فنون منوعة

رسام تونسي مسلم يجسد لحظات تعبد اليهود بحج الغريبة

أقام الرسام المعرض في المعبد بالتزامن مع موسم حج اليهود هذا العام - الأناضول
أقام الرسام المعرض في المعبد بالتزامن مع موسم حج اليهود هذا العام - الأناضول
جسد فنان تشكيلي تونسي مسلم، عادات وطقوس اليهود، خلال مواسم حجهم إلى معبد الغريبة، في جزيرة "جربة" (جنوب شرق البلاد) من خلال معرض تشكيلي، أقامه في المعبد، بالتزامن مع موسم حج اليهود هذا العام.

وقدم الرسام "الطاهر مميطة" (60 سنة)، من خلال معرضه، 22 لوحة تشكيلية، حاول من خلال معظمها تجسيد لحظات تعبد اليهود في موسم زيارة الغريبة، في حين جسد من خلال لوحات أخرى لحظات تعبد اليهود خارج الموسم، خلال أعيادهم الأخرى وصلواتهم في منازلهم.

وفي معظم اللوحات، يظهر "راباي عتوقي" كشخصية رئيسة فيها، وهو شخص ذو بركة وفقا لتصورات اليهود، ويعتقدون بأن له كرامات.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال مميطة: "أنا فنان أميل أكثر إلى رسم التفاصيل الدقيقية ورسم الوجوه بصفة عامة وشخصية فيها العديد من التفاصيل وتقاسيم الوجه وتحمل العديد من الدلالات".

بدورها، قالت رئيسة جمعية دروب الحضارات المتقاطعة، وداد العثماني (مسلمة)، والمسؤولة عن التظاهرات الثقافية خلال الموسم، إن "هذا المعرض يجسد لحظات تعايش المسلمين مع اليهود، فمن قام بالرسم تونسي مسلم عايش اليهود منذ الصغر وجسدها اليوم في رسوماته" .

وتابعت في حديث للأناضول: "في الماضي كان المسلمون يزورون الغريبة للمشاركة في احتفالات اليهود بهذه المناسبة، وهذا ملاحظ في الرسومات المعروضة، ودقة التفاصيل الموجودة فيها".

وكان مئات اليهود، توافدوا في وقت سابق اليوم على معبد الغريبة، في اليوم الأول لموسم الحج إلى المعبد الذي يشهد تعزيزات أمنية مشددة.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد اليهود المشاركين في احتفالات الغريبة، اليوم وغدا، إلى أكثر من ألفي  يهودي، وفقا لرئيس الطائفة اليهودية في جربة، بيريز الطرابلسي.

وتتمثل طقوس الزوار في اليوم الأول من الاحتفالات الكبرى لحج الغريبة، بإشعال الشموع في الجهة المخصصة للصلاة داخل المعبد (الجهة اليسرى من المعبد)، ووضع البيض في المكان المخصص له، بعد أن يكتبوا عليه أمنياتهم للعام المقبل.

وبمجرد خروجهم من مكان الصلاة، يتوجه الزوار إلى شيخ كبير يسمى بـ"راباي عتوقي" (75 عاما)، هو شخص ذو بركة وفقا لتصورهم، ويقرأ لهم أجزاء من أحد كتب التوراة للتبرك بها.

وفي الجانب الأيمن من المعبد، تجرى الاحتفالات عبر ترديد الأغاني التونسية، وتقديم الأكلات الشعبية المعروفة في تونس (أشهرها البريك)، إضافة إلى احتساء نبيذ البوخا.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم