في
الوقت الذي أعلن فيه وزير المالية
الإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش، وهو زعيم حزب
الصهيونية الدينية، أنه يعتزم المشاركة بمؤتمر في بنما لكبار الاقتصاديين، بجانب
نظيرته الأمريكية جانيت يالين، تؤكد الحقائق على الأرض أنها لن تشارك في
المؤتمر، في رسالة أمريكية واضحة لمقاطعته.
ماتان خودوروف، المراسل السياسي لـ"
القناة
13"، أكد أنه "قبل أقل من أسبوع على زيارة سموتريتش للولايات المتحدة، فمن
الواضح بالفعل أن المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن لا يعتزمون مقابلته، فيما امتنع
المتحدث باسمه عن الرد على الأحداث المقررة له، باستثناء الخطاب في منظمة بوندز،
ومن غير المتوقع أن يلتقي به كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية في ظل تصريحاته
العنصرية ضد بلدة حوارة الفلسطينية".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "سموتريتش
قد يضطر لإعادة النظر فيما إذا كان من الصواب القيام بالزيارة بأكملها، خوفًا أن
يؤدي الجدول الزمني القليل، أو الاجتماعات مع الكيانات التجارية فقط، للإضرار
بالمكانة الاقتصادية لإسرائيل، كما أن الغياب عنها لمدة عشرة أيام في فترة اقتصادية
وسياسية عاصفة دون أحداث مع الإدارة الأمريكية تسببت بإثارة الدهشة في وزارة
المالية، لاسيما أنه يتم التخطيط لمظاهرات خارج حدث البوندز الذي كان يتوقع إلقاء
كلمة فيه".
في
سياق متصل، فقد هاجم مايكل بلومبرغ، رئيس بلدية نيويورك الأسبق، التغييرات
القانونية التي تقوم بها حكومة بنيامين
نتنياهو، مشبهاً إياها بأفعال الرئيس
السابق ريتشارد نيكسون، واصفا هذه التغييرات القانونية التي يقودها نتنياهو بأنها كارثة
على إسرائيل.
وأضاف
في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن "محاولة نتنياهو تحصين نفسه من خلال القوانين لحماية نفسه من المحكمة
ستدفع الموهوبين للاعتقاد بأن العيش في إسرائيل سيجعلهم عرضة للاضطهاد والتمييز
ضدهم بسبب مواقفهم وميولهم، وأن التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات
المتحدة يمكن أن يقوم فقط على التزام مشترك بسيادة القانون، وإلا فإن إسرائيل تخاطر
بإضعاف علاقتها بالعالم الحر"، بحسب تقرير لـ"ا
لقناة 13" العبرية وترجمته "عربي21".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار
إلى أنه "بالتزامن مع هذا المقال، فقد "وجه أعضاء بارزون في الكونغرس من
الحزب الديمقراطي برسالة إلى بايدن يطالبون فيها بأن يفعل كل شيء للحيلولة دون
إلحاق الضرر بالنظام القضائي الإسرائيلي، واستخدام كل الوسائل الدبلوماسية المتاحة
لمنع الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل من الاستمرار في إلحاق الضرر بالمؤسسات
السياسية، وتقويض إمكانية حل الدولتين مع الفلسطينيين".
البروفيسور إيتان غلبوع، خبير شؤون الولايات
المتحدة بجامعة بار إيلان، اعتبر أن "نتنياهو يقود لخلاف مع الولايات المتحدة،
وليس فقط إلى شرخ داخل المجتمع الإسرائيلي، وبات مع بعض وزرائه غير مرغوب بهم في
واشنطن، التي أصدرت بطاقة حمراء لسموتريتش، وصفراء لنتنياهو، مع أن الخلاف مع
الولايات المتحدة سيكون له عواقب وخيمة على الأمن والاقتصاد والوضع الإسرائيلي".
وأضاف
في مقال نشره موقع "
ويللا"، وترجمته "عربي21"، أنه "منذ أسابيع وصلت رسائل التحذير الدبلوماسية من واشنطن إلى نتنياهو، فيما
يتعلق بالتغييرات القانونية والعلاقات مع الفلسطينيين، لكنه وشركاءه تجاهلوا
الرسائل، والنتيجة أن وصول سموتريتش للولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر اقتصادي، لن
يتخلله لقاءات بمسؤولين حكوميين كبار آخرين، عقب إعلان إدارة بايدن أن أي أحد فيها
لن يلتقي به، بل إن الإدارة تدرس ما إذا كانت ستسمح له بدخول الولايات المتحدة على
الإطلاق، وتم التلميح بإلغاء الزيارة بمبادرته الخاصة".
وأشار
إلى أنه "عندما تقاطع الإدارة الأمريكية وزير المالية الإسرائيلي، فإنها تبعث
برسالة سلبية للمستثمرين والمصرفيين ورجال الأعمال، القلقين جدًا بشأن عواقب التغييرات
القانونية على الاقتصاد الإسرائيلي، مع أن العادة جرت بأن يصل كل رئيس وزراء
إسرائيلي لواشنطن بعد وقت قصير من تشكيل حكومته، لأن زيارة كهذه لها معنى رمزي
وعملي، وتوضح العلاقة الوثيقة والخاصة التي تربطهما، لكن نتنياهو لم يتلق دعوة
لزيارته، وليس معروفا ما إذا كان سيتلقى دعوة، ومتى، لأن تجاهله لرسائلها يعني انتقادا
واستياءً من الإدارة".
وأكد
أن "البطاقة الأمريكية الحمراء أمام سموتريتش تعني بطاقة صفراء لنتنياهو، وهذه
رسالة تسبب الكثير من الضرر، فيما تحافظ العديد من الدول العربية على علاقاتها مع
إسرائيل لتحسين وضعها في واشنطن، ومع ذلك فإن إسرائيل في طريقها لفقدان هذه
المكانة، خاصة أن تصريحه بمحو بلدة حوارة مثّل إلقاء قنبلة عنقودية على
العلاقات
الأمريكية الإسرائيلية، دون فهم الآثار السياسية والدبلوماسية لمثل هذا
التصريح".
من
الواضح أن تفاقم الأزمة الإسرائيلية مع الولايات المتحدة قد يتسرب للتعاون
الاستراتيجي، خاصة عندما يشتد التحدي النووي الإيراني، ومن الصعب تصديق أن نتنياهو،
الذي يعرف السياسة الأمريكية جيدًا، لا يرى، أو لا يفهم الأزمة، والعواقب الوخيمة
التي قد تسببها لإسرائيل، أي أن استمرار سياسة نتنياهو الحالية سوف تتسبب بإلحاق
ضرر شديد بالعلاقة الثنائية بينهما.
ورسالة الولايات المتحدة له واضحة، مفادها أنه إذا لم
يتحكم في المتطرفين من حكومته، فقد يصبح شخصية غير مرغوب فيها في واشنطن.