فيما يواصل
الاحتلال عدوانه الدموي على قطاع
غزة، فإنه يوجه شرطته وأجهزته الأمنية لقمع أي تحرك تضامني من قبل فلسطينيي48 مع
أهاليهم في القطاع، في استخلاص لما حصل في معركة سيف القدس 2021، حتى وصل الأمر
بالاحتلال لاتهام نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي من هناك بتشجيع
"الإرهاب"، لا سيما أولئك الذين يحظون بمئات آلاف المتابعين على مواقع
التواصل، وحظر نشر فيديوهات يصنفها الاحتلال بأنها تحريضية، وتدعو لاستهداف
اليهود، وتمزيق العلم الإسرائيلي، حيث سيتم تقديم لائحة اتهام خطيرة ضدهم.
يسرائيل موسكوفيتش مراسل صحيفة يديعوت
أحرونوت، كشف أن "شرطة الاحتلال اعتقلت الناشطة
الفلسطينية من الجليل المحتل
دانا حميدية 23 عاما بزعم أنها نشرت مقاطع فيديو تحريضية ضد إسرائيل على "تيك
توك"، وبعد تفتيش هاتفها تبين أن لديها صورا وهي تحمل مسدسا، وتنوي النيابة
العامة توجيه تهم لها بحيازة السلاح والتحريض والتشجيع على العنف، وفقا لقانون
مكافحة الإرهاب والمساس بكرامة علم الدولة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"
أنه "بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب في غزة، حدد ضباط الشرطة مقاطع فيديو
حارقة تظهر فيها فتاة صغيرة وهي تصرخ "املأوا الأكياس بالجثث في
غزة"، كما يقول دورون غاباي، ضابط شعبة التحقيقات والمخابرات في
الجليل، كما يتضمن الفيديو دعوات لإيذاء اليهود، وتم تصويرها وهي تضع ملصق العلم
الفلسطيني على وجهها، وملصق بندقية M16،
ولذلك ألقينا القبض عليها، كما تم تسجيل قيامها بتمزيق العلم الإسرائيلي، وخلال
التحقيق اعترفت بكل ما نسب إليها".
وأشار إلى أن "دانا ناشطة تيك توك
معروفة جداً، ولها مئات آلاف المتابعين، ولها تأثير كبير في الجمهور الفلسطيني في
الداخل المحتل، وهذه أخطر حالة تحريض منذ اندلاع الحرب، فهي معروفة جداً ومؤثرة في
العالم العربي، والشرطة لن تتسامح مطلقاً مع التحريض ضد الجيش والدولة، وستطالب
بتمديد اعتقالها".
وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير،
دعا إلى "عدم التسامح مطلقًا مع مؤيدي المقاومة، موجهاً تحيته لضباط شرطة
الشمال الذين اعتقلوا دانا حميدية، إحدى مؤثري تيك توك في المجتمع العربي، بسبب
مقاطع الفيديو الداعمة والتحريضية التي قامت بتحميلها على شبكات التواصل الاجتماعي".
وكشف في تغريدة على حسابه بمنصة إكس،
ترجمتها "عربي21" أننا "في الأسابيع الأخيرة، قمنا بتشكيل فريق خاص
ضد مؤيدي العنف عبر الإنترنت وفي الميدان، جنبًا إلى جنب مع رؤساء الشعب الأمنية
ومكتب المدعي العام والشاباك، لأن كل من يدعم غزة، يجب أن يعيش في غزة، وليس
معنا"، حسب زعمه.
تكشف هذه الإجراءات
القمعية التحريضية من
قبل الاحتلال بصورة مكثفة ضد فلسطينيي48، عن قلق حقيقي من تأييدهم وتضامنهم مع
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مما يزيد من حملات الاعتقال والتنكيل والتذرع
بأحكام الطوارئ للتضييق على قياداتهم السياسية، ومنعهم من تنفيذ فعاليات تضامنية
مع أهلهم في قطاع غزة، لمنعهم من تكرار مشهد ما حصل في هبة الكرامة في مايو 2021.