هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
"واشنطن بوست" مقالا للصحفية كارين دي يونغ، قالت فيه إن الولايات
المتحدة ما تزال تبحث في كيفية إنقاذ العلاقات الأمنية الوثيقة مع السعودية، التي
استمرت عقودا بين واشنطن والرياض، مشيرة إلى أن واشنطن تراهن على عنصر الوقت، بينما
تحاول الرياض تلطيف الأجواء.
وعلى
الرغم من غضب الولايات المتحدة على قرار تحالف أوبك+ بخفض إنتاج النفط بواقع
مليوني برميل نفط يوميا، بدءا من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، فإن العلاقات
الأمنية بين واشنطن والرياض والالتزام بالمساعدة في حماية الشركاء الاستراتيجيين
تعدّ جزءا لا يتجزأ من دفاعات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت
الكاتبة إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعهد بـ"عواقب" على
السعودية بعد قرار تحالف البلدان المصدرة للنفط الذي تقوده الرياض وموسكو، حيث
افترض البيت الأبيض أن خفض إنتاج الخام لا يؤدي إلا إلى زيادة الأسعار، وهو ما
يفيد روسيا، في اللحظة التي كانت تحاول فيها واشنطن خنق عائدات موسكو النفطية
لتقويض حربها في أوكرانيا.
ولفتت
إلى أن السعودية كشفت عن طلب أمريكي بتأجيل تخفيضات الإنتاج لمدة شهر كامل، ما
يشير بشكل غير مباشر إلى أن بايدن أراد تجنب زيادة الأسعار قبل الانتخابات النصفية
الأمريكية المقبلة، بينما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي،
للصحفيين إن السعوديين كانوا يحاولون "الدوران" على مخاوف الولايات
المتحدة بشأن أوكرانيا، واستقرار الطاقة العالمية، إلى السياسية الداخلية، وصرف
الانتقادات الموجهة إلى الحرب الروسية.
وأكدت
أن الولايات المتحدة بدلاً من التحرك بسرعة للرد، فهي تلعب على عامل الوقت، وتبحث
عن طرق لإعادة السعوديين إلى صفها، مع الحفاظ على العلاقات الأمنية الثنائية
القوية.
اقرأ أيضا: الفيصل: حل أزمة الرياض مع واشنطن قد يحدث على طريقة "1973"
وقال
مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية لصحيفة "واشنطن بوست" (لم تسمه)، إن
العلاقات لن تنقطع بين واشنطن والرياض، مشيرا إلى أن الجانبين يناقشان الخلاف
الجوهري فيما يتعلق بحالة سوق النفط والاقتصاد العالمي، لكن لدينا مصالح مهمة على
المحك في هذه العلاقة.
وأوضحت
الصحيفة أن النفط وتأثير السعودية في السوق العالمية يأتي في المرتبة الثانية بعد
المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الخليج العربي، حيث تلعب المملكة دورا
مركزيا في مواجهة إيران.
ونبهت
إلى أن القيادة المركزية الأمريكية، عقب تحذير تقارير المخابرات من هجمات صاروخية
بالستية إيرانية وشيكة وطائرات دون طيار على أهداف في السعودية، قامت بإطلاق طائرات
حربية متمركزة في منطقة الخليج العربي كجزء من حالة التأهب الشاملة للقوات
الأمريكية والسعودية، ما يؤكد قوة وأهمية الشراكة، التي قالت واشنطن إنها تعيد
تقييمها الآن مع الرياض.
ولفتت
إلى أن الإدارة الأمريكية لم تقدم على أي إجراءات عقابية ضد السعودية حتى الآن،
ولا يبدو أنها في عجلة من أمرها لاتخاذ قرار بشأن ذلك.
واعتبرت
أن انقضاء الوقت يزيد فرص السعودية في تصحيح الأمور، وتلطيف أي رد أمريكي محتمل، إذ إنه من المرجح أن يأتي أحد المؤشرات الرئيسية الشهر المقبل، عندما قرر الاتحاد
الأوروبي فرض حظر على الواردات المنقولة بحرا من النفط الخام الروسي -يليه حظر
على جميع المنتجات البترولية الروسية بعد شهرين- والخطط التي روجت لها الولايات
المتحدة لفرض سقف لسعر النفط الروسي.