صحافة دولية

نائب أمريكي سابق: علينا التوقف عن تمويل جرائم إسرائيل

النائب الأمريكي السابق عن ولاية أهايو، دينيس كوسينتش - أرشيفية
النائب الأمريكي السابق عن ولاية أهايو، دينيس كوسينتش - أرشيفية
كتب النائب الأمريكي السابق عن ولاية أهايو، دينيس كوسينتش، مقالا دعا فيه الأمريكيين إلى مساءلة أنفسهم فيما إذا كانوا يريدون دعم جهود إسرائيل لطرد الفلسطينيين وإخراجهم من أراضيهم.

وجاء في مقالته بصحيفة "الغارديان" البريطانية: "في الأسبوع الماضي، شجب البيت الأبيض الهجوم الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة، ووصفته بأنه غير مقبول، ولا يمكن الدفاع عنه.

وبعد ذلك واصلت دعمها ومولت القبة الحديدية بمبلغ 225 مليون دولار، بل وذهبت وزارة الخارجية أبعد من هذا، واصفة الهجوم على مدرسة الأونروا بأنه "عار"، ومع ذلك تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل 3.1 مليار دولار، وتزود جيش الدفاع بالمعدات التي تساعده على ضرب مدارس جديدة وشن حروب شاملة وسجن الناس بسبب جنسيتهم".

وقال النائب السابق: "يجب أن لا يدفع دافع الضرائب الأمريكي لكل هذا، وعلى العالم الغربي التوقف عن رفض أي مساءلة حول عدم تناقض إسرائيل الأخلاقي أو السماح لها بالانتفاع من التنافر المعرفي والمعلومات المتراكمة وسط الأزمة الحالية في غزة".

وأضاف الكاتب: "هناك سيطرة على الأراضي، فقد قلص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراضي غزة الصالحة للسكن بنسبة 44%، من خلال قرار لإنشاء منطقة عازلة طولها 3 كيلومترات، ولا يسمح  للفلسطينيين المرور فيها، وهذا أمر مهم لأن  أهم أجزاء غزة لا تتجاوز مساحته 3- 4 ميلا. ومن هنا فيجب على 250.000 فلسطيني يعيشون في هذه المنطقة مغادرتها. ومع تقلص المدى الجغرافي لغزة فإن 1.8 مليون نسمة الذين يعيشون في مساحة 147 ميل مربع، سيجبرون على العيش في منطقة لا تتجاوز سعتها 82 ميل مربع".

ويتحدث الكاتب عن الدمار الذي سببه الهجوم الإسرائيلي: "كل البنية التحتية الاجتماعية والمعمارية من بيوت ومستسفيات، وأماكن للعبادة وأكثر من 130 مدرسة، إضافة للأسواق وأنظمة المياه وتصريف المياه الصحية، والشوارع، كلها دمرت، ويواجه الغزيون الذين يعيشون قصفا دائما بدون ماء أو مرافق صحية طعام وعناية صحية قيامة صممها جيش الدفاع الإسرائيلي لهم".

وتابع النائب الأمريكي في مقاله: "مع تقلص أراضي غزة بشكل واسع بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، فقد حان الوقت ليسأل واحد منا، ما هي نهاية لعبة إسرائيل؟ فقبل ثلاثة أسابيع دعا موشي فيغلين، نائب رئيس الكنيست لضم غزة للسيادة الإسرائيلية وإسكان اليهود فيها، وقال إن هذا سيخفف من أزمة السكن في إسرائيل".

 وتساءل الكاتب: "هل تعاني إسرائيل من أزمة إسكان؟ فبعد المنطقة العازلة التي أخلاها الجيش الإسرائيلي في غزة فسيكون لكل 21.951 فلسطينيا ميل مربع واحد، فيما تعتبر الكثافة السكانية الإسرائيلية 964 شخصا لكل ميل مربع واحد".

وأضاف: "ويريد نائب الكنيست فيلغين أن يخسر الفلسطينيون كل أرضهم، وعلينا أن لا نفترض أن فيليغين أو جماعته من الليكود يتحدثون نيابة عن حكومتهم ولاعبيها الرئيسيين مثل بنيامين نتنياهو.

فبعد كل هذا فالسياسة في الكنيست معقدة ومتنوعة، ولأن غزة فقدت السيطرة على نسبة 44% من أراضيها، فقد حان الوقت لطرح هذا السؤال: هل يمكن النظر لإنشاء المحور الذي طوله 3 كيلومترات باعتباره من خطة أكبر تتكشف أمامنا؟ هل هذه هي نهاية اللعبة؟".

وأجاب بالقول: "عند هذه النقطة التي أصبح فيها الرأي العام مهتما، ويشعر بالقرف من المجازر في غزة، فيما ألف الغرب العنف وتحت أثر الإعلام المنوم، وإيقاع إحصاء الجثث، فالذي لا يمكن التسامح معه يصبح عاديا، ويتم تجاهله كنوع من الأخبار القديمة، وهو وقت جيد لترك المكان 3 كيلومترات لأغراض أمنية بالطبع، وترك الفلسطينيين مزدحمين في منطقة لا تتجاوز مساحتها 56% من مساحة غزة، ما يعني أنه يجب على الغزيين الرحيل".

وقال: "أفترض أن الجيش الإسرائيلي يتصرف بطريقة مدروسة وبتعليمات من حكومة نتنياهو، وأظن أن عملية الترحيل غير القانونية لأكثر من 250.000 فلسطيني من نسبة 44% من أراضي غزة هي جريمة ضد الإنسانية تتم تحت ذريعة إنشاء منطقة عازلة لأغراض أمنية".

وتابع: "انظر لخارطة المنطقة كما هي في التاريخ الماضي، وانظر لتراجع الأراضي التي يملكها الفلسطينيون وبشكل مستمر، وسيطرة إسرائيل عليها، ومن خلال هذا يمكنك فهم الهجوم الحالي على غزة، وأنه ليس هجوما على حماس فقط، بل هو عن مصادرة الأراضي، وهو ليس عن أنفاق حماس ولكنه عن الأرض، إنه ليس عن الاختطاف ولكنه عن الأرض، وهو ليس محاولة للبحث عن حل لأزمة إسرائيل السكنية، ولكنه عن سرقة أراضي الفلسطينيين في غزة، والمصادر الطبيعية الموجودة في أعماق الأرض".

واعتبرأن "هجوم حماس على إسرائيل ليس قانونيا، ويجب شجبه، ويجب محاسبة من أصدروا أوامره. ويجب شجب كل السياسات والممارسات التي ترفض وجود إسرائيل، فإسرائيل لها الحق بالوجود، ولكن حق إسرائيل بالوجود يضعف عندما تقرر إسرائيل أن الفلسطينيين لا حق لهم بالوجود على أرضهم".

وأكد أنه "حان الوقت للتوقف عن تمويل إسرائيل المشكوك فيها والمدمرة لذاتها، والتي تعتقد بأنها محقة. وحان الوقت كي يحضر قادة إسرائيل مناقشة يوم في المحكمة الجنائية، بسبب هجماتهم على غزة، خاصة المنطقة العازلة الجديدة وطولها 3 كيلومترات".
التعليقات (0)