هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصلت حالات الإصابة بفيروس كورونا
المستجد حول العالم إلى 510 ملايين و269 ألف حالة، منذ ظهور المرض بالصين في نهاية
2019.
ووصلت حالات الوفاة إلى 6 ملايين و246
ألف حالة، فيما تعافى من المرض ما يزيد على 463 مليون شخص حول العالم.
أما على صعيد اللقاحات، فقد تلقى 65%
من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا.
وتم إعطاء أكثر من 11 مليارا و54 مليون
جرعة على مستوى العالم، ويتم الآن إعطاء 11 مليون جرعة كل يوم، فيما تلقى 15.2%
فقط من الناس في البلدان منخفضة الدخل جرعة واحدة على الأقل.
لقاح شامل
وبينما يعمل صانعو اللقاحات على
استهداف متحورات جديدة للفيروس المسبب لكوفيد-19، يتطلع العلماء إلى أبعد من ذلك
ويبحثون عن لقاح شامل قادر على مهاجمة السلالات المستقبلية لكورونا أو حتى درء
جائحة أخرى.
منذ أدى البحث عن لقاح مضاد لكوفيد إلى
الحصول على جيل جديد من الأمصال بُذلت جهود كبيرة لتطوير لقاح يتيح تعزيز مناعة
الجسم على نحو شامل ضد فيروس كورونا، لكن مستويات طموحها كانت متفاوتة.
يقود درو وايزمان من جامعة بنسلفانيا، وهو أحد
رواد تقنية الحمض النووي الريبي المرسال mRNA المستخدمة في لقاحات شركتي فايزر ومودرنا،
أحد هذه المشاريع. وأعلنت شركة Pfizer عن خطة لهذا الغرض قبل بضعة أسابيع.
ومن وجهة نظر وايزمان، فإن تكييف
اللقاحات الحالية مع جميع السلالات المنتشرة، له حدود إذ "ستظهر متغيرات
جديدة كل ثلاثة أو ستة أشهر".
لكن، بعد أكثر من عامين من محاولة
الفيروس إصابة مزيد من البشر، بدأ في التحور على وجه التحديد للالتفاف على المناعة
المكتسبة من خلال اللقاحات، بالطريقة نفسها التي تتغير بها الطفرات المستمرة
للإنفلونزا التي تتطلب تغيير اللقاحات المضادة كل عام.
يلخص درو وايزمان في تصريح لوكالة
فرانس برس الوضع بقوله: "هذا يعقد الأمور قليلاً، لأننا الآن في مواجهة مباشرة
مع الفيروس".
لذلك يعمل فريقه على تطوير لقاح شامل
مضاد لفيروس كورونا من خلال العثور على "تسلسلات مستضدة حاسمة محفوظة
جيدًا" - وهي عبارة عن أجزاء كاملة من الفيروس لا يمكن أن تتحور بسهولة لأن
الفيروس سيموت بدونها.
لكن الأمر لن يكون سهلًا. يقول درو
وايزمان: "يمكن أن نحصل على لقاح شامل في غضون عامين أو ثلاثة، لكننا سنواصل
العمل عليه وتكييفه لنبقى متقدمين على الفيروس".
كوفيد-19 ليس أول فيروس من فيروسات كورونا
ينتقل من الحيوان إلى البشر خلال هذا القرن إذ إن أقدم قريب له المسبب لسارس SARS قتل ما يقرب من 800 شخص في 2002-2004 وتبعه ميرس-كوف MERS-CoV (المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي في الشرق
الأوسط) في عام 2012.
عندما أعلنت شركة VBI الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية عن مشروعها لإنتاج لقاح شامل لفيروس كورونا في
الأيام الأولى للوباء في آذار/مارس 2020، كانت تستهدف فيروسات كورونا الثلاثة هذه.
وإذا تخيلنا كل مستضد في لقاحها بلون أساسي، يمكن أن نتخيل أن هؤلاء الباحثين
كانوا يأملون في أن يوفر لقاحهم أجسامًا مضادة ليس فقط لهذه الألوان ولكن أيضًا
"للتدرجات المختلفة للبرتقالي والأخضر والأرجواني الموجودة بين هذه
الألوان"، كما يشرح فرانسيسكو دياز- ميتوما، كبير المسؤولين الطبيين في شركة VBI.
قال الباحث لوكالة فرانس برس: "بعبارة أخرى، نحاول تعليم الجهاز المناعي أن يتوسع في رصد تنويعات الفيروس
التي هو قادر على ’رؤيتها’ منذ البداية".
قلق من الصين
وبعد عامين على تفشي وباء كوفيد يثير
انتشار موجة جديدة في الصين مؤخرا تساؤلات حول طريقة إحصاء السلطات لأعداد الوفيات
الناجمة عن الفيروس واستمرار انخفاض تلك الأعداد مقارنة بالإصابات المرتفعة.
سجلت شنغهاي، أكبر المدن الصينية، 190
وفاة من بين أكثر من 520 ألف إصابة خلال شهرين تقريبا، وهي نسبة منخفضة جدا مقارنة
بتلك الناجمة عن المتحورة أوميكرون في أجزاء أخرى من العالم.
وقد يكون الحزب الشيوعي الصيني الحاكم
قد أذاع تلك الأرقام كدليل على نجاح استراتيجيته الصارمة لمكافحة الفيروس، غير أن
الخبراء يقولون إن البيانات وحدها لا تكشف الصورة كاملة.
كيف تُقارن حصيلة الصين؟
سجلت شنغهاي، الأكثر تضررا بين المدن
الصينية بالموجة الحالية من كورونا، معدل وفيات بلغ 0,036 بالمئة، أي 36 وفاة بين
كل 100 ألف مصاب، منذ الأول من آذار/مارس.
وكانت الصين قد نجحت في مكافحة تفشي
الفيروس محليا وصولا إلى إصابات معدودة، قبل ظهور الموجة الأخيرة. ولكن مع ذلك فإن
حصيلة الوفيات منخفضة مقارنة بدول أخرى أشيد بجهودها في هذا الصدد.
وقال أستاذ الصحة العامة في جامعة
أوتاغو بنيوزيلندا مايكل بيكر لوكالة فرانس برس: "لو كانت نسبة الوفيات في شنغهاي
مماثلة لتلك التي في نيوزيلندا وهي 0,07 بالمئة من الموجة الحالية من أوميكرون، لسجلت
أكثر من 300 وفاة".
سجلت الصين أقل من خمسة آلاف وفاة
بكوفيد رغم رصد قرابة 200 ألف حالة إصابة مترافقة بعوارض، وأكثر من 470 ألف حالة
إصابة من دون عوارض، منذ تفشي الوباء.
وقد اعتمدت سلطات الدول منهجيات مختلفة
لتحديد وإحصاء الوفيات بالفيروس، ما يجعل المقارنة بينها صعبة.
فالهند التي تُقارن بالصين من حيث عدد
سكانها البالغ 1,4 مليار نسمة، أفادت رسميا عن 520 ألف وفاة بكوفيد بعد تفش مدمر
ضرب البلاد العام الماضي، علما بأن تقريرا مرتقبا لمنظمة الصحة العالمية يحدد كما
يُعتقد، الحصيلة الفعلية بأربعة ملايين وفاة.
وقال رئيس "جمعية آسيا المحيط
الهادئ لعلم الأحياء الدقيقة والعدوى" بول تامبيا، إن بعض الدول التي سجلت
حصيلة مرتفعة مثل بريطانيا، احتسبت بانتظام أي شخص يتوفى في غضون 28 يومًا من
إجراء اختبار إيجابي النتيجة، ضمن قائمة الوفيات بكوفيد.
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية
إن المنظمة أجرت "مشاورات مكثفة مع كافة الدول" بشأن بيانات الوفيات، من
دون التعليق على الصين تحديدا.
ما الذي تظهره الأرقام؟
أحد التفسيرات للحصيلة المنخفضة قد
يكون أن الصين "صارمة جدا بشأن تصنيف الوفيات المرتبطة بكوفيد" حسبما
قال تامبيا لفرانس برس.
وقالت لجنة الصحة الصينية لفرانس برس
إن الحصيلة تحتسب المصابين بكوفيد ممن يتوفون قبل أن يتعافوا من المرض.
وهذا يترك الباب مفتوحا أمام استبعاد
مرضى كانوا أساسا مصابين بأمراض كامنة فاقمها المرض، من حصيلة الوفيات إذا توفوا
من جراء تلك الأمراض بعد تسجيلهم رسميا ضمن قائمة المتعافين.
وقد يتعلق عامل آخر بسياسات الصين
الصارمة لإجراء الفحوص، والتي ربما تكشف عن إصابات أكثر مقارنة بدول مثل الهند
التي واجهت نقصا في الاختبارات.
وقال خبير الأمراض المعدية في مستشفى ماونت إليزابيث نوفينا
بسنغافورة، ليون هوي نام، لوكالة فرانس برس إن "احتمالات رصد إصابات إيجابية
ولكن من دون أعراض وإصابات بأعراض طفيفة، مرتفعة جدا".
ولكن مع ذلك "هناك فجوة دائمة بين
الحالات المرصودة والمسجلة من جهة، والأشخاص الذين يمرضون ويموتون من جراء
إصابتهم".
وقد عدلت السلطات الصينية حصيلة
الوفيات في ووهان في بداية الجائحة، في وقت لاحق صعودا بنسبة 50 بالمئة.
وقال أستاذ علم الأوبئة في جامعة
تورونتو برابات جها إن الحصيلة الإجمالية لموجة التفشي الحالية قد تكون "رقما
مرتفعا جدا" بسبب العدد الكبير لكبار السن الذين لم يتلقوا كامل جرعات
اللقاح، واللقاحات ذات نسبة الفعالية المنخفضة.
ما التفسير الرسمي؟
يعزو كبير علماء الأوبئة في الصين، وو
زونيو، نسبة الوفيات المنخفضة في بلاده إلى تطبيق استراتيجية الرصد المبكر من خلال
الاختبارات الواسعة النطاق.
وقال وو: "إبقاء حجم التفشي عند
الحد الأدنى سيسمح وبشكل تام بتفادي الوفيات الناجمة عن الضغط على الموارد
الطبية".
وظفت الصين حصيلة الوفيات المنخفضة
للتأكيد على سياساتها الصارمة لمكافحة الفيروس، معتبرة أنها وضعت حياة الناس قبل
الحريات، بعكس ديموقراطيات غربية سجلت أعدادا أعلى بكثير.
وقالت الخبيرة في علم الأمراض في جامعة
واشنطن، ماي هي، إن البيانات "تأثرت بالسياسات".
حالات لم تُحتسب؟
يقول المستشار الفني لمنظمة الصحة
العالمية، آريل كارلنسكي، لوكالة فرانس برس إن الصين تعاملت "بحذر"
مع أرقام الوفيات لديها.
ويرى أن مقارنة عدد الوفيات في الصين
لجميع الأسباب المختلفة منذ 2020 بالسنوات السابقة للجائحة، تعطي فكرة أكثر دقة عن
الوضع.
تركيا تغلي الكمامة
على جانب آخر، قال الرئيس رجب طيب
أردوغان الثلاثاء إن تركيا مستعدة لرفع جميع إجراءات مكافحة فيروس كورونا، مضيفا
أن استخدام الكمامة لن يكون إلزاميا في الأماكن المغلقة بعد الآن.
وفي كلمة بعد الاجتماع الأخير للمجلس
العلمي الاستشاري، قال أردوغان إن الكمامات ستظل مفروضة في وسائل النقل العام وفي
المؤسسات الطبية حتى تنخفض الحالات اليومية الجديدة لأقل من 1000.
كانت تركيا قد ألغت في السابق شرط
استخدام الكمامة في الهواء الطلق وفي الأماكن المغلقة ذات التهوية الجيدة.
وانخفضت إصابات كوفيد-19 اليومية في
تركيا لأقل من 3000 في الأيام الماضية، من حوالي 15 ألفا في نهاية آذار/ مارس.
وانخفض عدد الفحوص بأكثر من النصف في
نفس الفترة إلى حوالي 130 ألفا في اليوم.