تطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إلى احتفالات
تونس ببداية الربيع العربي، وقالت إنه "قبل 3 أعوام قام بائع خضروات عمره 26 عاما، اسمه محمد بوعزيزي بحرق نفسه وسط بلدة تونسية اسمها سيدي بوزيد بعد غضبه من الإهانة التي تعرض لها على يد مسؤولين محليين فاسدين، بادئا موجة غضب تدفقت إلى كل أنحاء العالم العربي ضد الأنظمة الديكتاتورية".
وأردفت الصحيفة قائلة: "لكن ما أطلق عليه الربيع العربي انحدر سريعا إلى سلسلة من الثورات المثيرة للكآبة والعنيفة، خاصة في ليبيا ومصر وسورية".
وأضافت إن "تونس شهدت أيضا أياما حالكة، فقد أثبتت الحكومة الإسلامية التي انتخبت عام 2011 عجزها، وعدم قدرتها: وتم اغتيال ناشطين معروفين من المعارضة مما أضعف الدعم الشعبي لها، وأدى إلى تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية، والنقاش حول دول الإسلام في الحكومة، بالإضافة للنقاش حول الإرهاب والعنف. ومع ذلك فتونس، مرة أخرى، هي التي ستقدم المثال عن إمكانية تحقيق التحول نحو المسار الديمقراطي".
وأشارت الصحيفة إلى الصفقة التي توصل إليها الإسلاميون، وهم الحزب الحاكم مع أحزاب المعارضة الأسبوع الماضي لتعيين حكومة تسيير أعمال تقود البلاد حتى تنظيم الانتخابات.
وقالت إن رئيس الوزراء الجديد، مهدي جمعة، وهو مهندس ميكانيكي، ولديه خبرة في القطاع الخاص، هو المكلف بتشكيل حكومة تكنوقراط. وأشارت الصحيفة إلى ما كتبته مراسلتها كارولتا غال، حيث وصفت الموقف السياسي الذي يمثله زعيم النهضة، الشيخ راشد الغنوشي وزعيم نداء تونس، الباجي قايد السبسي، وأن لكل واحد منهما رؤية مختلفة حول مستقبل تونس. وتوصلا إلى أن تقديم تنازلات سياسية واسعة هو الطريق للحل ولهذا دخلا في حوار مشترك.
ورغم الصفقة، إلا أن إمكانية فشلها قائمة، خاصة أن "تظاهرات للمتطرفين شهدتها سيدي بوزيد مهد الإنتفاضة"، فيما لا يزال المجلس التأسيسي يعمل على إكمال الدستور، ويواصل جمعة عملية تشكيل الحكومة. ويجب كما تقول الصحيفة تحديد موعد للانتخابات القادمة، والتي ستكون بعد ستة أشهر من الآن. وتضيف "لكن تونس، البلد الصغير في شمال إفريقيا، وبعدد سكان أقل من سكان مصر بثمانية أضعاف، لديها مزايا منذ بداية (الانتفاضة) على بقية الدول العربية التي وجدت نفسها وسط اضطرابات سياسية مشابهة. فقد تجنبت لعبة تصفية الحسابات المبالغ فيها ضد النخبة السابقة، وظل الجيش تحت سيطرة المدنيين".
أما الآن بعد ثلاثة أعوام "من إلهامها مواطني الدول العربية للخروج والبحث عن عقد جديد مع قادتهم، تظهر تونس أن التنازلات السياسية ممكنة، وبالنسبة للغرب، فهذا أمر يستحق الدعم".