أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، لتهجير
فلسطينيين من قطاع
غزة إلى الأردن ومصر، غضبا واسعا على المستوى العربي والدولي.
خطة ترامب التي لم تلق ترحيبا سوى من حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة، وجدت معارضة واستغرابا حتى داخل الولايات المتحدة.
والتقت شبكة "سي إن إن" برئيس مكتب الشرق الأوسط في صحيفة لوس أنجلوس تايمز، نبيه بولس، وسألته عن هذه الدعوة من الرئيس المنتخب حديثا.
وأجاب: "بنيامين نتنياهو كان يعتمد منذ فترة طويلة على تساهل دونالد ترامب أو ربما دعمه عندما يتعلق الأمر بالسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. لذا أعني أن جزءًا من حساباته ربما يتلخص في أن ترامب سيدعم بالفعل أي تحرك يقوم به عندما يتعلق الأمر بغزة، وخاصة في ضوء تعليقاته الأخيرة حول تطهيرها (غزة) وما إلى ذلك".
وأضاف: "لكن بمعنى أكثر عملية، بالطبع سيكون من الصعب للغاية إخراج الناس مرة أخرى الآن بعد عودتهم. أعني، نحن نتحدث عن مئات الآلاف الذين عادوا وبدأوا بالفعل في إقامة مخيمات في أجزاء مختلفة من شمال قطاع غزة. وهكذا مرة أخرى، أعني، من الواضح أنه سيكون هناك ضغط دولي من أطراف أخرى غير الولايات المتحدة، ولكن أيضًا من الجيران العرب والأطراف التي من المتوقع أن تتعاون مع إسرائيل في أي تنفيذ مستقبلي لوقف إطلاق النار أيضًا، لأنه يجب ملاحظة أن إسرائيل تحتاج، على ما أعتقد، إلى دول عربية أو دول أخرى وأطراف أخرى للمساعدة في إعادة إعمار غزة في نهاية المطاف".
ولفت نبيه بولس إلى أن جوهر خطة ترامب كان لدى إدارة بايدن أيضا، قائلا "جوهر هذه الخطة كان موجودًا بالفعل في إدارة بايدن. أعني، من الصعب أن ننسى أن بلينكن ومسؤولين أمريكيين آخرين في إدارة بايدن كانوا يقولون في الواقع إنه يجب أن يكون هناك نوع من النزوح المؤقت للفلسطينيين أثناء حدوث العمليات القتالية في قطاع غزة. ومرة أخرى تم رفض ذلك".
ورأى بولس أن تطبيق الخطة على الأردن سيكون أصعب منه على مصر، مضيفا أن "مصر بالطبع، بلد أكبر بكثير وهناك بعض المساحات في منطقة سيناء. ولكن بالنسبة للأردن، سيكون هذا أمرًا غير مقبول حقًا لأن الحقيقة هي أن الأردن لديه بالفعل عدد كبير من السكان الفلسطينيين منذ البداية".
ونشرت "سي إن إن"
تحليلا آخر لـ تيم ليستر، قال فيه إن "فكرة التهجير، سواء كانت طوعية أو غير ذلك، مروعة بالنسبة للأردن ومصر ومن المرجح أن تكون مثيرة للقلق بالنسبة للحلفاء العرب الآخرين للولايات المتحدة، ما يهدد عقوداً من الإجماع الدولي حول حق الفلسطينيين في وطنهم".
وأضاف أنه "إذا أصر ترامب على الفكرة، فإن احتمال توسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل التطبيع بين إسرائيل والسعودية ــ وهو محور سياسته في الشرق الأوسط ــ سيتعرض للخطر أيضا".
وتابع: "في حين أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتمتع بعلاقات شخصية وثيقة مع ترامب، فقد أوضح مرارا وتكرارا أن التطبيع مرتبط بمسار يؤدي إلى دولة فلسطينية، وإخلاء غزة لن يتناسب مع هذه الأولوية".