ملفات وتقارير

ما رأي رؤساء مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابقين في الهجوم البري على غزة؟

إسرائيل تستخدم ورقة الغزو في إطار الحرب النفسية على غزة، وفي إطار عملية الضغط السياسي على حماس والقوى الإقليمية والدولية. (الأناضول)
إسرائيل تستخدم ورقة الغزو في إطار الحرب النفسية على غزة، وفي إطار عملية الضغط السياسي على حماس والقوى الإقليمية والدولية. (الأناضول)
نتناول في هذا التقرير التوثيقي الغزو البري لغزة من خلال عرض آراء خمسة من كبار الخبراء والمفكرين العسكريين والاستراتيجيين الإسرائيليين شغلوا من قبل مناصب مهمة في دولة الاحتلال، وهم:

الجنرال احتياط يعقوب عميدرور: رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بين عامي 2011 و2013، وهو حاليا باحث بارز في معهد القدس للاستراتيجية والأمن. وقد نشرت جلوبس حوارا معه عنوانه: "الهجوم البري على غزة ليس له مثيل"، في 18 أكتوبر 2023.

الجنرال احتياط عاموس جلعاد: ترأس الدائرة الأمنية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وهو رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في جامعة ريتشمان. وقد نشرت له جلوبس مقالا بعنوان "حماس ارتكبت خطأين" بتاريخ 16 أكتوبر.

الجنرال احتياط مئير بن شبات: رئيس معهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، وشغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من 2017-2021، وكان رئيس الوفد الإسرائيلي للتوقيع على اتفاقيات إبراهيم. كما ترأس المنطقة الجنوبية للشاباك من 2014-2017. وقد نشرت له جلوبس مقالا بعنوان "على إسرائيل سحق حماس" بتاريخ 11 أكتوبر 2023.

العميد احتياط يعقوب ناجل: زميل زائر في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) ومقرها واشنطن والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي ما بين عامي 2016 و2017. وقد أجرت معه جلوبس حوارا عنوانه "هناك مئات الكيلومترات من الأنفاق في غزة" في 17 أكتوبر 2023.

الجنرال احتياط جيورا أيلاند: رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق في 2004، ونعرض حوارا له مع جلوبس يوم 8 أكتوبر حول خطة لإعادة الرهائن، كما نعرض مقاله على موقع fathom في عدد أكتوبر 2023، وعنوانه: "نقطة تحول في تاريخ دولة إسرائيل: معظم الناس لا يفهمون ذلك".

تنويه مهم

يجب، ونحن نقرأ أمثال هؤلاء الخبراء، أن ننظر إلى تقييماتهم من زوايا متعددة، لأنهم حتى لو كانوا متقاعدين، فهم جزء من النظام الإسرائيلي وآليات اتخاذ القرار فيه أو التمهيد السياسي والإعلامي والحرب النفسية لبعض القرارات المهمة المصيرية لإسرائيل. إذن، قراءة هذه التوصيات يجب أن تكون في إطار أنها:

ـ دعم صانع القرار الإسرائيلي.

ـ رسائل إعلامية للداخل الإسرائيلي لاستعداد تقبل المزيد من الخسائر حال تنفيذ الغزو أو تبرير فشل العمليه أو أسباب تأخيرها.

ـ جزء من الحرب النفسية التي تشن على الشعب الفلسطيني ومنظمات المقاومة، وهذا سيبدو واضحا فيما سننقله عنهم من أقوال.

القرار الاستراتيجي.. غزو بري أم حصار شامل

يقول جيورا أيلاند: "ما وقع في 7 أكتوبر خلق تهديدا وجوديا حقيقيا، إذا لم تتم إزالته بشكل دائم، فسيكون من المستحيل العيش في إسرائيل. لذا، يجب أن يكون القرار الوحيد للحكومة الإسرائيلية: خلق وضع لا تصبح فيه حماس موجودة كتهديد عسكري أو كيان سياسي عملي في غزة. هذا القرار طموح للغاية، ولم تقرره أي حكومة خلال السنوات الـ 17 الماضية. ليس أمام إسرائيل لتحقيقه إلا أحد خيارين: عملية برية واسعة النطاق؛ أو الحصار الشامل لقطاع غزة".

خيار الغزو واحتلال القطاع من أصعب القرارات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل. أما الخيار الأقل كلفة لها فهو الحصار الشامل للقطاع الذي يدفع الغزاويين للرحيل وحماس للاستسلام:

ـ يؤيد عميدرور الخيار الأول رغم كلفته العالية، فيقول: "الهجوم البري واحتلال قطاع غزة ليس بسيطا على الإطلاق. سيكون عملية معقدة للغاية. فالقتال في منطقة مبنية تم إعدادها للدفاع يعتبر صعبا للغاية في العالم العسكري، خاصة بالنسبة للجانب المهاجم. أما الجانب الذي يدافع عن نفسه في القتال لديه ميزة كبيرة، لكن ليس لدينا خيار. ويجب أن يفهم الجمهور الإسرائيلي أنه ستكون هناك خسائر كبيرة في الأرواح".

ـ يرى جيورا إيلاند أن الحصار الشامل هو أنسب الخيارات، فيقول: "بصفتي خبيرا عسكريا، أعتقد أنه لا توجد طريقة حذرة يمكن لإسرائيل من خلالها تدمير وقتل 20 ألف مقاتل من حماس يختبئون في مئات الكيلومترات من الأنفاق. لم يحدث ذلك أبدا في تاريخ الحروب. لذا، أعتقد أن الطريقة الفعالة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي هي فرض حصار دراماتيكي ومستمر وصارم على غزة. حصار يعني منع كافة الإمدادات عن القطاع سواء من إسرائيل أو خارجها، بما يدفع الناس إلى الخروج من قطاع غزة إلى مصر، إما بشكل دائم أو مؤقت. أمام منع الغذاء والماء عن غزة لن يكون لحماس من سبيل إلا الموت أو الاستسلام والرحيل عن غزة مثلما رحل ياسر عرفات عن بيروت".

إجراءات لإنجاح الغزو وتحقيق أهدافه

يرى مئير بن شبات ضرورة اتخاذ الجيش الإسرائيلي عدة إجراءات قبل وبعد دخول غزة لإنجاح عملية الغزو البري، وهي:

ـ عدم التسرع في الهجوم. فليست هناك حاجة للخوف من الضغوط السياسية الدولية، وساعة الشرعية التي تنفد من الوقت. وما دام هناك رهائن محتجزين في غزة، فإن المجتمع الدولي سيضطر إلى الاعتراف بحق إسرائيل في مواصلة القتال.

ـ سحق حماس، وقتل كل من ينتمي إلى المنظمة وتدمير كل ما يتعلق بها، والتخلي عن نمط الضربات الجراحية ووضع حد لممارسات التحذير بالأجهزة غير المتفجرة بأن المبنى على وشك أن يتم هدمه.

ـ إنشاء طوق أمني، منطقة تبعد حوالي 300 متر شرق الحدود، على طولها بالكامل، وإطلاق النار على أي فلسطيني يدخل هذه المنطقة.

ـ التحرر من أي اعتبار مدني واقتصادي: إلغاء مكتب التنسيق والارتباط الإسرائيلي لمنطقة غزة، فرض حصار كامل على غزة، الإغلاق الكامل للمعابر بين إسرائيل، منع مرور الوقود والبضائع من معبر كرم أبو سالم، خفض إمدادات الكهرباء، وقطع الاتصالات والإنترنت في القطاع بأكمله.

ـ التركيز على الردع: عدم الاهتمام بالتقارير عن عدد الهجمات، أو وزن القنابل التي ألقيت، أو عدد الأهداف التي تم تفجيرها. الرقم الوحيد المثير للاهتمام الآن هو عدد الإرهابيين الذين قتلوا في غزة، فهذا هو الرادع الوحيد.

وللتعامل مع خطر الأنفاق، يرى بن شبات ضرورة إفراغ شمال غزة من السكان: "الناس لا يفهمون ما هو تحت غزة. هناك المئات، وربما الآلاف، من الكيلومترات من الأنفاق تحت القطاع. وتقع هذه المراكز بشكل رئيسي في شمال غزة، وبالتالي فإننا ننقل الناس إلى جنوب القطاع. وأن يكون الدخول إلى القطاع دخولا كاملا غير محدود".

ولحل قضية الرهائن، يقول جيورا أيلاند: "إذا أردنا أن نرى الرهائن أحياء، فإن السبيل الوحيد هو خلق أزمة إنسانية حادة في غزة، وجعل الجثث تتراكم في المستشفى. وعندما تصرخ المؤسسات الدولية، سنجيب: ليس لدينا مشكلة في حل المشاكل الحقيقية في غزة، ولكن أعيدوا لنا أسرانا أولا".

احتمالات اتساع رقعة الحرب

يقول عميدرور: "إيران هي الشخص الذي استثمر الكثير من المال في حماس وأعطاها الكثير من الأسلحة، ودرب أفرادها على كيفية إنتاج بعض قدراتها الخاصة. حتى لو لم تكن إيران وراء الهجوم من حيث التوقيت والموقع، فإن إيران لا تزال تقف وراء قوة حماس من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية". لكن لا يرجح عاموس جلعاد مشاركتها الفعلية في الحرب، فيقول: "يعرف الإيرانيون أن الأمريكيين موجودون هنا أيضا بقوات هائلة، وهذه رسالة قوية لهم من الجانب الآخر". ومع ذلك، فهي سوف تتحرك عبر وكلائها، يقول يعقوب ناجل: "هناك بالتأكيد احتمال أن تتطور هذه الحرب إلى حرب متعددة الجبهات. نحن نرى الشمال يسخن. لكن كلما كان الهجوم على غزة أكثر قوة، كان نصر الله أقل حماسا للانضمام".

التأثيرات الإقليمية والدولية للغزو.. المجتمع الدولي والولايات المتحدة

يقول بن شبات: "العالم يفهم الحالة جيدا. دول العالم لا تريد العودة إلى عصر داعش. لقد أعادتهم حماس إليها. يوفر الهجوم الوحشي الذي شنته حماس مبررا كاملا لاتخاذ تدابير غير تقليدية من جانب إسرائيل. ومن الخطأ التصرف تحت ساعة توقيت أو تحت تأثير الخوف من رد فعل المجتمع الدولي".

ويعلق عميدرور على الدعم غير المسبوق من الولايات المتحدة، فربطه بمصلحة بايدن السياسية ومصلحة أمريكا، فقال: "يمكن تفسير هذا الدعم غير المسبوق على أنه شيء شخصي لبايدن. إنه بالفعل شيء لا يتعلق بوضع إسرائيل في العالم فقط، ولكن أيضا للولايات المتحدة".

المنظمات الدولية

لا تضع إسرائيل أدنى اعتبار للقانون الإنساني الدولي وقانون الحرب والمواثيق الدولية، يقول عميدرور: "مع كل الاحترام الواجب للعالم، لم يسأل البريطانيون أنفسهم أي أسئلة إنسانية عندما قصفوا ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. واليوم يقدمون أسلحة للأوكرانيين ولا يطرحون أي أسئلة إنسانية حول المدن الروسية التي تتعرض للقصف بذخيرة الغرب. عندما تكون هناك دولة معادية على الجانب الآخر، وغزة دولة معادية بالنسبة لنا، فإننا في الحرب لا نقلق بشأن احتياجات سكان العدو".

أبو مازن والسلطة الفلسطينية

"أبو مازن والسلطة الفلسطينية ليس لهما دور في هذا الوضع. كما قلنا، هناك من يعتقد أنه سيكون له دور في نهاية الحرب. في هذه الأثناء، أبو مازن سعيد لأن الجانبين يقتلان بعضهما البعض، لأنه يكره كليهما. إنه يكرهنا وبالطبع يكره حماس".

التطبيع مع السعودية

يقول بن شبات: "من السابق لأوانه تقييم عواقب الوضع على التطبيع مع المملكة العربية السعودية، وما إذا كان هذا يعرض كل شيء للخطر. ولكن يجب ألا تقيد طموحاتنا فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية أنشطتنا في غزة. حتى في المملكة العربية السعودية، يعرفون أوجه التشابه بين بربرية حماس وهمجية داعش. لن يفهم الجميع تصرفات إسرائيل، لكن لا أحد سيشك في التبرير. والمملكة، كما هو الحال في الشرق الأوسط بأكمله، يصنع السلام مع الأقوياء".

خيارات ما بعد الغزو

يرى عميدرور أن "خيارات ما بعد الغزو ستتوقف على نتائج القتال، والواقع على الأرض، والرأي العام الدولي، والمحادثات التي ستجرى بشأن الشرق الأوسط. سيتعين على إسرائيل إما البقاء ووضع غزة تحت الحكم العسكري، أو تصدير مشكلتها للعالم".

يرفض عاموس جلعاد فكرة وضع غزة تحت حكم إسرائيل، فيقول: "إن احتلال غزة لفترة طويلة سيكون عبئا لا يطاق على إسرائيل، ويجب إيجاد سلطة أخرى للسيطرة عليه في اليوم التالي لتحييد حماس. يمكن نظريا أن تكون مصر أو قوة دولية أخرى، وحتى هنا أشك في ما إذا كانت هناك دولة مستعدة للقيام بذلك. وفي المستقبل، ربما يرغبون في إعادة إبرام اتفاقات السلام، ولكن لا يمكن تجاهل الفلسطينيين في هذه الاتفاقات".

ويرى جيورا إيلاند التعامل مع غزة بعد انتهاء الغزو كما تعامل الحلفاء مع ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فيقول: "لا أقول إن على إسرائيل أن تدمر قطاع غزة بالكامل. يمكن للمجتمع الدولي أن يؤسس نظاما آخر في غزة، ربما حتى على غرار ما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. بعد هزيمة العدو كان هناك نهج معاكس من قبل المنتصرين وسنكون أكثر من سعداء لتقديم مثل هذا الشيء. السلطة الفلسطينية ليست قوية بما فيه الكفاية بمفردها للمجيء إلى غزة. ستحتاج إلى مساعدة من دول عربية مثل مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وغيرها لمنحها الحزمة المالية لإعادة بناء ما تم ".

تحذير مهم من رئيس المخابرات المركزية الأمريكية السابق

حذر الجنرال بترايوس الرئيس السابق لـ CIA إسرائيل من الدخول البري لغزة، خصوصا وأن له تجربة مرة مع المقاومة في العراق وأفغانستان، فقال في حوار له مع بوليتيكو في 19 أكتوبر: "سيستمر الهجوم البري الإسرائيلي في قطاع غزة لسنوات، وينطوي على قتال مروع. إذا كانوا في حماس مبدعين في الدفاع كما كانوا في ذلك الهجوم المروع والهمجي الذي لا يوصف، فسترى إسرائيل مفجرين انتحاريين، وسترى عبوات ناسفة، وستكون هناك كمائن وشراك خداعية. كما أن البيئة الحضرية هي أكثر التحديات".

وقال بترايوس: "أنت لا تفوز في الحرب ضد حركات المقاومة في عام أو عامين. وعادة ما تستغرق عقدا أو أكثر، كما رأينا في العراق، وكما رأينا في أفغانستان". وحذر إسرائيل من أن تلقى عمليتها في غزة مصير العملية الأمريكية في الصومال عام 1993، والتي انتهت بهزيمة مخزية لأمريكا وانسحابها من الصومال بعد سحل جثث الأمريكيين في شوارع مقديشيو.

التعليق

ما طرحه الخبراء من آراء حول خطورة الغزو البري وتكلفته على إسرائيل، قد يفسر التردد الإسرائيلي حتى الآن في القيام بالعملية البرية في غزة. ويفسر محاولة المزج بين خياريي الغزو البري أو الحصار. وقد يكون هذا التردد بسبب تخوف إسرائيل من إطالة أمد الحرب وتحولها إلى حرب شاملة على جبهات متعددة. كما أن سياسة الحصار الشامل المستمر هو خطأ سياسي كبير سيزيد ضغط الرأي العام العالمي على مؤيدي إسرائيل.

لذا،  قد تلجأ إسرائيل إلى:

ـ إطالة أمد القصف الجوي الوحشي لغزة واستهداف الخدمات فيه وتعميق الأزمة الإنسانية وكثرة من فقدوا بيوتهم ولا يجدون أماكن آمنة للإيواء.

ـ استخدام ورقة الغزو في إطار الحرب النفسية على غزة، وفي إطار عملية الضغط السياسي على حماس والقوى الإقليمية والدولية.

ـ تطبيق استراتيجية الاقتحام الجزئي للقطاع بغرض تجزئته إلى نطاقات متحكم فيها في محاولة لتقليل الخسائر البشرية الإسرائيلية.

ـ تحويل الحصار الشامل إلى حصار جزئي ممنهج عبر التحكم في المعونات وأماكن التوزيع وقصرها على جنوب القطاع لدفع أهل غزة إلى اللجوء إلى المخيمات التي تقيمها الأونروا في جنوب القطاع لتفريغ شمال غزة من السكان.

ـ محاولة تهيئة الأجواء لحل ديبلوماسي تحقق من خلاله أهداف الحرب: بوضع القطاع تحت إدارة إقليمية أو دولية كاملة بما فيها التدابير الأمنية والاستخباراتية، تطبيق سياسة السلام الاقتصادي في جزء من القطاع خاصة الجنوب، وتشجيع استيعاب الغزاويين في دول أخرى عبر إيجاد فرص عمل وظروف حياتية أفضل.

والخلاصة، في ظل الصمود الأسطوري لغزة، وتمسكها بخيار المقاومة، وفشل محاولات التهجير، وما تحمله جعبة المقاومة من خيارات ومفاجآت، وما استعدت به لخيار الاقتحام، تخشى إسرائيل أن تكون غزة مستنقعا وحلا تغوص فيه حتى رأسها، مما قد يفسر سبب تأخيرها للغزو حتى الآن رغم اتخاذ القرار من مجلس الحرب. 
التعليقات (1)