قال زعيم حزب النهضة
التونسي الشيخ راشد
الغنوشي: إن جوهر الصراع في المنطقة هو بين
الديمقراطية والدكتاتورية.
وأضاف الغنوشي في مقال له في صحيفة نييورك تايمز أن العالم يخطئ حين ينظر إلى الصراعات السياسية من منظار أيديولوجي، ما يخلق انطباعاً بأن الخيار ثنائي بسيط بين الإسلاميين أو العلمانيين.
ويرى الغنوشي أنه "من الخطأ الكبير أن تكون ردة الفعل تجاه خطر الإرهاب والتطرف بإبعاد القيم الدينية عن الحياة العامة، فهذا القمع كان هو المتسبب في الإرهاب في منطقتنا"، مضيفاً "فتحت حكم الرؤساء السابقين تم إغلاق أو التضييق على مؤسسات الفكر الإسلامي الإصلاحي، تاركاً المجال للفكر المتطرف لملء الفراغ".
وأكد الغنوشي أن حزب النهضة يقبل باللعبة الديمقراطية في تونس، بل إن ذلك من أهم أهدافه، "فتحقيق سيادة الشعب من خلال صندوق الاقتراع كان أهم أهداف ثورة 2011 وحزب النهضة نفسه".
ولم تكن أجواء الحزن هي السائدة في مقر حزب النهضة عقب نتائج الانتخابات التشريعية التي تقدم فيها حزب "نداء تونس" على حزب النهضة، بل كانت أجواء فرح، لأننا اعتبرنا الانتخابات انتصاراً للديمقراطية التونسية" يقول الغنوشي.
ويشير الغنوشي إلى أن "التحول الديمقراطي في تونس يعني إنشاء مؤسسات تهدف إلى حماية مصالح الشعب"، مؤكداً أنه "لو لم يلتزم الإسلاميون في تونس مثل النهضة بالحوار والتعاون والتنازل، لما بقيت تونس الجزيرة الهادئة الوحيدة في منطقة هائجة".
ويختم الغنوشي مقاله المترجم لـ"عربي21" بنصيحة للسياسيين التونسيين بأنه: "في كل قرار يتم تبنيه على السياسيين في تونس أن يتذكروا من أجل ماذا مات البوعزيزي. فنحتاج لحماية الحرية والكرامة ونقدم الأمل والفرص، فكان هذا حلم الصحوة التونسية، وهو ما سيجعل تونس تنجح اليوم".