سياسة عربية

حماس: الاحتلال غير جاد بتبادل الأسرى ويتحمل نتائج "عبثه" بالقدس

الحية: أسرانا أمانة في أعناقنا ونعمل بكل جهد  من أجل أن ينعموا بالحرية- عربي21
الحية: أسرانا أمانة في أعناقنا ونعمل بكل جهد من أجل أن ينعموا بالحرية- عربي21

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأربعاء، إن الاحتلال غير جاد بتحريك ملف تبادل الأسرى، محذرة في سياق آخر من العودة إلى معركة سيف القدس، حال استمرار "عبث" الاحتلال في القدس.

وذكر رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية بالحركة خليل الحية، في مقابلة متلفزة عبر فضائية الأقصى، أن الاحتلال غير جاد بتحريك ملف تبادل الأسرى، مؤكدا أن حركته "ستواصل العمل بكل جهد لتحرير الأسرى بكل السبل".


وأضاف: "أسرانا أمانة في أعناقنا، ونعمل بكل جهد واجتهاد من أجل أن ينعموا بالحرية، وسنكون أوفياء لهم".

 

 

 

وفي تعلقيها على مماطلة ومحاولات  الاحتلال التملص بشأن التوصل للاتفاق حول صفقة تبادل للأسرى، قال عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" صلاح البردويل لـ"عربي21": "الاحتلال هو من يتحمل المسؤولية في النهاية، وحركة حماس لم تأسر الأسرى من أجل أن تحتفظ بهم، وإنما من أجل أن تبادلهم بأسرى فلسطينيين يعانون أمر العذاب في سجون الاحتلال الصهيوني، بعدما فشلت كل جهود المفاوضات السياسية بأن تفرج عن أسرانا الأبطال". 

وأضاف: "عندها، كانت حماس مضطرة لأن تأسر جنود الاحتلال، ولا سيما أنهم كانوا في حالة عدوان على شعبنا، وكانوا يمارسون الاحتلال وينفذون المجازر بحق شعبنا فتم أسرهم، وبالتالي، المطلوب هو تبادل الأسرى مع الاحتلال". 

وأكد البردويل، أن "الاحتلال يحاول أن يبخس من الثمن، وأن يتملص من استحقاقات الصفقة، ويحاول أيضا أن يرضي التناقضات الداخلية في حكومته، مخافة حدوث تغيرات في وضع الحكومة الإسرائيلية الهش، كما يخشى الاحتلال أن يظهر وكأنه خضع للمقاومة". 

وشدد على أن "الاحتلال في النهاية، سيخضع لشروط المقاومة". 

يذكر أن "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، أعلنت في 20 تموز/ يوليو 2014، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع. 

وفي تموز/ يوليو 2015 كشف الاحتلال عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد على حدود غزة بداية 2016. 

وترفض "كتائب القسام" الكشف عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي لعقد صفقة تبادل جديد للأسرى، إفراج الاحتلال عن كافة الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار (صفقة جلعاد شاليط) ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى. 

 

اقرأ أيضا: رئيس المخابرات المصرية يزور الاحتلال لبحث صفقة الأسرى

وتُصر "حماس" على مبادلة أسرى فلسطينيين بالجنود، لا سيما من أصحاب المحكوميات العالية، في حين يرفض الاحتلال ذلك ويطالب بالإفراج عن جنوده كشرط لتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع المحاصر منذ 2006.


من جانب آخر، حمّل الحية، الاحتلال، تداعيات ونتائج "عبثها في مدينة القدس والمسجد الأقصى وما حولهما"، مضيفاً أن "أبطالنا هناك للاحتلال بالمرصاد".


وتابع: "إن عاد العدو للمساس بالقدس والأقصى فسيعود سيف القدس ليقطع يد المحتلين"، ولفت الحية إلى أن التطبيع العربي مع الاحتلال يمثل طعنة مسمومة في خاصرة القدس، وفي ظهر القضية الفلسطينية ومقاومة شعبنا.

 

 

 

وحول استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، أكد البردويل لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يستثمر حالة الضعف والهوان والتطبيع العربي، ويسعى جاهدا لأن يفرض وقائع على الأرض، ظنا منه أن المقاومة الفلسطينية وشعبنا من الممكن ان ينسى أو يتناسى حقه الكامل في مدينة القدس وفي مقدساتها". 

ونبّه إلى أن المقاومة والشعب الفلسطيني "لن يسمحوا بأي حال من الأحوال أن تنتقص الحقوق الوطنية الفلسطينية"، منوها إلى أن "الشعب الفلسطيني الذي ثار سنة 1929 لمجرد أن حاول الصهاينة السيطرة على رصيف بجانب حائك البراق، وقدم تضحيات كبيرة جدا وأثخن في الاحتلال البريطاني والاستيطان الصهيوني آنذاك، شعبنا بعد هذه التجربة الطويلة وهذا الوعي الكبير، لن يسمح لا للاستيطان ولا للاحتلال أن يقترب من المقدسات". 

وتابع: "وحتى إن كان معه كل الدعم الخارجي، لن يملك الاحتلال بأن يفرض على شعبنا شيء يعتدي على عقيدته أو ثوابته على الإطلاق". 

وقال البردويل: "حماس ومعها كل فصائل المقاومة الفلسطينية المتمسكة بالثوابت، استطاعت بعد كل هذه السنوات، أن تثبت الحق الفلسطيني، وأن تعطي رسالة واضحة للاحتلال ولكل المتعاونين الدوليين والمحليين معه؛ أنه من المستحيل أن تمر اتفاقية تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني غصبا عنه". 

التعليقات (0)