شهدت ساحة البرلمان البريطاني في ويستمنستر،
في العاصمة لندن، اليوم السبت، تجمعاً حاشداً شارك فيه الآلاف؛ للتعبير عن تضامنهم
مع الشعب
الفلسطيني، والتنديد بالإبادة المستمرة في غزة والعدوان الإسرائيلي
المتصاعد.
وجاءت المظاهرة بدعوة من المنتدى الفلسطيني
في
بريطانيا (PFB) بالتعاون مع
عدد من المنظمات المناصرة للقضية الفلسطينية، مثل حملة
التضامن مع فلسطين، وتحالف
"أوقفوا
الحرب"، وحملة نزع السلاح النووي، وأصدقاء الأقصى، والرابطة
الإسلامية في بريطانيا.
وأعربت المتحدثة باسم المنتدى، زينب كمال،
عن غضبها من صمت الحكومة البريطانية، مؤكدة في كلمتها أن "الحكومة البريطانية
بقيادة كير ستارمر ليست فقط صامتة على الجرائم، بل تشارك في تسهيلها؛ من خلال حماية
المجرمين، وتوفير السلاح للمحتل. نطالب بحظر كامل على تصدير السلاح لإسرائيل، وفرض
عقوبات على منظومة الإبادة، ووقف نزيف الدم الفلسطيني المستمر منذ عقود."
وشدّد عدنان حميدان، القائم بأعمال رئيس
المنتدى، في تعليق له حول الإبادة الجماعية في غزة، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف الجرائم الإسرائيلية، قائلاً: "صمود الفلسطينيين هو شاهد على إرادة لا
تُقهر، ورسالة اليوم من شوارع لندن إلى العالم واضحة: العدالة لفلسطين ليست
اختياراً، بل واجب إنساني وأخلاقي. سنواصل كفاحنا حتى يتم تحرير فلسطين، ومعاقبة كل
من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء."
وطالب المنتدى الفلسطيني في بريطانيا
الحكومة البريطانية ورئيس الوزراء كير ستارمر، ووزير الخارجية، باتخاذ خطوات جادة
تتماشى مع القوانين الدولية، تبدأ بحظر توريد الأسلحة لإسرائيل، وإنهاء الدعم غير
المشروط لها. وأكد المشاركون أن استمرار التواطؤ البريطاني يجعلها شريكة في
الجرائم ضد الإنسانية.
ودعا المنتدى إلى محاسبة مرتكبي جرائم الحرب
الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، ووقف العدوان الإجرامي الذى يزعزع استقرار
المنطقة ويهدد أمنها، محذراً من أن صمت العالم سيؤدي إلى عواقب كارثية.
وأكد المنتدى في ختام التظاهرة أن
الاعتصامات والمظاهرات ستستمر في شوارع بريطانيا حتى تتحقق العدالة، ويعود الحق
الفلسطيني كاملاً، وتتحرر فلسطين من النهر إلى البحر.
وعلى مدى الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع
غزة منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، تعرف المدن البريطانية
الكبرى مظاهرات شبه أسبوعية تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنصاف الشعب
الفلسطيني؛ من خلال تمكينه من حقه في تحرير أرضه، والعودة إلى دياره، وإقامته دولته، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل
حرب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل
الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني
الكارثي بغزة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية
في غزة خلفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ
الكوارث الإنسانية بالعالم.
اقرأ أيضا: عرب بريطانيا يدينون رفض حكومة ستارمر وصف العدوان الإسرائيلي بـ"الإبادة الجماعية"