أكد كاتب إسرائيلي، اليوم الجمعة، وجود مخاوف
متنامية في تل أبيب، من انضمام
إيران لأي مواجهة عسكرية ستندلع مع
حزب الله
اللبناني، وذلك في أعقاب تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية مع ارتفاع حدة القصف
المتبادل على طرفي الحدود.
وقال الكاتب نداف إيال في مقال نشرته صحيفة
"يديعوت أحرونوت" العبرية؛ إن "الخوف يتنامى من أن إيران ستنضم إلى
حزب الله في حالة صراع واسع النطاق"، متسائلا: "إذا كان حزب الله يواصل
إطلاق النار في الشمال، وإسرائيل تخرج إلى حرب أوسع، كيف سيكون ممكنا مواصلة
القتال المكثف في الجنوب؟".
وتابع قائلا: "إذا شرع الجيش الإسرائيلي في
حملة مع دخول بري إلى لبنان وتلقى حزب الله ضربة قاسية، فهل بعدها سيوقف نصر الله
النار ويقطع الرابط بين غزة ولبنان؟".
وشدد على أن القصة كبيرة، فساحة المعركة الأساس
تنتقل من الجنوب إلى الشمال، وهناك ثلاث إمكانيات، الأولى لا يستطيبها الجيش هي أن
تتوقف
الحرب في الجنوب، فيوقف حزب الله النار في الشمال، "والهدوء يجاب
بالهدوء"، أو تتقرر تسوية ما تتمثل في خدعة "انسحاب قوات حزب الله
لثمانية كيلومترات".
ولفت إلى أن نتنياهو، على مدى الحرب تطلع إلى هذا
الوضع، وأعرب عن مخاوف هائلة من حرب مع حزب الله، بما في ذلك في محادثات أجراها بعد
قرار الكابنت في 11 تشرين الأول/أكتوبر عدم شن هجوم مفاجئ على حزب الله.
إظهار أخبار متعلقة
وذكر أن هذا القرار اتخذ بخلاف موقف رئيس الأركان
ووزير الدفاع غالانت، مبينا أن "المشكلة هي أنه لا يوجد أي مؤشر لوقف الحرب
في الجنوب وقفا يسمح لحزب الله بالنزول عن الشجرة. يمكن الإعلان من طرف واحد عن
النصر في الحرب، والإنهاء. فهل هذا سيكون كافيا لنصر الله؟ ليس مؤكدا".
ونوه الكاتب الإسرائيلي إلى أن الإمكانية الثانية
تتمثل في اتفاق في الجنوب، بما في ذلك صفقة تبادل أسرى، واستغلال النافذة الزمنية
للمبادرة إلى حملة عسكرية في لبنان، تفرض تطبيق قرار 1701 وإبعاد حزب الله بشكل
كبير عن الحدود، وفي الجيش يحبون هذه الإمكانية؛ لأن الصفقة ستفرغ لهم القوات من
الجنوب.
وأكد أن الاحتمالية السياسية لتحقيق هذه الإمكانية
متدن، فمن يوقف الحرب في الجنوب لا يفعل هذا كي يبدأ حربا أشد في الشمال، مضيفا
أن الاحتمالية الثالثة وهي الأكثر معقولية، هي أنه لن يكون اتفاق في الجنوب، لكن
الحرب هناك ستنتهي عمليا.
وأوضح أن في إطارها سينقل الجيش الإسرائيلي قواته
ومقدراته إلى الشمال، ويتطلع إلى حملة مركزة تضرب حزب الله بشدة، وتؤدي إلى إبعاده
عن الحدود، وهذا تحد حاد وخلاصته في السؤال الآتي: "هل التسوية التي ستتحقق
بعد هذه الحملة ستكون أفضل من كل تسوية محدودة اليوم؟".
وأردف قائلا: "ينبغي إيضاح أن هذه الحملة سيطلق
فيها حزب الله آلاف الصواريخ الثقيلة والدقيقة نسبيا في كل أرجاء الشمال انتهاء
بحيفا، وحتى عندما يلجم الطرفان إسرائيل ونصر الله، ستشهد إسرائيل دمارا لم تشهده
من قبل، وتقدم محافل الاستخبارات أن إيران ستميل إلى الانضمام للمواجهة، وتستهدف
إسرائيل في إطار الحرب الواسعة مع حزب الله".
وشدد الكاتب على أنه "إذا كانت الفرضية حتى
الآن بأن حزب الله سينضم إذا ما هاجمنا إيران، فإن آخر التقديرات هو أن إيران ستنضم إذا ما هاجمت إسرائيل حزب الله عميقا".
ولفت إلى أن هناك تحديات مادية، تتمثل في الأنباء التي
تتحدث أن الولايات المتحدة تواصل تأخير وصول الذخائر إلى إسرائيل، مشددا على أنه
يمكن الافتراض أن هذه القنابل باتت لازمة للحرب في لبنان.