يرى رئيس مركز الإعلام الدولي الإسرائيلي إيتان غلبوع أن "كل اللاعبين في الشرق الأوسط يستخدمون المعادلات المدحوضة أصلا، بغرض تحقيق اعتباراتهم الاستراتيجية الخاصة بدءاً من إسرائيل وانتهاءً بالولايات المتحدة مرورا بعباس وإيران وتركيا".
ويقول غلبوع في مقاله في صحيفة "هآرتس"، الاثنين: "لعبة استراتيجية جديدة وصلت إلى الشرق الأوسط. يُعنى الجميع بتطوير صلات وعلاقات بين أحداث وسياقات في المنطقة، ولا سيما حول إنجازات داعش".
ويبين أن نتنياهو "عرض معادلة بين حماس، داعش وإيران"، بينما اقترحت
إيران "صلة بين استعدادها للتعاون في الحرب ضد داعش وبين مطالبها من الغرب في المفاوضات على البرنامج النووي".
على الجانب الأمريكي يؤكد غلبوع أن الولايات المتحدة اشترطت انطلاقها إلى الحرب ضد داعش بتغيير الحكم في
العراق، بينما "اشترطت
تركيا مشاركتها في هذه المعركة بالتزام الولايات المتحدة بإسقاط نظام الأسد"، لافتا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أقام صلة بين المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية وبين تعاظم داعش.
وأوضح الباحث في مركز "بيغن السادات" للبحوث الاستراتيجية، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "اشترط المساعدة العسكرية لصد داعش بتغيير رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي الشيعي، لأنه أقصى واستبعد السنة، وهكذا مهد التربة لتأييدهم لداعش". وبين أن أوباما "لم يطبق ذات السياسة في سوريا، ورفض مطلب تركيا بأن يتعهد بإسقاط الاسد".
ويؤكد غلبوع أن أردوغان غير معني بمقاتلة داعش، ولا سيما في مدينة كوباني الكردية لأنه يخشى من تعزز الأكراد في سوريا وفي تركيا نفسها، وبالنسبة له إسقاط الأسد أهم من القضاء على داعش.
أما إيران، فبحسب غلبوع، "تسعى إلى استغلال المصلحة المشتركة بينها وبين الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش كي تحظى بتخفيضات في الاتفاق لتسوية برنامجها النووي. ولكن هذه الصلة أيضا مدحوضة. فإيران ترى في داعش عدوا خطيرا لأنه يقاتل ضد الشيعة والأسد حليفها، ولهذا فهي ليست بحاجة لأي حافز أو تنازل من جانب الولايات المتحدة كي تقاتله".