سياسة دولية

اليمين المتطرف ببريطانيا يحرّض على مهاجمة مراكز اللاجئين

يصل طالبو اللجوء في قوارب صغيرة عبر القنال الإنكليزي من فرنسا إلى جنوب بريطانيا- جيتي
يصل طالبو اللجوء في قوارب صغيرة عبر القنال الإنكليزي من فرنسا إلى جنوب بريطانيا- جيتي

تراقب الشرطة البريطانية تهديدات من اليمين المتطرف باستهداف اللاجئين، بعدما احتفى المتطرفون بمنفذ الهجوم بقنابل حارقة على مركز لاستقبال اللاجئين في جنوب شرق بريطانيا الشهر الماضي ودعوا للمزيد من هذه الهجمات.

وكانت الشرطة البريطانية قد وصفت الهجوم الذي نفذه أندرو ليك (66 عاما) على مركز ويسترن جيت فويل، التابع لإدارة الحدود والهجرة في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ بأنه هجوم إرهابي من اليمين المتطرف، حيث كشفت التحقيقات عن تبني المهاجم أيديولوجيا متطرفة، كما رُصدت منشورات معادية للمسلمين وأخرى معادية للمهاجرين على صفحته في فيسبوك.

وقبل الهجوم كتب ليك في تغريدة على تويتر داعيا إلى "محوهم"، في إشارة إلى اللاجئين، كما حث على "حرق المسلمين والأطفال وهم أحياء".

وأدى الهجوم الذي استخدمت فيه ثلاث قنابل حارقة منزلية الصنع، لم تنفجر إحداها، إلى إصابة شخص واحد إصابات طفيفة. وقد عُثر على منفذ الهجوم جثة هامدة في سيارته بمنطقة قريبة، ويُعتقد أنه أقدم على الانتحار.

 

اقرأ أيضا: بريطانيا تصف مهاجم مركز للمهاجرين بـ"إرهابي يميني"

وعقب الهجوم رصدت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية تهديدات من اليمين المتطرف ضد مراكز وفنادق استقبال اللاجئين، بعدما احتفى متطرفون من اليمين بمنفذ الهجوم ووصفوه بـ"البطل"، وحرّضوا على المزيد من الهجمات ضد هذه المراكز.

وبحسب صحيفة الإندبندنت، فإن السلطات البريطانية راجعت إجراءات الأمن في مراكز الإيواء بعد الهجوم في مدينة دوفر بمقاطعة كنت.

وجاء الهجوم الجديد بينما تستمر محاكمة متهم بالاعتداء على محام يتولى الدفاع عن قوارب المهاجرين في أيلول/ سبتمبر 2020.

وسبق أن تمت محاكمة مراهق من النازيين الجدد هدد باستهداف طالبي اللجوء في دوفر بقنابل المولوتوف.

وكتب المراهق العام الماضي، على منتدى إلكتروني لليمين المتطرف: "أخطط لمهاجمة ساحل دوفر حيث مُنح كل مسلم ومهاجر الأمان.. إذا كان كنتَ مهتما أبلغني الآن".

ورغم إقرار الفتى بالتحريض على الإرهاب، إضافة إلى إعداد دليل يتضمن تعليمات لإعداد قنبلة حارقة في المنزل، إلا أنه لم يُحكم عليه بالسجن.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم شرطة مكافحة الإرهاب أن السلطات تراقب "أي تهديدات إرهابية جديدة أو محتملة".

وعقب الهجوم، تم رصد العديد من المنشورات لمتطرفين من اليمين على تطبيق تيلغرام للرسائل المشفرة، تشيد بليك، وتحث على تنفيذ المزيد من الهجمات. ووصف ليك بأنه "بطل"، و"أسطورة"، وأنه أظهر أن "واحدا منا (البيض) يمتلك القوة"، كما تم وصف موته بـ"المأساوي".

وكتب أحدهم: "هذه البداية فقط"، وقال آخر: "الفنادق (التي تستخدم كمراكز إيواء للاجئين) ستشتعل فيها النيران يوما ما". وجاء في رسالة أخرى: "حان الوقت للوطنية للنهوض"، وقال آخر: "دعونا نجعل هذه بداية المواجهة، إنها مسألة وقت".

وألقى مارك كوليت، زعيم مجموعة البديل الوطني، وهي مجموعة للمتطرفين البيض، بالمسؤولية على المؤسسات الرسمية البريطانية، وزعم أن الهجوم الأخير على مركز اللاجئين "يتم استخدامه كسلاح ضد البريطانيين الأصليين".

وذهب كوليت إلى حد القول في تسجيل مصور؛ إن "الضحية الحقيقي الوحيد (في الهجوم) هو الرجل الذي قام بهذا العمل".

وفي حين قال إنه يرفض الإرهاب، إلا أنه اعتبر أن الناس "في الغالب يسلكون هذا المسار المظلم المؤسف.. لأنهم يتعرضون للاضطهاد من نظام العولمة المعادي للبيض".

وعبّر اليمين المتطرف عن تأييده لوصف وزيرة الداخلية، سويلا بريفمان، محاولات الهجرة لبريطانيا عبر البحر بـ"الغزو" من المهاجرين. وجاء تصريح بريفمان بعد أيام من الهجوم في دوفر.

ولجأ العديد من أنصار اليمين المتطرف لتصوير فنادق تستخدم لإيواء طالبي اللجوء، كما تجمع أعضاء في مجموعة "بريطانيا أولا" أمام مركز مانستون الذي يتعامل مع طلبات اللجوء في كنت، السبت.

والمركز، وهو في الأصل قاعدة عسكرية، كان يؤوي نحو أربعة آلاف شخص، لكن تم تخفيض العدد بعد تقارير عن أمراض وفوضى وتزاحم وحالات احتجاز غير قانونية.

 

اقرأ أيضا: غضب في بريطانيا بعد وصف وزيرة الداخلية المهاجرين بـ"الغزو"

التعليقات (0)