انتقدت جماعة الإخوان المسلمين ما أسمته بـ "ازدواجية المعايير" لدى الدول
الغربية في تعاملها مع الثورة الشعبية في أوكرانيا على نحو مخالف تماما لتعاملها مع الثورة في
مصر، وذكرت أنه بينما يدعو الغرب الجيش في أوكرانيا إلى النأي بنفسه عن الانخراط في الصراع السياسي، فإنه أيد الانقلاب في مصر ودعمه.
وأكدت الجماعة في بيان لها الجمعة، أنها كانت تأمل في أن تحل الخلافات في أوكرانيا بالوسائل السلمية الديمقراطية التي تحترم إرادة الشعب، إلا أن الخلاف احتدم حتى اعتصم آلاف المواطنين في ميدان الاستقلال، ثم وقعت اشتباكات عنيفة مؤسفة أسفرت عن وقوع قتلى من المواطنين والشرطة، في محاولة لفض الاعتصام.
وأشارت إلى أن ذلك أمر مدان، لأن استخدام العنف المميت والقوة المفرطة يتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان.
وجاء في بيان الجماعة، أن ما يثير الانتباه هو الموقف الغربي، وقال: "انتفض ساسة الغرب ومنظماته الحقوقية، بل وهيئة الأمم المتحدة، فالبيت الأبيض في واشنطن يحذر الجيش أن يكون طرفا في الصراع الذي يجب أن يحل بين المدنيين، ويهدد بفرض عقوبات على الحكومة الأوكرانية، ويتابعه الاتحاد الأوروبي في التهديد بفرض عقوبات، ويصرح قائد حلف الناتو بوجوب عدم استخدام الجيش ضد الشعب، وتطالب هيئة الأمم المتحدة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق".
وقارن البيان بين الموقف الغربي في أوكرانيا وبين موقفه في مصر، وقال: "مع أن هذه المواقف هي ما يمليه الضمير الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، فإنها قد فرضت علينا أن نقارن بينها وبين مواقف هؤلاء الساسة من الكوارث التي حدثت في مصر بالانقلاب العسكري على الشرعية، وإهدار الإرادة الشعبية والانتخابات الديمقراطية، وتعطيل الدستور وحل البرلمان، واختطاف الرئيس المدني المنتخب".
ولفت البيان إلى ما تبع ذلك من "شن حرب على المعارضين للانقلاب، أدت إلى مجازر بشرية راح ضحيتها آلاف المواطنين، وامتلأت الميادين والشوارع والمساجد بالدماء والجثث، وتم حرق عدد كبير من المواطنين وهم أحياء، وحرق كثير من الجثث ودفنها في مقابر جماعية".
وزاد أنه "تم قتل 37 مواطنا في إحدى سيارات الشرطة، إضافة إلى إصابة سبعة عشر ألف مواطن، واعتقال أكثر من واحد وعشرين ألفا من صفوة المجتمع السياسية والأكاديمية والمهنية والنقابية والعمالية، وتعذيبهم تعذيبا ممنهجا في السجون، وفيهم عدد كبير من النساء والفتيات والأطفال، وإصدار أحكام ظالمة وقاسية على عدد منهم، وفصل المئات من الطلاب من الجامعات".
وأضاف البيان، أنه "رغم أن الجريمة في أوكرانيا ـ وهي مدانة بكل تأكيد ـ لا تقارن بحجم الجرائم في مصر، فلم نجد من ساسة الغرب إلا عبارات مائعة تستنكر هذه الجرائم، في الوقت الذي تؤكد فيه على الشراكة مع نظام الانقلاب وتدعمه بكل أسباب القوة والبقاء، الأمر الذي يشجعه على الاستمرار في جرائمه ضد الشعب وضد الإنسانية".
وتابع: "ثم يتساءل ساسة الغرب: لماذا تكرهوننا؟ إننا لا نرى في مواقفكم مجرد تشجيع للانقلاب الدموي، بل نرى مشاركة كاملة في العداء للشعب والاعتداء عليه، فهل أنتم منتهون؟"، على حد تعبير البيان.