صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: إعلامنا "أعمى" سياسيا أمام معاناة الفلسطينيين

الأطفال الفلسطينيين أطفال الاحتلال - تويتر
الأطفال الفلسطينيين أطفال الاحتلال - تويتر

ليس جديدا أن الإعلام الإسرائيلي يعتبر "السلاح الأمضى في المعركة" التي يخوضها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، لكن الجديد ما كشفته القناة 12 العبرية، وما تمارسه من "عمى" واضح تجاه الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين أنها تتوسع في الحديث عن حرب أوكرانيا واحتجاجات إيران.

ميرون رابوبورت الكاتب في موقع محادثة محلية سلط الضوء على "البرنامج الأسبوعي الذي تبثه القناة 12 مساء يوم الجمعة من كل أسبوع، واسمه "استوديو الجمعة"، وانتقاله من كونه برنامجًا إخباريًا إلى مسرح لاستعراض المحللين الإسرائيليين لقدراتهم الذاتية أمام المشاهدين في حبكة لا تخلو من الرغبة باستقطاب مزيد من الجمهور، من خلال شخصية المقدم داني كوشمارو، الذي يعمل كنوع من الجوقة الدعائية الإسرائيلية.

وقد دأب على تقديم جملة من القصص المختلفة، وتحويل أنظار الإسرائيليين إلى الخارج، سواء فيما يتعلق بتطورات الحرب الأوكرانية الروسية، أو الاحتجاجات الإيرانية".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذا البرنامج الذي يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة بين الإسرائيليين، يقدم رواية مختلفة عما تشهده الضفة الغربية والعلاقة المتوترة مع الفلسطينيين، فتصبح قيم الحرية والتحرر التي تحدث فيها المحللون عن حرب أوكرانيا واحتجاجات إيران ليس لها مكان في الحديث عن الفلسطينيين، رغم أن ما تمارسه إسرائيل ضدهم يعتبر انتهاكا للقانون الدولي، لكن لا تتم مناقشته على الإطلاق، ويكتفي البرنامج باقتباس موقف الجيش".

وأشار إلى أن "مقدم البرنامج والضيوف من حوله يرددون الرواية العسكرية بأنه رغم هجمات إطلاق النار اليومية في نابلس وجنين، لكن الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن فعالة، والجيش يقوم بمهمة في تحييد المسلحين، بل يزعم أن باقي الفلسطينيين غير المسلحين لا يهتمون بهذه العمليات، لأنهم يريدون العيش وكسب الرزق، رغم أننا أمام نشر 26 كتيبة عسكرية لمواجهة 150 مقاتلًا فلسطينيًا فقط، وهذه نسبة مذهلة تجعل أي مشاهد إسرائيلي موضوعي يرفض تبني هذه الرواية".

من الواضح أن الإعلام الإسرائيلي يتبنى أسلوبا مزدوجا مفضوحا، فهو حين يتحدث عن حرب أوكرانيا واحتجاجات إيران لا يتردد في الحديث عن القيم الأخلاقية البديهية، أما عند ذكر الموضوع الفلسطيني فيتم استحضار رواية الجيش على الفور، وكأنه بذلك يمارس ما يمكن وصفه بـ"قمع التفكير الأخلاقي"، واعتبار أن "الاحتلال ليس المشكلة"، بل الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، واتهامهم بأنهم "قنابل موقوتة" على وشك الوصول إلى منازل الإسرائيليين.

يكشف هذا الرصد الإسرائيلي لبرنامج تلفزيوني واحد عما تظهره تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لأحداث عالمية بعينها، مقارنة مع التعتيم على ما يقوم به جيش الاحتلال من العدوان المستمر على الفلسطينيين، حيث تجاهل الارتقاء اليومي للشهداء، ولو كان معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وتكتفي بنشر أعدادهم، والادعاء أنهم سقطوا في مواجهات مع الجيش عندما أطلقوا النار، أو ألقوا حجارة، أي أنهم المعتدون، والجنود المدججون بالأسلحة يدافعون عن أنفسهم، ولا تذكر أسماءهم، ولا أعمارهم، وأماكن سكناهم وظروف استشهادهم.

 

التعليقات (0)