دعا
مجلس البحوث والدراسات الشرعية، التابع لدار الإفتاء الليبية، قوات اللواء المتقاعد خليفة
حفتر، إلى "التوقف عن أعمالها العسكرية فوراً، والالتزام بشرعية الدولة، والائتمار بأوامر رئاسة أركان الجيش الليبي".
ووصف المجلس في بيان له، الجمعة، قصف قوات حفتر معسكرًا تابعًا لـ "كتيبة 17 فبراير" التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي في مدينة بنغازي، الأربعاء الماضي، بأنه "إرهاب من الوزن الثقيل لم يشهد من قبل"، معتبرة إياه "محاولة للانقلاب على الشرعية وغصبًا للسلطة بقوة السلاح".
وأضاف المجلس في بيانه، "القصف الجوي بالطائرات المقاتلة، والبري بالمدافع الثقيلة، الذي تتعرض له مدينة بنغازي، وما صحبه من انتهاك للحرمات وترهيب للآمنين، كل ذلك بحجة مكافحة التطرف ومقاومة الإرهاب، وهو في حقيقته ليس إلا أرهاباً".
وتابع "ليس هناك إرهاب أعظم من قصف الطائرات لمواقع تحيطها مناطق آهلة بالسكان، وجامعة تعج بالطلاب (يقصد جامعة بنغازي) مما يشكل تهديدا شديد الخطورة على حياة المدنيين".
كما استنكر المجلس ما أسماه بـ "الصمت الرهيب والتغاض المتعمد المريب من المسؤولين ووسائل الإعلام".
ودعا "الحكومة الليبية والمؤسسات الأمنية، إلى إجراء تحقيقات جادة، تكشف عمن وراء عمليات الاغتيال والتفجير في مدينة بنغازي وفي غيرها".
كما دعا البيان الذي وقع علية مفتي عام
ليبيا، الصادق الشيخ الغرياني، ونائبه وعدد من المشايخ الليبيين، "مؤسسات الدولة ألَّا يجرّوا البلادَ إلى حمام من الدماء بسبب تراشق الأطراف المختلفة وتبادلها الاتهامات".
وشهد يوم 16 من الشهر الجاري اشتباكات مسلحة بين كتيبة "رأف الله السحاتي"، وانضمت إليها قوات من "كتيبة 17 فبراير"، التابعتين لرئاسة أركان الجيش الليبي، وبين قوات تابعة لحفتر الذي أعلن عملية عسكرية أطلق عليها "الكرامة" بغرض ما أسماه تطهير ليبيا من "المتطرفين، والتكفيريين"، فيما تقول الحكومة الليبية إن تلك التحركات تمثل "محاولة انقلاب على السلطة".
ومن حينها، تشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا تصعيدًا أمنيًا ومحاولات من قوات حفتر للسيطرة على مدينة بنغازي، وكذلك محاولة مسلحين اقتحام مبنى المؤتمر الوطني العام بالعاصمة الليبية طرابلس؛ ما أسقط إجمالا ما لا يقل عن 80 قتيلا و150 جريحًا.
ومن جهة ثانية نظم ليبيون مؤيدون ومعارضون لـ"عملية الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بعد ظهر الجمعة، مظاهرات مؤيدة ومعارضة له في مدن ليبية، بحسب شهود عيان.
في العاصمة طرابلس، تظاهر ليبيون، بميدان الشهداء، وسط المدينة، دعما لـ"عملية الكرامة"، مرددين هتافات مناوئة لجماعة الإخوان المسلمين، وجماعات الإسلام السياسي.
في المقابل، تظاهر ليبيون من معارضي حفتر في ميدان الجزائر بالقرب من ميدان الشهداء.
ورددوا هتافات وصفوا فيها "حفتر" بأنه "راعي الإرهاب"، كما استنكروا "محاولة إسقاط المسار الديمقراطي في البلاد"، وحذروا من "إقصاء الثوار" عن المشهد الليبي.
وشهدت المدينة كثافة في التواجد الأمني في محيط الميدانين، فيما أصيب 3 من عناصر الشرطة أثناء فض اشتباك بين مؤيدين ومعارضين لحفتر.
وفي مدينة بنغازي، شرقي البلاد، خرجت مظاهرتين بمناطق متفرقة من المدينة، أيدت الأولي تحركات حفتر، بينما اعتبرت الأخرى تحركاته "انقلابا على شرعية الدولة".
حيث خرجت مظاهرة مؤيدة لتحركات حفتر وسط المدينة، في فعالية أسموها جمعة "إنقاذ ليبيا"، وطالب المشاركون "حفتر" بمواصلة عملياته ضد من أسموهم بـ "التكفيريين".
وطوق المظاهرة عناصر من الشرطة الليبية والجيش الليبي، فيما حلقت طائرة حربية في أجواء المدينة قبيل انطلاق المظاهرة.
أما المعارضين لحفتر، الذين تظاهروا في ساحة الحرية بوسط بنغازي، فاستنكروا تحركاته، معتبرين أنها "انقلاب على شرعية الدولة ومحاولة للسيطرة على الحكم في البلاد".
ورددوا خلال التظاهرة، التي أطلقوا عليها اسم "لا للاغتيالات لا للانقلابات"، هتافات منددة بحفتر، رافعين لافتات كتب عليها "زمن الانقلابات قد ولى"، و"لا مجال لحكم العسكر".
كما خرجت مسيرات أخرى مؤيدة لحفتر في مدن طبرق والبيضاء وأجدابيا.
وقبل أسبوعين، دشن حفتر "عملية الكرامة" ضد مسلحين يقول إنهم "إرهابيون مرتبطون برئاسة الأركان الليبية"، في مدينة بنغازي، ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن سقوط 80 قتيلا على الأقل.
واعتبرت أطراف حكومية تحركه "انقلابا على شرعية الدولة"، ومحاولة لإفشال ثورة 17 فبراير/ شباط 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي.