صحافة إسرائيلية

حقوقيون إسرائيليون: المستوطنون والجنود وجهان لعملة واحدة

المستوطنون يعملون بحماية جنود جيش الاحتلال
المستوطنون يعملون بحماية جنود جيش الاحتلال
عقب الضجة الإسرائيلية الأخيرة حول اعتداء المستوطنين على جنود الاحتلال في بلدة حوارة، صدرت جملة من ردود الفعل من اليمين واليسار ضد ما حصل.. ومع أن طرفي الحدث هما شريكان في جرائم ترتكب على مدار الساعة ضد الفلسطينيين، فإن ماكنة الاحتلال الدعائية حاولت تصوير الحدث على أنه أعمال شغب من مستوطنين عنيفين ضد جنود أبرياء، رغم أن الواقع مختلف، فالجيش والمستوطنون معاً متواطئون في أعمال العنف ضد الفلسطينيين، فقط يتقاسمون الأدوار بينهما، ليس أكثر.

أورلي نوفي الكاتب الحقوقي في موقع "محادثة محلية"، استعرض جملة من المواقف الإسرائيلية "المنافقة" في إدانتها لعنف المستوطنين ضد الجنود، بالإشارة إلى أن "بعضهم حاولوا تملق المستوطنين عشية الانتخابات، بالزعم من أن المعتدين لا يمثلون كل المستوطنين، فضلا عن تجاهلهم جميعا للإرهاب الروتيني ضد الفلسطينيين في المنطقة، وكأننا بتنا أمام خبر روتيني على صيغة "كلب يعض رجلًا"، لكن هذا العنف الروتيني هو وصمة عار، فالمستوطنون الذين هاجموا الجنود هم ذاتهم يصيبون سكان حوارة بالرعب منذ فترة طويلة".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المستوطنين جعلوا فلسطينيي حوارة وشيوخهم وأطفالهم بلا مكان آمن، لا شوارعهم ولا منازلهم ولا مدارسهم، رغم أن مقاطع الفيديو المتداولة تظهر الجنود يسيرون بجانب المستوطنين المهاجمين، أي إن علاقتهما في الأراضي المحتلة تجاوزت منذ فترة طويلة مرحلة التعاون السلبي أو النشط، وأصبح اندماجهم في جسم برأسين، وينعكس هذا ليس فقط بدعم الجنود الكامل لإرهاب المستوطنين، ولكن أيضًا لنشاطهم في المليشيات المشتركة الفعلية بحيث يصبح التمييز بين الجندي والمستوطن أمرًا صعبًا لدرجة الاستحالة".

يوفال أبراهام المراسل الميداني لموقع "محادثة محلية" أكد أن "ردود الفعل الإسرائيلية على اعتداء المستوطنين على الجنود يظهر موقفا أجوف للغاية، لأن ما حدث هو قتال داخل أجنحة تنظيم "مافيا" لا أكثر، والمستوطنات هي مستعمرة إرهابية تعمل تحت رعاية الجيش منذ سنوات، وعلاقتهما أقرب ما يكون إلى الجلد بالجسد الذي يغطيه، حيث يقوم المستوطنون منذ سنوات بالاعتداء على سكان القرى الفلسطينية، والجيش يغض الطرف عنهم، فضلا عن تعاونه معهم بشكل كامل، حتى إن الجنود يعتقدون بأن المستوطنين يرونهم "عبيدا" لهم".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21": "إننا أمام خلاف عابر بين قادة التنظيم الإجرامي الذي يشمل الجنود والمستوطنين معاً، وكأننا أمام صفقة كبيرة، ولذلك تخيلوا ماذا سيحدث لو هاجم الفلسطينيون الجنود، كم منهم سوف يقتل بالرصاص الحي، وكم من الأيام سيتم حظر التجول على القرية بأكملها، وكيف ستكون المداهمات الليلية لأسابيع، إن لم تكن أطول، بجانب الاعتقالات العنيفة بالجملة، وإصدار الأحكام بالسجن".


التعليقات (0)