صحافة إسرائيلية

مؤرخ إسرائيلي: إيران تسلمت أسلحة إسرائيلية بحربها مع العراق

شملت الأسلحة الإسرائيلية المرسلة لإيران صواريخ وذخائر- جيتي
شملت الأسلحة الإسرائيلية المرسلة لإيران صواريخ وذخائر- جيتي

في الوقت الذي تضع فيه دولة الاحتلال التهديد الإيراني على رأس أولويات مواجهاتها العسكرية، فقد كشف مؤرخ إسرائيلي عما قال إنه "فصل غير معروف في تاريخ العلاقات الإسرائيلية الإيرانية".

 

وأوضح أن "التعاون بين تل أبيب وطهران أسفر ثماره خلال سنوات الثمانينيات، خاصة خلال السنوات الخمس الأولى من الحرب الإيرانية العراقية، رغم أن إيران وصفت إسرائيل بالشيطان الأصغر، ودعت فعلا للقضاء عليها".


وأكد المؤرخ "يعكوب هيخت" المحاضر بجامعة حيفا، وخبير العلاقات الدولية والأسلحة النووية وتاريخ صراعات الشرق الأوسط، في مقال مطول نشره موقع "زمن إسرائيل"، أن "تعاون تل أبيب وطهران آنذاك تم على خلفية التغيرات الاستراتيجية الكاسحة التي حدثت في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي في أواخر السبعينيات، وبلغت ذروتها في 1979 بالإطاحة بنظام الشاه، حليف إسرائيل، ثم اندلاع الحرب بين العراق وإيران، حيث سعت إسرائيل لضمان أن تكون إيران أكثر نجاحا في الحملة العسكرية".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "سبب التفضيل الإسرائيلي لتفوق إيران على العراقي في تلك الحرب، يعود إلى تصورها الاستراتيجي بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، وبدء تشكيل العراق للجبهة الشرقية، واحتمال تعاونه العسكري مع سوريا والأردن، وتحت ظروف معينة مع السعودية، ما سيشكل تهديدا عسكريا ملموسا لأمن إسرائيل ووجودها".

 

اقرأ أيضا: هكذا دمرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي قبل 40 عاما

وقال: "ودعمت كذلك المخاوف الإسرائيلية بتقديرات وكالات المخابرات الأمريكية، التي ذكرت أن صدام حسين يسعى لتحقيق الهيمنة الإقليمية".


وزعم الكاتب أن "أوساطا إسرائيلية طلبت مساعدة إيران في توريد الأسلحة والذخيرة لمواجهة العراق، وفي خريف 1980، مع بداية الحرب، تأملت إسرائيل أن تمنع المساعدات العسكرية السخية لطهران وقوع هزيمة ساحقة لها، ما سيمنح صدام حسين قوة اقتصادية وسياسية قصوى ليصبح القائد العربي الذي سيقاتل إسرائيل حتى النهاية".

 

وأكد انه "في عدد من الاجتماعات التي عقدت بين مسؤولين حكوميين إسرائيليين وإيرانيين في باريس وجنيف، تم الاتفاق على تقديم مساعدات عسكرية لإيران".


وكشف أن "المساعدات العسكرية الإسرائيلية المقدمة لإيران اشتملت على آلاف الصواريخ المضادة للطائرات وللدبابات والمحركات وقطع غيار الطائرات والدبابات المقاتلة وقذائف الهاون وغيرها من الذخائر، وتم إرسالها مباشرة لإيران على متن رحلات جوية مباشرة غادرت إسرائيل أو دول أوروبية تحت أسماء مغطاة لشركات الطيران التي تشغل طائرات الشحن، أو على سفن الشحن التي غادرت ميناء إيلات، وأفرغت حمولتها العسكرية في ميناء بندر عباس الإيراني".


وأضاف أن "المخابرات الأمريكية سرعان ما اكتشفت أن إسرائيل تزود إيران بالسلاح رغم العقوبات الأمريكية الصارمة عليها، حتى أن زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي كتب في مذكراته أن هذه الأخبار تسببت بدهشته وغضبه من إسرائيل".

 

وقال: "وصل الأمر لمحادثة غاضبة بين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء مناحيم بيغن في منتصف نوفمبر 1980، ووعد بيغن كارتر بأن تتوقف إسرائيل عن إمداد إيران بالأسلحة "من أربطة الحذاء إلى الأسلحة المتطورة" كما قال". 

 

اقرأ أيضا: إسرائيل كانت تنوي مهاجمة العراق بعهد صدام.. هكذا ردت أمريكا

ورأى الكاتب الإسرائيلي أن "تزويد السلاح الإسرائيلي لإيران استمرّ فعليًا في الأعوام 1981-1986، من خلال قنوات غير مباشرة عبر تجار ووسطاء إسرائيليين وأجانب، مما حدا بوزير الدفاع الإيراني، الذي لم يذكر اسمه، لإبلاغ المرشد الأعلى الخميني بشراء الأسلحة والذخائر من إسرائيل، لكن الأخير وافقه على ذلك، طالما تم عبر قنوات غير مباشرة من خلال تجار السلاح والوسطاء بمختلف أنواعهم، وليس مباشرة منها". 


ونقل المؤرخ الإسرائيلي عن "وزير الحرب الراحل أريئيل شارون تحدث رسميا لأول مرة خلال زيارة رسمية لواشنطن في أيار/ مايو 1982 أن إسرائيل تزود إيران بأنظمة الأسلحة والذخيرة، فيما كشف السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن موشيه أرنس في أكتوبر 1982 أن مبيعات إسرائيل لإيران من أنظمة الأسلحة وقطع الغيار، تمت بمعرفة وتنسيق المستويات العليا في إدارة الرئيس رونالد ريغان".


وبلغة الأرقام، يكشف الكاتب الإسرائيلي أن "التقديرات تتحدث أن إسرائيل باعت أسلحة لإيران في أعوام 1980- 1986، بما يزيد عن 2.5 مليار دولار، وفي تقديرات اليوم فإن هذا مبلغ يزيد عن 6 مليارات دولار".

 

وختم بأن "هذه الأسلحة والذخيرة الإسرائيلية لعبت دورا مهما في نجاح إيران بوقف الغزو العراقي لأراضيها، واستقرار خطوطها الأمامية، وحتى اختراق عدة مناطق في جنوب العراق، حتى حصدت هذه الحرب الدامية أكثر من مليون ضحية، واستمرت 8 سنوات حتى آب/ أغسطس 1988".

 

وعلى عكس الرواية الإسرائيلية، دأب المسؤولون الإيرانيون على نفي حصولهم على مساعدات من إسرائيل.

 

وأنكر الخميني، غاضبا، أن إسرائيل قد أرسلت أسلحة إلى إيران.

 

وأكد في خطبة ألقاها 24 آب/ أغسطس 1981، أن "أعداء إيران يحاولون النيل من الثورة الإسلامية الإيرانية بنشر إشاعات كاذبة عن التعاون بين إسرائيل وإيران"، وفق قوله.

التعليقات (1)
احمد
الأربعاء، 07-09-2022 11:15 ص
و بعدها يرفع الشيعه شعار (( الموت لاسرائيل )) !!!