حذر معلقون "
إسرائيليون" من تداعيات جمود عملية التسوية والأثر المحتمل لذلك على مستقبل الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وداخل "إسرائيل".
وتوقع آفي سيخاروف، معلق الشؤون العربية لموقع "وللا" الإخباري أن تواجه "إسرائيل جيلاً من الاستشهاديين في حال تواصلت حالة اليأس وانعدام الأمل الناجمة عن تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في الضفة الغربية".
وفي مقال نشره الموقع الثلاثاء، اعتبر سيخاروف أن حادثة اغتيال حمزة أبو الهيجا الناشط في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة
حماس الأسبوع الماضي وعنصرين من حركتي فتح والجهاد الإسلامي تدلل على أن الأمور تتجه إلى التصعيد في ظل حالة اليأس التي تجتاح
الفلسطينيين.
ونوه سيخاروف إلى أن الأوضاع السائدة في الضفة الغربية تشبه إلى حد كبير الأوضاع التي سبقت اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، مشيراً إلى أن أحداً ليس بإمكانه توقع الموعد المحدد لانفجارها.
وشدد سيخاروف على أنه بالرغم من درجة التعاون الأمني غير المسبوق بين أجهزة السلطة الفلسطينية من جهة والجيش والمخابرات "الإسرائيلية" من جهة ثانية، إلا أن هناك مؤشرات تدلل على تراخي قبضة السلطة في كثير من المناطق بفعل الإحراج الذي تشعر به بسبب ضآلة الانجازات التي حققتها، سيما في ظل تواصل الاستيطان والتهويد ومواصلة المستوطنين استفزاز مشاعر الجماهير الفلسطينية.
من ناحيته قال عاموس هارئيل، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" إن الأوضاع في الضفة الغربية تثير القلق بشكل كبير، مشيراً إلى أن المعطيات الرسمية التي يقدمها جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" تؤكد تعاظم العمليات التي تستهدف المس بالأمن "الإسرائيلي" في الضفة الغربية أو انطلاقاً منها.
وأكد هارئيل في تعليق له بثته الإذاعة العبرية، صباح الأربعاء، أن ما يثير القلق لدى قيادة المنطقة الوسطى في الجيش "الإسرائيلي" -التي تتولى المسؤولية عن الضفة الغربية- أن انفجار الأوضاع في حال حدث سيتزامن مع تراجع مكانة "إسرائيل" الدولية وحملة المقاطعات المنادية بمعاقبة "إسرائيل" على سلوكها في الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر، الأربعاء، عن مسؤول سياسي "إسرائيلي" كبير قوله إن الصراع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس وخصمه محمد
دحلان بات يؤثر بشكل كبير على مستقبل المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.
وزعم المسؤول أن "التطرف" الذي باتت تتسم به مواقف عباس يرجع بشكل خاص إلى رغبته في الحفاظ على مكانته في قيادة "فتح" والسلطة الفلسطينية.
وشدد المسؤول على أن ما يثير إحباط عباس بشكل خاص هو حقيقة أن كلاً من مصر والعديد من دول الخليج باتت تجاهر بانحيازها لدحلان، معتبراً أن منح دحلان منابر إعلامية في مصر يحمل رسالة سياسية واضحة من النظام المصري تجاه عباس.
وفي سياق آخر يشكو عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون في البلدات المحيطة بالقدس من أن سلطات الاحتلال قد قطعت عنهم المياه منذ شهر تقريباً.
وقد توجه ممثلون عنهم بشكوى للمحكمة العليا الإسرائيلية للمطالبة بإجبار السلطات على إعادة ربطهم بشبكة المياه.
وقال ممثلو الأهالي في دعواهم: "لو انقطعت المياه عن منطقة ما في إسرائيل لتدخلت السلطات بشكل سريع جداً لإعادتها"، مشيرين إلى أن السلوك يعكس تعاطياً عنصرياً كونهم غير يهود.