا مني الحزب بأسوأ خسارة منذ العام 1987، أي منذ 28 عاماً. 

وتقول الدراسة البحثية التي قامت عليها مؤسسة متخصصة تدعى (Media Standards Trust) إن 95% من كتاب الأعمدة في الصحف المملوكة لروبرت ميردوخ كانوا معادين لحزب العمال، مقارنة مع 79% فقط منهم في العام 1992، وهو ما يكشف حجم الحملة التي تعرض لها حزب العمال وزعيمهم إيد ميليباند، وأدت إلى خسارتهم في الانتخابات.

ويعتبر ميردوخ امبراطور الإعلام في بريطانيا، حيث يمتلك مجموعة من الصحف من بينها جريدة "الصن" الأوسع انتشاراً في البلاد، وهو أحد رموز اليمين البريطاني المقربين من اللوبي الصهيوني، والمتعاطفين مع إسرائيل.

وبشكل إجمالي وجدت الدراسة أن 77% من الصحف في بريطانيا وقفت طوال الفترة الماضية ضد حزب العمال وميلباند، وهو ما يعني أن نفوذ اللوبي الصهيوني واليمين امتد إلى مختلف الصحف في بريطانيا بما فيها جريدة "إندبندنت" المحسوبة تقليديا على اليسار، التي تورطت أكثر من مرة في الترويج للمحافظين ضد العمال خلال الأيام الأخيرة التي سبقت الانتخابات، والتي شهدت سخونة بالغة في المنافسة بين الحزبين.

وفيما يمثل الإعلام العامل الأهم الذي تسبب بخسارة حزب العمال البريطاني، فإن غالبية المحللين والمراقبين يجمعون على أن العامل الثاني لخسارة العمال يتمثل في الصعود المفاجئ للحزب الوطني الاسكتلندي (SNP)، الذي تمكن من رفع حصته البرلمانية من 6 مقاعد فقط في الانتخابات الماضية إلى 56 مقعدا في الانتخابات الحالية، بينما استحوذ "العمال" على مقعد واحد فقط في دوائر اسكتلندا جميعها.

وتعتبر اسكتلندا واحدة من أهم معاقل حزب العمال في بريطانيا، إلا أن الإعلام أدى أيضا دورا كبيرا في هذا الملف، حيث انشغل في تحريض الناخبين البريطانيين من خطورة تحالف حزب العمال في حال فوزه مع الحزب الوطني الاسكتلندي، إضافة إلى التخويف من حزب الاستقلال البريطاني، وهو ما أدى بالناخبين مجددا إلى التمسك بالمحافظين.

أما ما يفسر الحملة الإعلامية التي استهدفت حزب العمال، ويشبهها بعض العرب بالحملة التي استهدفت الرئيس المصري السابق محمد مرسي، فيجمع كثيرون على أنها كانت عقابا لميليباند وحزبه على مواقفهم، خاصة مبادرة "الاعتراف بدولة فلسطين" التي لم تكن لتنجح في البرلمان قبل شهور لولا نواب حزب العمل، إضافة إلى أن ميليباند قبل شهور قليلة من الانتخابات ألقى كلمة في العشاء الخيري السنوي لأصدقاء فلسطين، متجاهلا المئات من الداعمين لإسرائيل الذين كانوا يحتشدون ضد الاجتماع المؤيد لفلسطين في وسط لندن.

وكان العديد من نواب حزب العمال قد تعهدوا بالعمل على الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، في حال تمكنوا من الوصول إلى الحكم في انتخابات 2015، وهو ما أدى إلى استنفار اللوبي الصهيوني في بريطانيا ضدهم، لينتهي الأمر بالحزب إلى أسوأ خسارة منذ عقود.
التعليقات (3)
الصهيونية واجهة لمنظمات متعددة مستترة
الجمعة، 08-05-2015 11:05 م
يبدو أن الصهيونية هي الواجهة المعلنة، وهناك عدد من المنظمات المتخفية أو ما يعرف بالمجتمعات السرية تدعم الصهيونية او اهداف مشتركة، وتحت مسميات مختلفة ومضللة ، وبعض هذه المنظمات يتحدث كبراءهم بصراحة عن أسلوب العمل تحت مسميات وواجهات مختلفة.
عدنان
الجمعة، 08-05-2015 10:48 م
سننتظر نصف قرن اخر حتي يعود حزب العمال ويكمل الاعتراف بدولة فلسطين لا فرق بين الحزبين فيما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه
khalid mansour
الجمعة، 08-05-2015 05:53 م
في ظني هذا تفسىر ضعيف فالمعروف ان اد مليباند يهودي