مع تواصل
عمليات
المقاومة في
الضفة الغربية والتهديدات التي أصدرها قادة
الاحتلال، تصدر أصوات
بينهم تذكرهم بأن هذا التصاعد إنما هو نتيجة طبيعية لطريقتهم الفاشلة في التعامل مع
الضفة، رغم ما شهدته الساحة الإسرائيلية بعد هجوم مستوطنة كدوميم من نقاش عام حول مجموعة
متنوعة من الحلول للتهديد المتنامي للمقاومة هناك.
نافا
درومي الكاتبة بصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، رصدت عددا من "الحلول المقترحة
من قبل قادة الاحتلال لمواجهة المدّ المتصاعد للمقاومة في الضفة الغربية، بدءاً من
الحاجة لبناء "جدار دفاعي"، مرورا بتحويل نابلس إلى جباليا، وسواها من المقترحات
التي قد تكون ضرورية ومرغوبة بالفعل، لكنها ليست كافية على المدى الطويل، لا في الصفة
الغربية ولا في قطاع غزة على حدّ سواء".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت
في مقال ترجمته "عربي21" أن "الحقيقة غير السارة وغير المريحة أن أفضل
حلّ للتعامل مع ظاهرة المقاومة على أساس من العقل والحكمة، من خلال تدمير منظومتها
المتكاملة قدر الإمكان، ثم الحفاظ على الوضع الراهن، بجانب تعزيز نظام من شأنه أن يضع
حداً لها، أما بالنسبة لكراهية
الفلسطينيين في غزة والضفة للاحتلال على المستوى الاستراتيجي،
فلا يوجد حلّ سحري لهذا الوضع".
وأشارت
إلى أن "الإسرائيليين يعيشون بجوار الفلسطينيين غير المهتمين بوجودهم، وقد أدرك
معظمنا هذه الحقيقة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وستمرّ عقود من الزمن قبل أن
يظهر هناك شعب يتطلع للسلام، لأن الفلسطينيين لن يتغير موقفهم تجاه المستوطنين اليهود
حتى بعد بناء الجدار الدفاعي طيلة أكثر من عشرين عاماً، ولا في أعقاب ما يرون الاحتلال
يفعله في غزة، لأنه حتى لو قمنا ببناء جدار دفاعي آخر هناك، أو حوّلنا نابلس إلى جباليا،
فلن يتغير شيء".
وأضافت
أن "جنين كانت في السابق مدينة خراب خلف جدار دفاعي منذ عملية السور الواقي
2002، لكنها اليوم مزدهرة، وكجزء من المفهوم الذي تغلغل في جيش الاحتلال، فمن الصعب
نسيان كيف قدموا جنين وكأنها تل أبيب، لكنها تحولت إلى واحة حقيقية للمقاومين، وبما
أن هذا يشكل تحدياً استراتيجياً للاحتلال لن يتم حلّه غداً، فمن الواضح أنه التحدي
الحقيقي، رغم أهمية بعض الحلول التكتيكية".
وأكدت
أنه "منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، سمعنا أصواتا إسرائيلية كثيرة، بما فيها
من اليمين، تقترح أن يعمل جيش الاحتلال في غزة مستقبلا بنفس الطريقة التي يعمل بها
في الضفة، بحيث تكون لدى قواته حرية اقتحام مدن غزة كما أنه يقوم اليوم باقتحام نابلس
وجنين، متى شاء، ورغم كل ذلك فإن الحقيقة الماثلة أن المستوطنين اليهود ما زالوا يموتون
على أيدي المقاومين، وبالتالي فإن هذا الحلّ ليس جيداً".
وأشارت
إلى أنه "ما لم يقبل الإسرائيليون هذا الواقع باعتباره حقيقة واقعة، فلن يكون
من الحكمة السماح للاحتلال بالتصرف على هذا النحو، ما يستدعي التفكير في حل آخر إبداعي،
سبق أن اقترحه الجيش في الماضي، بل وحاوله في غزة في 2008، وهو الحكم من خلال القبائل
والعشائر بالعمل بشكل مستقل، بعيدًا عن سيطرة منظمات المقاومة، والاهتمام بالاحتياجات
اليومية للفلسطينيين".
وأوضحت
أن "مثل هذا الاقتراح رفضه كثير من الإسرائيليين في الماضي، لكن أغلبهم بعد هجوم
حماس في السابع من أكتوبر، واجتياح الاحتلال للقطاع، لن يعارضوه على الأرجح، ما يستدعي
اتباع نفس النهج تجاه فلسطينيي الضفة الغربية، الذين أظهروا في كل استطلاعات الرأي
منذ السابع من أكتوبر تأييدهم لحماس وعملياتها المسلحة".