ملفات وتقارير

بعد مقتل عامل مصري في طابا.. لماذا غيرت الحكومة روايتها؟ (شاهد)

طابا مقصد السياح الإسرائيليين في مصر- جيتي
طابا مقصد السياح الإسرائيليين في مصر- جيتي
قُتل عامل مصري أمس الجمعة خلال شجار في فندق بمدينة طابا الساحلية، ما أدى أيضاً إلى إصابة ثلاثة سياح إسرائيليين وثلاثة عمال آخرين.

 وفقاً لمصدر طبي فإن العامل توفي متأثراً بجروحه في سيارة إسعاف أثناء نقله من طابا إلى شرم الشيخ.


وحذفت قناة القاهرة الإخبارية المصرية، التي تُعتبر شبه رسمية، خبر حادثة الطعن الذي بثته كخبر عاجل ونشرته على شاشتها وموقعها الإلكتروني.

قناة القاهرة تنشر ثم تحذف
وذكرت القناة في البداية نقلاً عن مصدر "رفيع المستوى" أن حادث طعن قد وقع لعدد من السائحين في طابا، وأنه يتم انتظار التحقيقات الأولية.


وسرعان ما نقلت الصحف والمواقع المصرية الأخرى، التي تتبع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة لجهاز المخابرات العامة، الخبر عن القناة، ولكن سرعان ما قامت بحذفه.

بعد حذف الخبر، نشرت قناة القاهرة خبراً آخر ينفي ما وصفته بـ"التقارير المتداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية" حول وقوع حادث طعن في طابا.

وأوضح "مصدر أمني مسؤول" للقناة أن الحادث الذي تم تداوله يتعلق بـ "مشاجرة بين عامل في أحد الفنادق وعدد من السائحين من عرب 48، الذين حاولوا الحصول على خدمات من الفندق دون مقابل. ونتج عن المشاجرة إصابة العامل وثلاثة من زملائه بجروح بالغة، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة من السائحين".

وأوضح المصدر الأمني أن جميع المصابين نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأن الجهات الأمنية تواصل تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث.

الأعلى لتنظيم الإعلام يهدد
وفي هذا السياق، دعا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وسائل الإعلام إلى "الابتعاد عن نشر الشائعات التي تخالف القيم والمعايير الصحافية والإعلامية وتروّج أخبارا كاذبة".


وأكد المجلس أنه سيتخذ إجراءات قانونية ضد بعض المواقع والصفحات المصرية التي نشرت معلومات غير صحيحة حول حادث طابا، مستندة إلى مصادر إسرائيلية دون التحقق من صحتها.

وأضاف المجلس أنه يرصد تلك المواقع لضمان الحفاظ على المهنية والمصداقية، مشدداً على أهمية الاعتماد على البيانات الرسمية التي تقدم الحقائق الكاملة.

وأشاد تقرير موقع "الدستور" بتغطية قناة "القاهرة الإخبارية"، ووصفها بأنها نموذج للتغطية المهنية، مؤكدا أن القناة "تعاملت باحترافية عالية، حيث استندت إلى معلومات من مصادر مصرية رفيعة المستوى، أفادت بأن الحادث كان نتيجة مشاجرة بين سائحين من عرب 48 وعدد من العمال المصريين في الفندق، وذلك رغم محاولات وسائل الإعلام الإسرائيلية الترويج له على أنه حادث طعن".

 ولكن في الواقع، كانت قناة "القاهرة الإخبارية" أول من نشر رواية "الطعن"، قبل أن تتراجع عن ذلك.

وامتلأت شاشات القنوات المصرية التابعة للنظام مساء أمس الجمعة بالترويج لرواية المخابرات العامة حول ما حدث في طابا. فقد خرج الإعلامي عمرو أديب على قناة أم بي سي مصر التابعة للسعودية٬ للقول إن ما حدث في الفندق كان مجرد "خناقة" بين عامل في الفندق وعدد من السياح.


وتعد مدينة طابا الحدودية مقصدا سياحيا لمواطني دولة الاحتلال الذين يأتون إليها في العطلات٬ حيث يسمح لهم النظام المصري بالدخول بدون تأشيرات في الوقت الذي يجبر فيه الفلسطينيين في قطاع غزة على دفع 5 آلاف دولار على الأقل في حال رغبتهم الخروج من معبر رفح المنفذ الوحيد لهم على العالم.


فندق بناه الإسرائيليون
يُذكر أن فندق طابا، الذي بني خلال فترة المفاوضات لاستعادة طابا، كان يحمل اسم "سونستا" وكان يهدف إلى عرقلة تنفيذ النقطة رقم 91 في خط الحدود المشتركة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي.


جاء ذلك بعد حكم هيئة التحكيم الدولي عام 1988، الذي أكد أحقية مصر في طابا. وفي محاولة لمنع الانسحاب، ادعى الجانب الإسرائيلي أن الفندق ملك له، ولكن مصر قررت شراء الفندق من ميزانية وزارة السياحة المصرية ودفع ثمنه نقداً.


ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيل برعاية أمريكية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شهدت مصر عدة حوادث استهدفت إسرائيليين.

ففي الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قتل أحد أفراد الشرطة المصرية سائحين إسرائيليين عندما أطلق النار على فوج سياحي إسرائيلي في منطقة "عمود السواري" الأثرية في الإسكندرية بعد أن حذر السائح من عدم رفع علم الاحتلال في الشارع.

وأعلنت مجموعة "طلائع التحرير - مجموعة الشهيد محمد صلاح" مسؤوليتها عن اغتيال من وصفته بـ "العميل الإسرائيلي" في الإسكندرية٬ في إشارة إلى رجل أعمل إسرائيلي كان يعمل في مجال الأطعمة المجففة.

وفي أيار/ مايو الماضي، أعلن الجيش المصري عن استشهاد عنصر تأمين على الحدود مع رفح الفلسطينية إثر اشتباك مع جيش الاحتلال، وذلك بعد ساعات من مجزرة "الخيام" التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم للنازحين في مدينة رفح الفلسطينية.
التعليقات (0)