صحافة دولية

غلوبال فيلاج سبايس: عمران خان يقود ثورة صامتة

جمعة: القضاة وليس الجنرالات هم من يمكنهم تغيير مسار تاريخ باكستان- جيتي
جمعة: القضاة وليس الجنرالات هم من يمكنهم تغيير مسار تاريخ باكستان- جيتي
نشر موقع "غلوبال فيلاج سبايس" مقال رأي للكاتب مشتاق جمعة تحدث فيه عن دعوة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان لانتخابات وطنية مبكرة للمرة الثانية بعد أن سيطر حزبه على مجلس الولاية في البنجاب، التي تعد أكبر مقاطعة في البلاد من حيث التعداد. وقد انتزع عشرين مقعدًا في هذه الانتخابات الفرعية التي تعد اختبارًا لشعبية نجم الكريكيت الدولي السابق، الذي عُزل من منصبه بعد سحب الثقة منه في نيسان/ أبريل. 

وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إنه بينما كان يحضر الذكرى السنوية التي نظمتها الممثلة الهندية الشهيرة شارميلا طاغور لزوجها الراحل حاكم مدينة بوبال منصور علي خان الباتودي وقائد فريق الكريكت الهندي، ألقى عمران خان خطابًا تطرق فيه إلى الصفات القيادية. وقال إن الصفة الأهم للقائد الناجح هي القدرة على تقييم الفشل ثم المضي قدمًا.

أشار عمران خان إلى أن متابعة أي رياضي دولي لتعليمه الجامعي يعد إنجازًا لا يقدر على تحقيقه سوى قلّة. ونظرًا لأن هذا الوصف ينطبق عليه وكذلك على منصور علي خان باتودي، فكلاهما قد عاش حياةً ناجحة. نجح عمران خان وفشل مراتٍ عديدة في مسيرته في الكريكيت والسياسة، لكنه يظهر بشكل عام كقائد ناجح وهذا هو المهم في نهاية الأمر.

وذكر الكاتب: "أكتب هذه المقدمة بينما يكتسح حزب "حركة إنصاف الباكستانية" الانتخابات الفرعية لمقاطعة البنجاب اليوم، بينما تلوح عودته في الأفق لحكم هذا البلد ذي الجماهير الفقيرة".

تطوير المجتمع

بيّن الكاتب أنه نظرًا لأن السياسة تؤثر على المجتمع بالكامل بينما توفر لعبة الكريكيت الترفيه فقط، فإن مهنة السياسة التي تغير الحياة تتطلب إعادة تقييم حقيقية يجب أن تكون فورية، علمًا بأن عمران خان يبلغ من العمر حاليًا 70 عامًا.

والسؤال المطروح هو: هل يكفي بلوغ منصب رئيس الوزراء أو تشكيل ذراع تنفيذي للدولة لتحقيق الرفاه الذي لطالما حلم به؟ وحسب ما قاله في خطاباته، يدعي عمران خان أن أحدهم حاول التشهير بزوجته فرفع دعوى قضائية ضده كرئيس للوزراء وقد مرت ثلاثة أعوام ولم يحدث شيء. كما أن حكومته مررت قانونًا ضد تجاوزات وسائل الإعلام، إلا أن المحكمة ألغته لأن قوانين التشهير موجودة بالفعل. وهذا ما يعكس تصدع حلم الرفاه بالنسبة له.

وهذا يعني أن القانون موجود بالفعل ولكن المحاكم بالكاد تتوصل إلى أي حكم استنادًا عليه، وينطبق الأمر نفسه على كل قضايا تجاوزات الإعلام التي تُرفع إلى المحاكم والتي لا تصل في النهاية إلى حكم قطعي. ومن هنا نشأ حزب "حركة إنصاف الباكستانية" الذي يعكس الرغبة في تحقيق العدالة بجميع أشكالها.

وقارن الكاتب الوضع في باكستان بدول الشرق الأوسط الديكتاتورية، التي رغم عدم وجود انتخابات ديمقراطية بها، فإنه يتم إدارتها من خلال نظام قضائي قوي لا يترك مجرمًا دون عقاب.

مشروع الألفية


أفاد الكاتب بأن هذه المشكلة بالذات، وهي ترك القضايا معلقة دون الوصول إلى حكم قطعي، هي أصل كل الشرور. هناك 2 مليون و100 ألف قضية معلقة في المحاكم الباكستانية، ولا شك أن القضاة هم مفتاح الحل الذي نحتاجه. لقد أمضى عمران خان بالفعل 3 أعوام ونصف كرئيس للوزراء ولن تُحدث الأعوام الخمسة القادمة فرقًا كبيرًا ما لم يتعهد بالتعامل مع المليوني قضية المتراكمة لقضاة شرفاء في إطار مشروع الألفية.

سيؤدي هذا إلى منع مراكز القوى من الانغماس في الأنشطة غير القانونية، وإنزال العقاب بالفاسدين، وهو ما طالب به عمران خان ليل نهار، حيث أن وجود نظام قضائي قوي لن يسمح للفاسدين بالوصول لرئاسة الأحزاب السياسية.

إمكانيات القضاة

أيّد الكاتب رأي الدكتور السياسي معيد بيرزاده، موضحًا أنه أثناء الاستماع إلى قضايا عمران رياض خان الصحفي المتورط في عشرات القضايا لأسباب سياسية، أدرك أن الإرادة الصادقة وإمكانيات القضاة موجودة في مختلف مراتب السلم القضائي.

ويعتقد الكاتب اعتقادا راسخا أن القضاة وليس الجنرالات هم من يمكنهم تغيير مسار تاريخ باكستان، مثلما يدفع عمران خان الأغلبية الصامتة لدعم أي خطوة ثورية بلا عوائق.

التعليقات (0)