السيسي "يفاصل" ويثير ضحكات المشاركين بشرم الشيخ

"سننجزها خلال ثلاثة أعوام"، كان ذلك هو تقدير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للوقت الذي يستغرقه مشروع إنشاء قناة السويس الجديدة، غير أن عبد الفتاح السيسي، رد عليه قائلا: "يكفي عام واحد فقط"، مستخدما أسلوب "المساومة".

كانت هذه أول مرة يستخدم فيها السيسي ما يعرف شعبيا بأسلوب "الفصال"، خلال حفل تدشين مشروع محور قناة السويس في آب/ أغسطس من العام الماضي، غير أنه استخدم هذا الأسلوب أكثر من مرة في مؤتمر شرم الشيخ، ليتعدى استخدامه المطالبة باختصار الزمن إلى تقليل النفقات أيضا.

و"الفصال" كلمة عربية فصحى تعني المساومة على السعر، وهي الطريقة التي استخدمها السيسي في أكثر من موقف، بطريقة انتزعت ضحكات المشاركين في المؤتمر.

وفي ختام المؤتمر الذي استضافته مدينة شرم الشيخ المصرية منذ الجمعة الماضي، وعلى مدار ثلاثة أيام، تحدث السيسي كيف استخدم هذا الأسلوب مع رئيس شركة سيمنز الألمانية العالمية، جو كايزر.

وقال السيسي في الكلمة: "كنت أجلس مع رئيس شركة سيمنز، وأخبرني أنهم سيعملون على مشروع محطة كهربائية في غضون 36 شهرا، لكني طلبت منه اختصار المدة لعام ونصف، فكان رده أنه تحد كبير، فسألته: هل يمكن تنفيذه، فأجاب: نعم، فطلبت منه أن يراعي ظروفنا في التكاليف وهامش الربح، لأننا نبني بلدنا، فوافق"، ما جعل القاعة تدوي بالتصفيق له.

وتابع: "وزير الكهرباء، أعجب كثيرا بالرقم، وقال لي أنه سيُحضر كل الشركات كي اتفق معها بنفسي"، لتضج القاعة بالتصفيق مرة أخرى.

وأفصح جو كايزر بنفسه عن تفاصيل هذا الحوار الذي دار بينه وبين السيسي، وقال، السبت، في لقاء خاص مع برنامج "هنا العاصمة" المذاع عبر فضائية "سي بي سي": "تقدمنا بسعر جيد بالفعل، بحيث لا يزيد ربحنا عن 1.6%، لكن الرئيس السيسي قال لي: يجب أن تعطوا منحة للشعب المصري".

وأضاف: "أخرجت له جيوبي الفارغة، وقلت: ليس لدي أي شيء. لكنه قال لي: يجب أن تفعل ذلك".

ولم تقتصر "المفاصلة" على شركة "سيمنز"، بل إن السيسي قال إنه استخدم الطريقة ذاتها مع شركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية.

وقال السيسي إن شركة "جنرال إليكتريك" ساعدت مصر بشكل كبير، وطلبت منهم الانتهاء من أعمالهم خلال ثلاثة أشهر، "ووافقوا، وقالوا: إحنا كدة مش هنّام (بهذا الشكل لن ننام)، قلتلهم: معلش (قلت لهم: تحملوا ظروفنا)".

عادة ما تثير تصريحات السيسي سخرية الناشطين من اللغة التي يستخدمها، وتعبيراته التي يصعب تفسيرها، إلى جانب كلماته المتلعثمة.

يذكر أن السيسي شغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس محمد مرسي، قبل أن يقود انقلابا عسكريا على حكم الأخير في تموز/ يوليو 2013.