صحافة دولية

ساينس مونيتور: هل بوسع مصر قتال تنظيم الدولة على جبهتين؟

ساينس مونيتور: الغارات المصرية على ليبيا كانت لتخفيف حدة الضغط المحلي على السيسي - تويتر
ساينس مونيتور: الغارات المصرية على ليبيا كانت لتخفيف حدة الضغط المحلي على السيسي - تويتر
ستواجه الحكومة المصرية، التي يقودها المارشال السابق عبد الفتاح السيسي، صعوبات في شن حربين ضد الجهاديين في مصر وليبيا.

وتقول صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إنه بعد ذبح فرع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام 21 قبطيا في ليبيا، ودعوة الرئيس السيسي المجتمع الدولي إلى التدخل في ليبيا، فإن مصر تقدم نفسها الآن عضوا رئيسا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة. وترى الصحيفة أن لدى السيسي الدعم الشعبي للمشاركة في الحرب.

وتضيف الصحيفة أن حكومة السيسي أشارت في الوقت ذاته إلى محدودية قدراتها، ولهذا فهي تطالب المجتمع الدولي بتقديم المساعدة.

ويشير التقرير إلى أن السيسي يواجه في الوقت الحالي مجموعات من المتشددين الإسلاميين، بينهم موالون لتنظيم الدولة في شرق شبه جزيرة سيناء، وقيام القوات المصرية بغارات في ليبيا يعني فتح جبهة جديدة في الجهة الغربية، أي ليبيا.

وتتساءل الصحيفة عن قدرة النظام المصري على شن حربين على جبهتين مع تنظيم الدولة الذي يتوسع تهديده.

ويبين التقرير أن حكومة السيسي قدمت، ومنذ عدة أشهر، دعما للحكومة المعترف بها دوليا في طبرق، التي تخوض حربا ضد الإسلاميين وحكومة العاصمة طرابلس.

وتستدرك الصحيفة بأن الغارات، التي شنتها الطائرات المصرية ضد مواقع للمتشددين في مدينة درنة، كانت من أجل تخفيف حدة الضغط المحلي على السيسي. فقد جاءت الغارات عملية انتقامية؛ ردا على شريط الفيديو الذي أظهر ذبح 21 عاملا مصريا. وفي الوقت ذاته، فإن الفوضى في ليبيا تمثل تهديدا على المصالح المصرية. فلا يهدد المتشددون فقط باستهداف مصريين عاملين في ليبيا، ولكنهم يقدمون التدريبات للجهاديين المصريين في معسكرات آمنة داخل ليبيا. 

ويفيد التقرير بأن التدخل المصري الجديد يأتي في وقت أكدت فيه الحكومة أنها لا تريد المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة؛ لأنها تريد الحفاظ على قواتها كي تكون قادرة على مواجهة التهديد الداخلي.

وتلفت الصحيفة إلى أن الكثير من المصريين، خاصة الأقباط العاملين في ليبيا، عبروا عن قلقهم لعدم تحرك الحكومة لحل مشكلة المصريين الذين ألقي القبض عليهم. وتقول عائلات العمال، الذين قتلهم تنظيم الدولة، إنهم كانوا مجرد عمال فقراء يبحثون عن فرصة لتحسين حياتهم. وقالت زوجة أحد القتلى: "نحن ناس بسطاء، وكل ما نريده هو حماية الحكومة لنا".

ويوضح التقرير أن المصريين كانوا قادرين على شن هجمات جوية ضد أهداف في ليبيا، إلا أن السؤال هو عن قدرة استمرارية الدولة المصرية في شن حربين في وقت واحد.

وتنقل الصحيفة عن زاك غولد من معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، قوله: "من غير المحتمل أن يكون المصريون قادرين على شن حربين دون أن يوزعوا قدراتهم". وأضاف أنه "بصراحة، ومع زيادة القوات في سيناء لاحظنا تراجعا في قدرة مصر على الحفاظ على العمليات في سيناء ولمدة طويلة". 

ويذكر التقرير أنه عندما طلبت الولايات المتحدة من مصر المشاركة في الحملات الجوية في العراق وسوريا، فقد عرضت القاهرة المساهمة في تدريب القوات العراقية، وقدمت مؤسسة الأزهر حاجزا ضد التشدد الإسلامي. 

وتبين الصحيفة أن الحكومة المصرية اليوم تطالب المجتمع الدولي بالتركيز على ليبيا. ففي تصريح لوزير الخارجية المصري سامح شكري، طالب التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد التنظيم والجماعات الإرهابية الأخرى في ليبيا. وسافر شكري إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لطلب المساعدة في الحرب ضد تنظيم الدولة. 

وتختم "ساينس مونيتور" تقريرها بالإشارة إلى قول غولد: "أكدت الحكومة المصرية على لسان السيسي ومن يليه، أهمية تركيز التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة على دول غير سوريا والعراق"، وهناك محور من العنف الإسلامي يمتد من ليبيا إلى العراق وعبر سيناء وسوريا إلى اليمن.
التعليقات (0)