صحافة إسرائيلية

"هآرتس": هل تكفي تنازلات الغرب للتوصل إلى اتفاق مع إيران؟

المندوب الروسي قال إنه يمكن التوقيع على اتفاق في بداية شهر شباط- جيتي
المندوب الروسي قال إنه يمكن التوقيع على اتفاق في بداية شهر شباط- جيتي

تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن "تنازلات" قدمتها أطراف المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق نووي جديد بين الدول العظمى وإيران.


وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أنه "مع التعتيم الشديد المفروض على محادثات الاتفاق النووي في فيينا بين إيران والغرب، يصعب معرفة ما الذي تحقق بالضبط، ومن الذي تنازل لمن، وبالأساس؛ هل سيوقع اتفاق قريبا".


بلورة اتفاق


المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، اعتاد على استخدام "تويتر" لتجاوز التعتيم، ونشر في الأسبوع الماضي تغريدة جاء فيها: "يمكن التوقيع على اتفاق في بداية شهر شباط"، كما أكد مندوب الصين وانغ كوان، أن "المحادثات تسير إلى الأمام".


وأظهرت الولايات المتحدة "تفاؤلا حذرا"، فيما أكدت فرنسا أنه كان هناك تقدم، لكنها أوضحت بأن "الطريق ما زالت طويلة"، وبحسب "هآرتس" فإن في "هذه التصريحات يوجد ما يشير إلى أن التشاؤم وعدم الثقة بإمكانية وجود مفاوضات، استبدلت بفرضية أن جميع الأطراف، بما في ذلك إيران، معنية ببلورة اتفاق وبسرعة، والخطاب الذي يسمع مؤخرا في إيران ربما يشير لحدوث اختراق".

 

اقرأ أيضا: مسؤول إسرائيلي ينتقد حكومته: فشلت بإبعاد التهديد المركزي

وفي حال صح ما نشر، استنتجت الصحيفة أن "الدول الغربية وإيران نزلوا عن الشجرة، والرئيس الأمريكي جو بايدن، كان يطمح بأن توافق إيران على مناقشة برنامج صواريخها البالستية، أو على الأقل وضع أساس لمحادثات مستقبلية تقلق الغرب، إيران من ناحيتها، طلبت في البداية رفع جميع العقوبات قبل استئناف المفاوضات، وبعد ذلك قدمت ثلاث وثائق تم فيها تفصيل شروطها الجديدة، ومرة أخرى طلبت في البداية رفع العقوبات وضمانات من أمريكا بأن لا تنسحب في المستقبل من أي اتفاق يتم توقيعه وإقامة آلية متفق عليها تراقب تطبيق رفع العقوبات".


صفقة أمنية


وأضافت: "من هنا جاء غضب إيران من روسيا، لأنها الآن تعتبر كمن تضر بصورة إيران المتصلبة، وحتى "تتآمر مع الولايات المتحدة ضدها" - حسب تصريحات محللين إيرانيين - والدليل على هذا التآمر عثر عليه هؤلاء في المقابلة المصورة لأليانوف مع رئيس طاقم الولايات المتحدة، روبرت مالي".


وأشارت إلى أن "التجربة تعلمنا، أنه عندما ينشب خلاف بين الشركاء في المفاوضات حول مسألة هوية الطرف المتنازل، يمكن القول بأنه كانت هناك تنازلات، ولكن السؤال: هل فيها ما من شأنه أن يوصلهم إلى اتفاق؟".


وقالت "هآرتس"، إن "الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيذهب في هذا الشهر إلى موسكو، وسيلتقي مع الرئيس فلاديمير بوتين"، ويطمح رئيسي للتوقيع مع موسكو على اتفاق تعاون أمني، وفيه، ضمن أمور أخرى، شراء طائرات "سوخوي-35" وتحسين وتحديث طائرات "ميغ" الموجودة لدى الجيش الإيراني وشراء أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من نوع "إس-400".


وأوضحت أن "نطاق هذه الصفقات يبلغ 10 مليارات دولار خلال عشرين سنة، ويتوقع أن تمولها إيران بصفقة مقايضة "النفط مقابل السلاح"، ومشكوك إذا كانت روسيا ستصادق على بيع صواريخ "إس-400" بالتحديد في الوقت الذي تدخل فيه معركة ثنائية سياسية مع واشنطن حول مسألة أوكرانيا وكازاخستان، إضافة إلى ذلك، ربما تضع روسيا شروطا ترتبط بالاتفاق النووي على أجزاء الصفقة الأخرى".


توجيه ضربة لإيران


ما زال السجال الإسرائيلي حول الملف الإيراني في ذروته، ويتصدر رأس جدول الأعمال، وفي هذا السياق، قال يوسي أحيمائير الكاتب اليميني بمقاله بصحيفة معاريف، الذي ترجمته "عربي21" إن "إسرائيل مدعوة لأن تكون مبالية بالتهديد الوجودي الذي تشكله إيران عليها، بعيدا عن المحادثات "العبثية" في فيينا".

 

اقرأ أيضا: مسؤول إسرائيلي: إلغاء اتفاق إيران النووي كان خطأ استراتيجيا

وأضاف أحيمائير أن المعطيات الإسرائيلية تشير إلى أن "إيران الدولة المتقدمة نسبيًا تسعى نحو التدخل الخارجي، وتعزيز مكانتها في المنطقة، عبر تطوير أسلحة نووية، واليوم يفهم الجميع في إسرائيل أن إيران لا تتصرف من منطلق اعتبارات عقلانية، لأن ما يحفزها هو الحماسة الدينية التي توجه إليها كل مواردها واعتباراتها".

في الوقت ذاته، تلعب إيران حالياً، كما تقدر ذلك المحافل الإسرائيلية، على ملعبين في نفس الوقت، أحدهما المساعي الدبلوماسية التي تُبذل في فيينا على أمل كبح جماحها، وتقييد التطوير النووي، وثانيهما عروض الأسلحة والاستعراضات العسكرية، والتجارب المتقدمة على السفن الحربية، والصواريخ التي تم إطلاقها في الفضاء، وعلى مدى آلاف الكيلومترات، الهادفة لإرسال إشارة للغرب وإسرائيل، حتى أصبحت القضية الإيرانية مركزية في دائرة التهديدات ضد إسرائيل.


وختم أحيمائير بالقول إن "الجيش الإسرائيلي ليس هادئا بشأن استعداداته، ويستعد لليوم الذي سيكون فيه حتميا تنفيذ ضربة وقائية قوية، صحيح أنها لن تمنع الصواريخ النووية الإيرانية من السقوط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتسبب في الكثير من الموت والدمار، لكنها ستضع حداً للتهديد الوجودي، وفق الرؤية الإسرائيلية".

التعليقات (0)