طالبت الفنانة
جاسلين كور، الفائزة بجائزة "تيرنر" للفن الحديث بوقف إطلاق النار في قطاع
غزة، وظهرت خلال خطاب الفوز وهي ترتدي العلم
الفلسطيني.
وقالت كور، وهي أصغر متسابقة تفوز بهذه الجائزة الرفيعة، خلال الخطاب الذي تم في "غاليري تيت" الثلاثاء، إنها "تردد صدى مطالب المحتجين الذين تجمعوا خارج تيت غاليري، وهو احتجاج شارك به فنانون وناشطون ثقافيون وعمال في المجال الثقافي وموظفون في تيت وطلاب ممن أقف بثبات معهم، وقد تجمعوا لتوضيح المطالب الواردة في رسالة وقعها في آخر مرة فحصت 1,310 وفي أسبوع واحد".
وأضافت أنه يجب قطع العلاقات مع المنظمات المتواطئة في ما وصفته الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بأنه يبدو كإبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وهذا ليس مطلبا راديكاليا، وأريد المنظمة (غاليري تيت) أن تفهم أنكم لو أردتم منا أن نكون معكم في الداخل، فيجب عليكم الاستماع لمن هم في الخارج، نطالب بوقف إطلاق النار منذ وقت طويل ونريد وقف إطلاق للنار مناسب، وحظر السلاح الآن والحرية لفلسطين".
وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير أعدته مراسلة الفن والثقافة نادية خومامي إن عمل كور فاز لأنه قدم صورة عن التشارك في الهويات والمجتمع.
وكور، 38 عاما، هي أصغر فائزة تدخل القائمة النهائية عن معرضها "تغيير المذبح" في "غاليري تراموي" في غلاسكو والذي تضمن منحوتات وأعمالا صوتية.
ومن بين الأعمال المعروضة سيارة "فورد إيسكورت" حمراء مغطاة بشرشف مزخرف، تعبيرا عن أول سيارة اشتراها والدها ولكل المهاجرين الهنود إلى
بريطانيا والذين عملوا في مصانع النسيج.
وقدم الجائزة الممثل جيمس نورتون إلى كور، وستحصل على 25,000 جنيه إسترليني كجائزة نقدا.
وتم الاحتفاء بالطريقة التي زاوجت فيها كور ما بين الروحي والبصري من أجل استعادة التضامن والفرح. وأثنى الحكام على قدرتها للجمع بين عدة أصوات مختلفة من خلال مجموعات مرحة من الأشياء، من زجاجات "برو" الإيرانية إلى الصور العائلية. وتضمن معرضها أجراس الطقوس والموسيقى الروحية الإسلامية الصوفية والهارمونيوم الهندي والأغاني الشعبية.
وفي الوقت نفسه، تم تعليق "سماء" أكريليك مبعثرة بأشياء يومية عابرة فوق سجادة أكسمينستر كبيرة الحجم.
وقالت لجنة التحكيم إن عمل كور كان واعيا للقضايا المعاصرة و "يتحدث بشكل خيالي عن كيف يمكننا أن نعيش معا في عالم يشهد وبشكل متزايد صعود القومية والانقسام والسيطرة الاجتماعية".
وقبل الحدث، تجمع العشرات من المحتجين المؤيدين لفلسطين في الخارج للهتاف والتلويح باللافتات. واستخدمت الفنانة، التي كانت ترتدي العلم الفلسطيني، خطابها للدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة وسحب "تيت" استثماراته من المنظمات التي قالت إنها متواطئة مع النظام الإسرائيلي.
وقالت: "تساءلت لماذا يطلب من الفنانين أن يحلموا بالتحرر في المعرض، ولكن عندما يعني هذا الحلم الحياة، فإننا نقمع، أريد أن يختفي الفصل بين التعبير عن السياسة في المعرض وممارسة السياسة في الحياة. أريد أن تفهم المؤسسة: إذا كنت تريدنا في الداخل، فأنت بحاجة إلى الاستماع إلينا في الخارج. وقف إطلاق النار الآن، وحظر الأسلحة الآن، والحرية لفلسطين".
وأشاد أليكس فاركوهارسن، مدير معرض تيت البريطاني ورئيس لجنة التحكيم، بقدرة كور على "خلق بيئات ساحرة ومذهلة من أكثر الأشياء بساطة".
وقال إن هناك "إحساسا بالحياة" في الأشياء، التي "تنتقل من تفاصيل حياة كور الخاصة إلى موضوعات الشتات الكبرى للهوية عبر الثقافات، وخاصة جنوب آسيا وأسكتلندا، وداخل السيخ والعلمانيين".
ونشأت كور في عائلة من السيخ في منطقة بولوكشيلدز في غلاسكو، وقد وصفت تجربتها في السابق بأنها "تجعل من الممكن فهم ما هو خارج نطاق الرؤية أو مخفي".
وتعتبر
جائزة تيرنر من أشهر جوائز الفن في العالم وعادة ما تمنح لفنان مولود في بريطانيا أو يعمل فيها عن معرض نظمه العام الماضي.
وضمت القائمة النهائية لهذا العام أعمالا تهيمن عليها موضوعات الاستعمار والقومية وسياسات الهوية، وعكست التمثيل المتزايد للفنانين من ذوي البشرة السوداء والأقليات العرقية في معارض المتاحف والمعارض الفنية بعد حركة "حياة السود مهمة". وقال فاركوهارسن إن عمل كور "يفتح طرقا جديدة للتفكير في الهوية البريطانية من خلال لغة الفن المعاصر".
وضمت القائمة النهائية، كلوديت جونسون وبيو آباد وديلين لو باس، الذين سيحصل كل واحد منهم على 10,000 آلاف جنيه إسترليني. ورشحت جونسون، 65 عاما، عن عملها الفردي "حضور" في غاليري كورتولد بلندن وأروتواز بروجيكت في نيويورك وتضمن أعمالا عن المناهضة للعبودية سارة باركر ريموند. وهي آخر فنانة سوداء ظهرت في حركة الفن الأسود في الثمانينيات ليتم الاعتراف بها من قبل جائزة تيرنر، على خطى لوبينا حميد (الفائزة عام 2017) وفيرونيكا رايان (2022)، وتم ترشيح إنغريد بولارد وباربرا ووكر.
ورشح أباد، 41 عاما، وهو من أصلي فلبيني عن معرضه "إلى الجالسين في الظلام" في متحف أشموليان بأكسفورد. وقد استوحى اسمه من مقال الكاتب الأمريكي مارك توين انتقد فيه الإمبريالية الأمريكية في موطن الفنان الفلبين. واحتوى عرضه أيضا على إشارات إلى برونزيات بنين، بعد أن اكتشف أباد أن الحملة العسكرية لعام 1897، نهبت خلالها القوات البريطانية مدينة بنين ونهبت القطع الفنية النادرة. ورشحت لو باس، 59 عاما، وهي فنانة من أصل روماني، عن معرضها في فيينا "سيسيشن" وتضمن أعمالا مثيرة للإعجاب عن فن الأداء والأزياء المسرحية والمنحوتات.