سياسة عربية

الصلابي يناشد شيخ الأزهر التدخل لفتح معبر رفح ووقف إبادة الشعب الفلسطيني

بعد إطلاقه لمبادرة "جراحكم تؤلمنا" الصلابي يناشد شيخ الأزهر الإسهام في وقف حصار غزة.. (أ ف ب)
بعد إطلاقه لمبادرة "جراحكم تؤلمنا" الصلابي يناشد شيخ الأزهر الإسهام في وقف حصار غزة.. (أ ف ب)
ناشد عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي علي محمد الصلابي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التدخل العاجل من أجل وقف جريمة إبادة جماعية تجري على أرض قطاع غزة بحق الشعب الفلسطيني.

وقال الصلابي في رسالة مفتوحة إلى شيخ الأزهر، أرسل نسخة منها لـ "عربي21": "يا شيخ الأزهر الجليل: إن الأمة بحاجة إلى فتوى توجب الوقوف مع الجار المعتدَى عليه، ورفع الحصار في الغذاء والماء وإدخال المساعدات الطبية، ومعالجة الجرحى، وتوفير ملاذات آمنة للمدنيين برعاية مصرية وأممية، والبحث في كل الوسائل ظاهرة وباطنة؛ محلية وإقليمية ودولية".

وأضاف: "لا ينقص شعبكم ودولتكم ومؤسساتكم أي شيء يجعلكم تتخلفون عن هذا الواجب الإنساني والشرعي والأخلاقي".

وأكد الصلابي أن الرهان معقود على شيخ الأزهر من أجل إطلاق مبادرة يوقف بها الإبادة الجماعية التي تهدد الشعب الفلسطيني في غزة، وقال: "يا شيخنا الجليل: إن ضمير الشعب المصري ووجدانه يرفض هذه الأعمال العدوانية والإجرامية، فكن أنت المعبر عن وجدانه، والبوصلة المرشدة لقيادته، والانتقال من القول إلى العمل، من خلال تبليغ النصح لقيادة مصر السياسية، وإصدار فتوىً صادقة في تبيان أهمية نصرة شعب فلسطين ورفع الحصار عن غزة، والوقوف مع المظلومين من أبناء الأمة هناك".

وأضاف: “في واقع الأمر، أنت تحظى باحترام وتقدير، وكلمتك لها حضورها لدى قيادة الدولة المصرية والشعب المصري، فيمكن حثهم على العمل لرفع هذا الحصار عن غزة، وإيقاف العقاب الجماعي عن أهلها المعذبين، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم دون تردد".

وأنهى الصلابي رسالته قائلا: "يا شيخنا الجليل: هيأ الله لك عملاً جليلاً عظيماً، وجهاداً كبيراً، وأنت في هذه السنّ، فتوكّل على الله، واستعن به، وأخلص له في مساعيك، واِطلب منه العون والسداد، وإن شاء الله تكون من المنصورين. وإن قضيتك يا شيخنا الجليل في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في غزة ووقف الإجرام والعقاب الجماعي، من أعظم القربات عند الله عزّ وجلّ"، وفق تعبيره.

وكان شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، في بيان، قام بإطلاق مبادرة "جراحكم تؤلمنا"، لتجهيز المستشفيات الميدانية في غزة بالأسِرَّة الطبية.

وقبل ذلك دعا الأزهر الشريف الأمة العربية والإسلامية إلى إعادة النظر جذريًّا في الاعتماد على الغرب الأوروبي الأمريكي المتغطرس، وقال: "على الفلسطينيين أن يثقوا في أنَّ الغرب بكل ما يملك من طاقاتٍ عسكريةٍ وآلاتٍ تدميريةٍ ضعيف وخائف حين يلقاكم أو تلقونه، فهو يقاتلُ على أرضٍ غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن، وأصبحت من المضحكات المبكيات، وعليكم أن تواجهوه معتصمين بالله ورسوله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وبصمودكم في وجه هجماتِه الوحشية البربريَّة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم، إن هناك تحركا أمميا "للحد من قيود" إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، مؤكدًا أهمية القيام بذلك في أسرع وقت.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غوتيريش، أمام معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وسط اصطفاف شاحنات المساعدات، بثته قناة "القاهرة" الإخبارية، وتابعته "الأناضول".

وقال غوتيريش، إن هناك أكثر من 2 مليون شخص يعانون في غزة، بلا ماء ولا طعام ولا وقود ولا علاج وتحت النيران، ويحتاجون كل شيء للنجاة.

وفي وقت سابق الجمعة، قامت السلطات المصرية بإصلاح الطريق من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح تمهيدا لعبور المساعدات إلى قطاع غزة، وفق المصدر ذاته.

ولليوم الرابع عشر يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.

وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
التعليقات (1)