ملفات وتقارير

قوى ليبية "تبشر" بتدخل عسكري خارجي لدعم حفتر

ثوار ليبيا يحرسون العاصمة طرابلس (أرشيفية)
ثوار ليبيا يحرسون العاصمة طرابلس (أرشيفية)

"بشرت" قوى ليبية تدعم التحرك العسكري للواء المتقاعد خليفة حفتر؛ بقرب حدوث تدخل عسكري خارجي في الأزمة المتصاعدة في البلاد.
وقال مصدر ليبي لـ "عربي21" إن حفتر ومؤيديه يحاولون تضخيم قوته إعلاميا، بهدف إقناع لاعبين دوليين وإقليميين جدد لدعمه في محاولته الانقلابية، مضيفا أن حفتر يسعى من وراء ذلك لكسب المزيد من الدعم الخارجي لإدراكه بالعجز عن حسم المعركة عسكريا دون دعم خارجي.

وارتفعت حدة الأزمة في ليبيا مع إطلاق حفتر ما أسماها "عملية الكرامة" لمحاربة ما قال إنه "الإرهاب" في بنغازي كما امتدت الاشتباكات إلى العاصمة مع إعلان عدد من الوحدات العسكرية الانضمام إليه، في حين أن الحكومة والجيش الليبين إضافة إلى القوى السياسية الرئيسية في البلاد؛ تصف هذه العملية بالمحاولة الانقلابية.
    
ويأتي ذلك بينما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان أنها نقلت بصورة مؤقتة قوات تابعة لها إلى جزيرة صقلية في إسبانيا، بسبب مخاوف بشأن ليبيا.

وفضلا عن تصريحات سابقة لحفتر أكد فيها طلبه تدخل الجيش المصري في الأزمة الليبية، دخل على الخط رئيس الوزراء المقال علي زيدان، الذي يدعم ما أُطلق عليها "عملية الكرامة"، حيث تحدث في اتصال هاتفي مع قناة "ليبيا لكل الأحرار" عن "إجراء اتصالات مع المجتمع الدولي، وطلب الدعم من أجل استعادة الدولة في ليبيا"، مضيفا أن "العالم لن يقف موقف المتفرج".

طلب التدخل الخارجي والتبشير به جاء كذلك على لسان علي مبروك، المتحدث باسم قبائل ليبية، في اتصال هاتفي مماثل مع التلفزيون المصري الرسمي، ناشد خلاله مصر "بالوقوف بجانب الجيش الليبي في معركته"، مضيفا: "لن نستطيع إزاحة الإخوان إلا بالدعم المصري الكامل لنا" وفق قوله.

ورغم نفي وزارة الخارجية الأمريكية الاتصال باللواء حفتر خلال الفترة الماضية، فإن المخاوف تتزايد في ليبيا من تدخل عسكري خارجي في الأزمة، على وقع تواصل الاشتباكات المسلحة بين قوات موالية لحفتر وكتائب تتبع رئاسة الأركان بالجيش.

وعزز من هذه المخاوف تقارير عدة أشارت إلى نقل وحدات عسكرية أمريكية مكونة من 200 من عناصر المارينز من إسبانيا إلى إيطاليا، وهي جزء من قوة تسمى "قوة الاستجابة للأزمات"، وقد أعلن تشكيلها في اعقاب الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في مدينة بنغازي عام 2012.

وتروج وسائل اعلام ليبية وعربية تدعم حفتر لقرب وقوع تدخل عسكري غربي في ليبيا، غير أن ناصر القدوة ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن ليبيا، شدد على أنه "ليس من المصلحة إبداء الانحياز لأي طرف في الأزمة الليبية".

واعتبر القدوة ما تردد عن تدخل الجيش المصري في الأزمة "لا أساس له من الصحة"، مستبعدا احتمال إرسال قوات عربية إلى ليبيا. وقال إن "الجامعة العربية يمكنها العمل على مساعدة ليبيا في النواحي الأمنية، والمساعدة في بناء الجيش الليبي، ولكن بشرط أن يطلب الليبيون أنفسهم ذلك".

أما امكانية التدخل الأمريكي في ليبيا بعد نقلها جنودا إلى قاعدة صقلية، فاعتبر القدوة الهدف منه "المساعدة في نقل الرعايا الأمريكيين من ليبيا حال تفاقمت الأوضاع".

لكن المتحدث باسم البنتاغون ستيف وارين قال إن هذه الخطوة تأتي "كخطة طارئة لأننا نعتقد أن الوضع الأمني في شمال أفريقيا يتدهور إلى نقطة يمكن أن تمثل تهديداً" على حد تعبيره.

وتتردد أنباء غربية عن إمكانية تنفيذ عملية عسكرية في ليبيا تحت اسم "أزهار الربيع"، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها وضعت الجيش في حالة تأهب لإجلاء مئات الأمريكيين من دبلوماسيين وأفراد أمن من الأراضي الليبية، إذا ما صدرت الأوامر بذلك.

وفي سياق متصل، حذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على لسان أمينه العام علي القره داغي، من التدخل الخارجي في ليبيا، مؤكدا أن ما تشهده البلاد يعد "حلقة من سلسلة متواصلة من دعم بعض الدول العربية والغربية لفلول الأنظمة البائدة من أجل إفشال الثورات العربية".
التعليقات (0)