أفكَار

أبو طاهر المصباح البنغلاديشي.. من رواد اللغة العربية والفكر الإسلامي في بنغلاديش

شغف قلبه حب الأدب الإسلامي، وتأثر بالداعية الحكيم والأديب الداعية الهندي العلامة أبي الحسن الندوي تأثرا بالغا.
شغف قلبه حب الأدب الإسلامي، وتأثر بالداعية الحكيم والأديب الداعية الهندي العلامة أبي الحسن الندوي تأثرا بالغا.
الأديب الكبير، والداعية المفكر والكاتب القدير المرموق وصاحب القلم السيال والأسلوب الرفيع، وهو عالم ومفكر عظيم، ورائد من رواد النهضة التعليمية العربية في دولة بنغلاديش، ومصلح تعليمي عربي ومجدد المنهج الدراسي العربي، الشيخ أبو طاهر المصباح، وهو عقلية ثاقبة ويراع متألم يسيل بأوضاع الطلاب، وأوجاع الشعب. ولقد وجدنا في مؤلفات الشيخ أبي طاهر المصباح لغة جديدة وروحا متميزة، ومشاعر جياشة.

تشرب الأديب الشيخ أبي طاهر، محبة فطرية للأدب واللغة العربية واللغة البنغالية، ووعيا عميقا بدوره في التأثير، وقد كان تأثير الشيخ أبي الحسن الندوي على الشيخ أبي طاهر كبيرا وبالغا.

توفرت للأستاذ أبي طاهر المصباح قوة الحافظة واتقاد الذكاء، ومحيط علمي يفوح بالمعارف والدراسات الإسلامية واللغوية، وقد أتقن في شبيبته عدة لغات مثل البنغالية الأوردية والفارسية وما إلى ذلك، وأما اللغة العربية فقد كانت حبيبة قلبه ونبع مداده، وأصبح فصيح اللسان باللغة العربية، مفعم الوجدان بأدبها.
ولقد بدأت النهضة التعليمية العربية في هذه الديار البنغالية على يديه في مطلع التسعينيات من خلال إعداد منهج شامل لتعليم اللغة العربية لأبناء هذه البلاد، وسماه المنهج المدني حبا للمدينة المنورة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وألف له عدة مؤلفات، وأدرجها في ذلك المنهج التعليمي الجديد، وإن هذه الكتب أجدى للنشء الجديد والجيل الصاعد في المدارس العربية الإسلامية الغراء في هذه البلاد، وأخذت مجراها الطبيعي بشكل كبير، وأدت ثمارها الطيبة على وجه شامل.

وتتسم كل أعماله التأليفية بطابع الجد والمسؤولية. وكان من مآثر الشيخ أبو طاهر المصباح أنه هو الذي يسعى بجد وحرص لصنع جيل جديد إسلامي على الصلاح والفلاح والورع والتقى. ومن كتبه التعليمية العربية كتاب الطريق إلى العربية، ويمتاز أسلوب هذا الكتاب بالروعة والسهولة، وأعده أفضل كتاب لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جميع أرجاء المعمورة.

مولده ونشأته:

ولد الشيخ أبو طاهر المصباح في ٦ آذار / مارس سنة ١٩٥٦ ميلادية في أسرة ذات اتجاه ديني، وفكر علمي، وعمل دعوي.

وأما والده الشيخ مصباح الحق فقد كان عالما وداعية، وقد عاش تقيا ومات تقيا، وأما مقاطعة كوميلا فهي مسقط رأسه، وكان رجل أعمال أيضا، وكانوا يقطنون كلهم في مدينة داكا عائليا.

وأما أمه فقد كانت امرأة صالحة ذات حسب ونسب، وتلقى من لدنها طرفا من التعليم العربي الابتدائي في صباه.

وقد توفرت للأستاذ أبي طاهر المصباح قوة الحافظة واتقاد الذكاء، ومحيط علمي يفوح بالمعارف والدراسات الإسلامية واللغوية، وقد أتقن في شبيبته عدة لغات مثل البنغالية الأوردية والفارسية وما إلى ذلك، وأما اللغة العربية فقد كانت حبيبة قلبه ونبع مداده، وأصبح فصيح اللسان باللغة العربية، مفعم الوجدان بأدبها.

التحق بالجامعة القرآنية الإسلامية الأهلية العريقة بلالباغ في داكا القديمة على ضفة النهر. ومنها حفظ القرآن الكريم الكامل عن ظهر قلب، ودرس منهج الدرس النظامي في الجامعة النورية الإسلامية الأهلية التي أسسها الشيخ محمد الله الحافظي رحمه الله تعالى، وأكمل مرحلة الهداية في الجامعة القرآنية الإسلامية الأهلية أيضا، ثم غادر هذه الجامعة المعتمدة، وتوجه إلى الجامعة الإسلامية الأهلية المتميزة بفتيا بإشارة المحدث الشيخ هداية الله رحمه الله تعالى. وأكمل فيها دورة الحديث بامتياز في سنة ١٩٧٧ ميلادية.

حياته المهنية:

وبدأ حياته المهنية كأستاذ في الجامعة الإسلامية المدنية الأهلية بزتراباري في داكا، ودرس في الجامعة الشرعية الإسلامية الأهلية المرموقة بماليباغ أياما قلائل كأستاذ. ثم انتظم في الجامعة النورية الإسلامية الأهلية بكمرنغيرصار كأستاذ بإشارة الشيخ محمد الله الحافظي رحمه الله.

وفي سنة ١٩٩٢ ميلادية تخلى عن عمل التدريس في تلك الجامعة المرموقة وأسس جامعة المدينة الإسلامية الأهلية في منطقة كمرنغيرصار بدعاء والده العطوف ورعاية فائقة لأستاذه المشفق الشيخ عبد الحي البهاربوري، وإنها مركز علمي تربوي لتكوين العلماء المؤهلين علما وعملا وخلقا وسلوكا، وقلما شهدت البلاد مركزا علميا تربويا من طرازه، وحماك الله، يا جامعة المدينة الأهلية.

وقد عمل لبعض الوقت في المؤسسة الإسلامية البنغلاديشية في بداية حياته المهنية.

حياته العائلية:

وقد تزوج هذا العالم العبقري الجهبذ وعملاق الدعوة الإسلامية والصحوة العربية من كريمة الشيخ أحمد الله أشرف بن الشيخ محمد الله الحافظي، وأنجب منها بنتين وولدا، وقد زوج بنتيه كلتيهما بعالمين مؤهلين مبجلين. وولده الوحيد الشيخ محمد أبو طاهر من العلماء المؤهلين، ورباه والده الشفوق تربية علمية، وأنشأه تنشئة علمية، ورباه على الفضيلة والأخلاق، وكونه والده الشفوق في كنفه، وعلمه على عينيه، وقد عاش تحت رعايته الفائقة.

وقد تزوج ابنه العالم الشاب الشيخ محمد أبو طاهر بامرأة صالحة ذات أرومة لا غبار عليها.

مؤلفاته:

ولقد طبقت شهرة الشيخ أبو طاهر المصباح آفاق البلاد بما أنه كاتب قدير مرموق، وهو كاتب عمومي أيضا، حتى يتردد صداه في الجاليات البنغلاديشية الشتى في أرجاء المعمورة، وهو يعرف عدة لغات عالمية وإقليمية من اللغة العربية والبنغالية والأردية والفارسية وما إلى ذلك. وقد كتب كتبا عديدة، ومؤلفات وفيرة باللغة البنغالية والعربية، وقد لقيت كتبه ومؤلفاته إقبالا كبيرا من القراء بغض النظر عن المسلك والمذهب والحزب والجماعة والطائفة.

وكانت تصدر مجلة عربية غراء باسم "اقرأ" تحت رئاسة تحريره قبل تأسيس جامعة المدينة الأهلية، وكانت تلك المجلة العربية تصدر باسم القلم فيما بعد. وبالإضافة إلى ذلك، كان يولي أهمية قصوى لتعليم اللغة البنغالية الفصحى طلاب المدارس العربية الأهلية والجامعات الإسلامية الأهلية، فأصدر مجلة بنغالية للأطفال والفتيان باسم البرعم في عام ١٩٩٩ م لأول مرة، وتلعب هذه المجلة دورا بارزا في تنمية اللغة البنغالية للنشء الجديد والجيل الصاعد في المدارس الأهلية الإسلامية بهذه البلاد.

ومن أهم مؤلفاته الدراسية:

الطريق إلى العربية، والتمرين الكتابي على الطريق إلى العربية، والطريق إلى الصرف، والطريق إلى النحو، والطريق إلى الفقه، والطريق إلى القرآن الكريم، والطريق إلى البلاغة والطريق إلى الأوردية، والطريق إلى تفسير القرآن الكريم وما إلى ذلك.

ومن أهم مؤلفاته البنغالية الأدبية:

زائر الكعبة المشرفة، وتحت ظلال بيت الله، ويوميات سائح في تركيا، وكلمة البستاني الرحوم، وطريق المنزل لطالب العلم، والطريق إلى إصلاح القلم وما إلى ذلك.

ومن أهم مؤلفاته في أدب الأطفال:

الله ربنا، والأنبياء والرسل، والكتاب السماوي، والملائكة، وآدم أول إنسان، والجنة، والجحيم، والقيامة، ومنزل الطين، والحكم الأخير، والنبي بمكة المكرمة، والنبي بالمدينة المنورة، والنبي في معمعة الوغى، وهكذا كان النبي، ومعجزة النبي، وقال النبي، وكان النبي يحبكم، والنبي في عيون الكفار وما إلى ذلك.

طبقت شهرة الشيخ أبو طاهر المصباح آفاق البلاد بما أنه كاتب قدير مرموق، وهو كاتب عمومي أيضا، حتى يتردد صداه في الجاليات البنغلاديشية الشتى في أرجاء المعمورة، وهو يعرف عدة لغات عالمية وإقليمية من اللغة العربية والبنغالية والأردية والفارسية وما إلى ذلك. وقد كتب كتبا عديدة، ومؤلفات وفيرة باللغة البنغالية والعربية، وقد لقيت كتبه ومؤلفاته إقبالا كبيرا من القراء بغض النظر عن المسلك والمذهب والحزب والجماعة والطائفة.
ومن أهم مؤلفاته المترجمة البنغالية:

ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، ورجال الفكر والدعوة في الإسلام، والمرتضى في سيرة أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب، والأركان الأربعة، ومعالم في طريق العلم، وتحفة المشرق للداعية الأديب العلامة الهندي أبي الحسن علي الندوي، وما هو المذهب ولماذا المذهب، ومسيرة الحياة، ومعاوية رضي الله عنه والتاريخ الحقيقي للشيخ المفتي تقي عثماني، وضحى الإسلام للأديب المصري أحمد أمين، وأحبك يا رسول الله للكاتب الهندي غرو دتو شنغ، ومكانة الصحابة وكرامتهم للشيخ أشرف علي التهانوي، وأمانتك في يديك للداعية الهندي الشيخ كليم الصديقي وما إلى ذلك.

ومن مشاهير أساتذته المبجلين رئيس جامعة دار المعارف الإسلامية في شيتاغونغ الشيخ سلطان ذوق الندوي، والعالم الرحيل الشيخ عبد الحي البهاربوري وغيرهم.

وقد شغف قلبه حب الأدب الإسلامي، وتأثر بالداعية الحكيم والأديب الداعية الهندي العلامة أبي الحسن الندوي تأثرا بالغا.

ولقد لعب الشيخ أبو طاهر المصباح دورا كبيرا في تعليم اللغة العربية وآدابها، وتطورها في هذه البلاد، وبمساعيه المحمودة وجهوده الجبارة انتشرت اللغة العربية في أنحاء هذه البلاد بشكل كبير وعمت في مدنها الدانية وأمصارها القاصية، وإن الأمة الإسلامية البنغلاديشية لن تنسى مساهمته الجيدة في تعليم اللغة العربية وآدابها، وستسطر خدماته الجبارة في لغة القرآن والسنة بهذه الديار بحروف ذهبية في صفحات التاريخ عبر العصور.

*عميد كلية اللغة العربية وآدابها في جامعة الشيخ محمد الحسن الددو الإسلامية ببنغلاديش
التعليقات (0)