تصدرت هاشتاجات "
تونس" و "تونس تنتخب رئيسها" و "انتخابات تونس" مواقع التواصل الاجتماعي عقب ظهور النتائج شبه الكاملة بعد فرز حوالي 75 بالمئة من الأصوات الصحيحة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية، والتي أظهرت أن الباجي قايد السبسي، مرشح حزب نداء تونس، يتجه للفوز برئاسة البلاد على حساب منافسه، الرئيس المنتهية ولايته والمرشح المستقل، المنصف المرزوقي.
وعبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" تصدرت جملة "
الربيع العربي بح خلاص، وسبحان الله انتهى في نفس المكان اللي بدا منه تونس" تعليقات الرواد على النتائج المبكرة.
وكانت استطلاعات للرأي أجريت في وقت سابق أظهرت أن السبسي هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية، على الرغم من تقدمه في السن. ويقول أنصار السبسي إنه الوحيد الذي تمكن من الوقوف بوجه الإسلاميين، لكن خصومه يتهمونه بالسعي إلى إعادة إنتاج النظام السابق سيما وأن حزبه يضم منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي.
وقال السبسي: "لنا ثقة في الشعب، وننتظر قراره، وسأحترم قرار الشعب'' بشأن نتائج الانتخابات. وتابع مرشح حزب نداء تونس الفائز بالانتخابات البرلمانية الأخيرة في تصريحات إعلامية عقب إدلائه بصوته في مكتب اقتراع بمحافظة أريانة "ستواصل تونس مشوار الانتقال الديمقراطي، وأنا أنتخب كأي مواطن تونسي وأدعو ليكون الإقبال كبيرا".
على الجانب الآخر، لم يتوقف المرزوقي خلال حملته عن طرح نفسه كسد منيع ضد عودة "السابقين"، مناشدا التونسيين منحه أصواتهم لمواجهة "التهديدات" المحدقة، بالحريات التي حصلوا عليها بعد الثورة.
وفي ذات السياق غرد المستشار وليد شرابي قائلا "كل يوم يمر نتعلم شيئا جديدا !!! حتى الثورة في تونس تصلح ن تكون مثالا يحتذى به".
وقال الإذاعي المصري يوسف الحسيني عبر تويتر "لأشقاء تونس: أوعوا تخضعوا لأى ابتزاز مهما كانت الصعوبات.. أوعوا تتصالحوا مع الإخوان، تفادوا أخطاءنا".
بينما علق عضو مصر القوية محمد هيكل "كان نفسى منصف المرزوقي يكسب بس حصل خير -وانا مش حفلة الولولة الـ عملها البعض على فوز السبسي كأنه انتصار للثورة المضادة- الوضع مختلف هناك، كدا منصف المرزوقي وأخذ أصوات كثير ونسبته عالية ودا يؤهله للعب دور زعيم المعارضة وانه يظل على الساحة وبقوة وممكن ينافس ثاني في انتخابات أخرى، حكم الترويكا 3 سنين أكيد أثر على المرزوقي لأن الشعب حملهم كل الأخطاء الفترة الـ فاتت ودا طبيعي لأي حد في السلطة".
وعلقت المغنية التونسية .لطيفة بعد إدلائها بصوتها: "مصر عدت في 30 يونيو..و تونس كمان هتعدى".
وقال الكاتب ياسر الزعاترة "في الانتخابات البرلمانية، وفي الجولة الأولى، والآن الثانية في الرئاسية؛ تدفق المال السياسي من الخارج بشكل رهيب لصالح
الثورة المضادة. والنتيجة لا بأس بها، المرزوقي حصل على 45% من الأصوات، وهذا جيد في ظل الظرف الموضوعي المتاح. الثورة لم تنته، ورموزها باقون في الساحة. في ظل التخويف من أوضاع صعبة في المحيط، وفي ظل الوضع العربي عموما، وفي ظل المالي السياسي الرهيب، يبدو حصول المرزوقي على هذه النسبة جيدا، فحزب المرزوقي لم يحصل في الانتخابات التشريعية سوى على 2% من الأصوات، وهذا يعني أن التصويت له هنا هو تصويت لصالح الثورة دون التباس".
وقال راشد الغنوشى رئيس حركة "النهضة" تعقيباً على النتائج الأولية للانتخابات التونسية "نهنئ أنفسنا ونهنئ الشعب التونسى والمتنافسين على هذه الملحمة. استطعنا أن نحقق تداولا سلميا للسلطة وكانت حركة النهضة هي من قادت ذلك التداول. مسيرة تونس نحو الحرية توجت اليوم بالنجاح. التونسيون وحدهم فى العالم العربى يجرون انتخابات وراء انتخابات، نتائجها غير معلومة وتحت إشراف هيئات مستقلة. سنهنئ الفائز والذى ستعلن عنه الهيئة الوطنية المستقلة. الفائز لابد ان يكون رئيساً للذين انتخبوه والذين لم ينتخبوه. شعلة الثورة انطلقت من تونس، وانتقلت لدول أخرى وتعترث، ولكننا استطعنا أن نحافظ على تلك الشعلة. تونس الجديدة ولدت وتوجت اليوم بهذه الانتخابات. نهنئ قوات الجيش الوطنى والشرطة وهيئات المجتمع المدني التى وققت لتساهم فى هذه الملحمة. مطلوب اليوم أن نختتم تلك السنة بمزيد من الهدوء وأن نتقبل النتائج بصدر رحب".
وعلى صعيد رواد التواصل، دوّنت سالي سمير: "وبصراحة بعد رجوع النظام السابق في تونس اللي كانت آخر أمل لينا .. الواحد كمؤمن بالثورة مش عارف يودي وشه فين إحنا آسفين اللي ثورنا.. وكتاب النبي ما هنكررها تاني".
وعلق علي غانم ربما هي إرادة الله لنبني أوطاننا بإرادتنا النابعة من ضمائرنا نحن دون تعويل على أحد، يسقط العسكر، يسقط الخونة في كل مكان، يسقط من رأي التغيير ولم يتغير، يسقط كل من قال: وانا مالي".
وغردت مي محمد "كنت فاكرة التوانسة تلافوا أخطاءنا وبتعليمهم وثقافتهم اللي هي أزيد مننا حاينتصروا للثورة ....لكن واضح انى كنت غلطانة وكلنا في الهم شرق تونس".
بينما اكتفت حبيبة حلمي بالتهكم قائلة "طب عندهم محلب ونبعتلهم تونس".
أما دعاء محمد فكانت لها رؤية أخرى حيث قالت "تونس.. حيث الشعب الواعي الذي يعمل على التخفيف من حدة الاستقطاب لا ترسيخه ويقبل بالآخر من منطلق أنه شريك في الوطن مهما اختلفت الرؤى".
وقال إبراهيم عبده: "الربيع العربي بح خلاص وسبحان الله انتهى فى نفس المكان الى بدأ منه تونس"
ودونت أسماء الخطيب قائلة: "أنا لو قدر لي وسافرت تونس .. هيكون عشان سبب واحد هروح مدينة "البوعزيزي" وهقف في أكبر ميدان فيها، وافضل اضحك ضحك! ضحك ضحك ضحك وجع عبث دووونيا"
عمر أبو الوليد قال عبر فيس بوك "درس تونس.. ترفض عزلهم سياسيا، بل وتدعوهم للمشاركة والبناء معك وهم من أفسد الحرث والنسل لسنوات مضت، ثم اذا فازوا بالانتخابات الرئاسية وحصدوا أغلبية البرلمان قمت تحذر من عودة نظام بن علي والفلول؟! من يقبل مشاركة الفلول سياسيا منذ البداية، لا يتذمر إذا عادوا للحكم في نهاية الأمر...هذه هي الديموقراطية يا حلو".
وغرد عادل سليمان: "مصر وثورتها الفاشلة هي من وضعت أول مسمار في نعش ثورة تونس الخيبة معدية والتجربة الفاشلة مغرية للثورات المضادة!"
أما ليلى التونسي فقالت "لا أخشى خسارة مرشح ما في هذه الانتخابات، بل أخشى خسارة تونس لو لم يتقبل المرشح الخاسر خسارته. الأتباع يا سيدي يخيفونني".
وأضاف عثمان عبدالله: "بعد نتائج تونس أصبح لدينا سبسي وسيسي يتشابهون بالأسماء وكذلك يتشابهون بكرههم لكل ما هو إسلامي.. قبحهم الله وقبح داعميهم من دول وأفراد!!"
بينما غرد محمد المنصور: "السبسي_الفلولي سينتقم من ثورة تونس وسيقضي على ما تبقى منها، انتظروا فقط واحتفظوا بهذا الكلام في مفضلتكم!".
ومحمد البوعزيزي هو شاب تونسي قام يوم الجمعة 17 ديسمبر/ كانون الأول عام 2010 بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ وقالت له: (بالفرنسية: Dégage) أي ارحل (فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس وكذلك شعار
الثورات العربية المتلاحقة).
وأدى ذلك لانتفاضة شعبية وثورة دامت قرابة الشهر أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، أما محمد البوعزيزي فقد توفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده. وأضرم على الأقل 50 مواطناً عربياً النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة تقليدا لاحتجاج البوعزيزي. وأقيم تمثال تذكاري تخليداً له في العاصمة الفرنسية باريس.