كتب عبد الله العمادي: جميل هذا التواصل والتأييد الشعبي من المحيط للخليج لشبكة
الجزيرة بقنواتها ومواقعها الإلكترونية، بعد أن ترجم الجيش الصهيوني المحتل تصريحات وزير خارجية الكيان الصهيوني وحولها إلى واقع على الأرض، فكان ذلك عبر استهداف مكتب القناة في
غزة الصامدة، برصاص متفجر يوم أمس.
إن عدواً لا يتوانى لحظة في قتل الأطفال والنساء والعجائز، ويهلك الحرث والنسل في كل موقع ينزل فيه، استناداً إلى نصوص توراتية محرفة، لن يتردد لحظة في قمع واسكات الصوت شبه الوحيد في هذا العدوان، الذي منه يعرف العالم كله ما يجري في غزة، من وحشية وجرائم حرب.. صوت الجزيرة.
حين يرد اسم الجزيرة، فإنه على الفور يقترن بقطر، فما يصيب الجزيرة من اساءات واعتداءات وتجاوزات، تنال قطر كدولة وحكومة وشعب، بالمثل وربما أكثر، سواء من الصهاينة المحتلين العسكريين أو من صهاينة العرب، الجراثيم المعدية المنتشرة من المحيط إلى الخليج، على شكل رموز إعلامية وفكرية وسياسية وأحياناً دينية وللأسف.
لولا الله ثم الجزيرة ما عرف العالم كله، شعوباً وقبائل ومؤسسات ودولا بالذي يجري في غزة الصامدة. نعم هناك وسائل إعلامية أخرى تنقل ما يحدث ولكن من باب العلم بالشيء، لكن أن تدخل في تفاصيل الحياة اليومية للغزاويين وتنقل مآسيهم ومشاعرهم وآهاتهم بالصوت والصورة، فهذا أمر ليس له إلا الجزيرة.
ليس هنا المجال لمدح الجزيرة، بقدر ما هي وضع لنقاط فوق حروف، حين أراد البعض لتلك الحروف أن تكون بدون تنقيط، كي يسهل عليهم تفسيرها بالطريقة التي يشاؤون!! لكننا هنا نقول إن الجزيرة ورغم بعض سلبياتها التي لا تخلو أي وسيلة إعلامية منها، إلا أنها مقارنة بغيرها من وسائل الإعلام العربية، أشبه بمن يقارن الثرى بالثريا، خاصة وقد اتضح هذا الفارق في الأزمة أو العدوان الصهيوني الحالي على غزة وأهلها الصامدين.
حفظ الله الجزيرة من كل سوء، وحفظ قطر، حكومة وشعباً ومن فيها.. وظني أن مثل هذه المواقف للحكومات أو المؤسسات أو الأفراد، ستظل الشعوب تتذكرها وتحفرها في القلوب والعقول، فما الحياة الدنيا إلا مجموعة مواقف، وما أجمل أن تكون إيجابية بنّاءة.
(بوابة الشرق القطرية)