مدونات

من "خطف" المستوطنين الثلاثة؟

صالح الدهون اختطاف مستوطنين
صالح الدهون اختطاف مستوطنين
يطرح العديد من المتابعين الأسئلة حول المصالح التي ترتبت عليها عملية اختطاف ثلاثة مستوطنين في الخليل وصبّت في مصلحة إسرائيل، وكيف استفادت منها، ما جعل الكثيرين يشككون في حقيقتها.. وتدور تساؤلات عديدة أهمها من هي الجهة الخاطفة؟

إسرائيل قامت بحملة اعتقالات واسعة طالت قيادات وأفرادا من حركة "حماس"، عدا عن التنسيق الأمني غير المسبوق مع السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى أن عملية الاختطاف تدعم اقتراحا إسرائيليا بتقنين عدم تبادل الأسرى إثر عملية اختطاف. 

كما أن العملية شكلت فرصة للضغط على عباس للرجوع إلى المفاوضات ورفض خيار المقاومة والمصالحة، وكذلك التعبئة النفسية بين حركتي "فتح" و"حماس"، بين من يدعم البحث بطريقة جنونية تثير الريبة، ومن هو فرح بها ويرفض الاتهامات، وهذا قد يهدد المصالحة، حيث تشكل عملية الاختطاف منفذا لعباس للهروب من المصالحة، ومبررا للتراجع عن وعود قطعها لـ"حماس". 

والاختطاف فتح المجال أمام إسرائيل لزيادة الحصار على غزة، عدا عن ضربها عسكريا.

اتهام إسرائيل لـ"حماس" بالوقوف خلف عملية الخطف، وقول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن المؤشرات (دون توضيح ما هي) تشير إلى "حماس"، ورفض الأخيرة هذه الاتهامات يجعل الشك والريبة سيدا الموقف.

لكن في المقابل، إسرائيل التي تعتبر جيشها "الجيش الذي لا يقهر"، وأنها تملك أقوى أجهزة الاستخبارات العسكرية، والإمكانات المتطورة، يكون موقفها حرج وهي حتى اللحظة لا تقدم معلومات عن عملية الاختطاف ومن وراءها، وتكتفي بردود الفعل.

الحكومة الإسرائيلية بحرج من العملية، ففي حال تم الإعلان عن تبني العملية من طرف إحدى الفصائل الفلسطينية وأصبح الحديث عن عملية تبادل للأسرى، سيفتح ذلك بابا واسعا لعمليات اختطاف تطال المستوطنين، ما يجعل الإسرائيليين بحالة خوف دائم.

ويبرهن الاختطاف على نجاعة الخيار المقاوم، ما يهدد بانتفاضة ثالثة ما زال الكيان الإسرائيلي يتخوف منها ويحذر، عدا عن أن توقيت الاختطاف جاء في وقت يخوض فيه الأسرى بسجون الاحتلال معركة الأمعاء الخاوية، ما أعطاهم روحا جديدة.. لا سيما بعد تصريحات إسرائيلية افترضت أن من يدير عملية الاختطاف هم الأسرى في السجون.

بين المصلحة والمخاطر المترتبة والحرج لا نستطيع الحكم بحقيقة العملية، ولكن بغض النظر عن الجهة الخاطفة، إن كانت فلسطينية فالرابح هم الأسرى.

بالمحصلة.. إما أن إسرائيل أحسنت ركوب الموجة أو أنها هي من صنعها.
التعليقات (4)
اممممممممم
الثلاثاء، 17-06-2014 09:57 م
معقول مسرحية لإسرائيل؟
الأمل موجود
الثلاثاء، 17-06-2014 09:55 م
.. جميل ولكن الاحتمالات رح تتلاشى بحال قامت المقاومة بتبني الاختطاف بصورة رسمية ..يا رب
شوباش
الثلاثاء، 17-06-2014 09:42 م
اسرائيل دبرت الاختطاف !!!
حسن روبين
الثلاثاء، 17-06-2014 09:41 م
كل الخيارات واردة فنحن أمام عدو ماكر مخادع